وزير الخارجية اعتقل وهو يتحدث مع نظيره السنغالي.. ومصير الرئيس يكتنفه الغموض
أعلنت الإذاعة الوطنية المالية التي سيطر عليها الجناح المنشق من الجيش المالي أن أحد الجنود المنشقين سيلقي “بياناً”، وذلك من دون أن تحدد وقت البيان الذي يعتبر أول تصريح إعلامي رسمي للمنشقين منذ اندلاع الأحداث صباح أمس الأربعاء.
وكانت هيئة إذاعة وتلفزيون مالي قد توقفت عن البث منذ أن سيطر عليها منشقون من الجيش المالي ظهر أمس الأربعاء، قبل أن تعود إلى العمل عند تمام الساعة (23:00 بالتوقيت العالمي الموحد) وتعلن أن أحد الجنود سيلقي بياناً، وتبدأ في انتظار ذلك بث الموسيقى.
ويأتي إعلان الإذاعة المالية في وقت ما تزال أصوات طلقات نارية متزايدة تسمع بالقرب من القصر الرئاسي بباماكو، في اشتباكات ما بين عناصر منشقة من الجيش المالي وعناصر الحرس الرئاسي.
وكان أحد الجنود المنشقين قد قال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: “لقد سيطرنا على القصر الرئاسي”، فيما تظل هذه المعلومة غير مؤكدة خاصة وأن أصوات الاشتباكات ما تزال مسموعة في محيط القصر حتى منتصف الليل.
هذا وتعيش العاصمة المالية باماكو منذ زوال أمس الأربعاء فوضى عارمة، حيث تواردت الأنباء عن حصول انقلاب عسكري بقيادة نقيب من الجيش يدعى سانوغو، وذلك بعد انتفاضة قام بها ضباط الصف في الجيش انطلاقا من قاعدة كاتي؛ أكبر محمية عسكرية على التراب المالية.
وتضاربت الأنباء حول مصير الرئيس المالي أمادو توماني توري، حيث قالت إحدى الروايات إنه لجأ إلى إحدى السفارات الأجنبية، فيما تحدثت رواية ثانية عن لجوئه إلى القاعدة العسكرية التي ينتمي إليها، بينما تقول رواية ثالثة إنه ما يزال موجوداً في القصر الرئاسي (كولوبا) حيث سمعت أصوات اشتباكات ضارية حتى منتصف الليل.
وحسب الأنباء الواردة من باماكو فإنه قد تم اعتقال جميع الوزراء الماليين، بما في ذلك وزير الخارجية الذي اعتقل وهو يجري مكالمة هاتفية مع نظيره السنغالي.
وقد أورد موقع (Malijet) أن تمرد الجنود في قاعدة كاتي العسكرية القريبة من باماكو، قد تحول إلى انقلاب ناجح يقوده النقيب سانغو، وأكد الموقع الإخباري المحلي أن قادة المحاولة الانقلابية اعتقلوا وزراء أساسيين في الحكومة المالية من بينهم وزير الداخلية الجنرال كافوغونا كوني، فيما لا يزال مصير الرئيس “غامضا”، حسب الموقع.
وكان جنود غاضبون قد قاموا صباح أمس الأربعاء بالسيطرة على مخازن السلاح في قاعدة كاتي العسكرية قبل أن يشرعوا في مظاهرة أدت إلى اشتباكات مع بقية عناصر الجيش المالي؛ ليعلن بعد ذلك بساعات عن سيطرة جنود منشقين على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية وسط العاصمة، ومحاصرة القصر الرئاسي وسط العاصمة باماكو.
وقد اندلعت الأحداث على هامش اجتماع عقده وزير الدفاع المالي صباح أمس مع الجنود من أجل تهدئتهم، ولكن الاجتماع خرج عن السيطرة متسببا في غضب الجنود الذين كانوا يطالبون الوزير بتوفير السلاح لعناصر الجيش التي تواجه تمرد الطوارق منذ منتصف يناير الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة كاتي القريبة من العاصمة باماكو كانت منذ أشهر مسرحا لمظاهرات عنيفة نظمها أهالي الجنود الذين طالبوا آنذاك بتوفير معلومات عن أبنائهم الموجودين في جبهات القتال، قبل أن يتوجهوا إلى القصر الرئاسي بباماكو حيث التقوا بالرئيس أمادو توماني توري الذي وعدهم بتحسين أوضاع أبنائهم وتجهيزهم بالسلاح الكافي لمواجهة المتمردين الطوارق.