مصدر بكتيبة الملثمين: أفطرنا لثقتنا في الدعاة الذين رأوا الهلال في باماكو.. وليس بسبب إعلان الحكومة المالية
تمبكتو ـ عثمان آغ محمد عثمان
أعلنت الجماعات الإسلامية المسيطرة في الشمال المالي أن اليوم السبت هو أول أيام شهر شوال، وأقامت صلاة عيد الفطر، استنادا إلى رؤية الهلال في باماكو.
وأكد أحد عناصر كتيبة الملثمين في غاو؛ في اتصال مع صحراء ميديا، ما وصفها بثقتهم في “الدعاة اللذين تمكنوا من رؤية هلال عيد الفطر في باماكو”، مشيرا إلى أنهم لم يفطروا بسبب إعلان الحكومة المالية للعيد.
وصرح أحد عناصر التوحيد والجهاد في غاو بانهم أفطروا “لأن بعض عناصرهم في مدينة بوريم تمكنوا من رؤية الهلال”، بينما انقسمت جماعة انصار الدين الى قسمين بين مفطر وصائم، فهم صائمون في كيدال، بحسب مصدر من الجماعة في المدينة، مفطرون في تمبكتو، “لثقتهم برئيس لجنة مراقبة الاهلة، وبإمام تمكن من رؤية الهلال في ولاية موبتي، وبعض الدعاة في باماكو”؛ على حد قولهم.
صلاة العيد
وشهدت مدينة تينبكتو صلاتين للعيد، الاولى لعامة الشعب في حي (بلا فرندي) شرق المدينة، أما الصلاة الأخرى فهي خاصة بعناصر جماعة انصار الدين، وأقيمت في حي ( صان فيل) جنوبي تمبكتو.
وتميزت صلاة عامة الشعب بحضور عدد كبير من المواطنين وخاصة الرجال الذين وصلوا الى المئات، بينما تقلص حضور النساء الى ساحة صلاة العيد حيث لا يتجاوز عدد من حضر منهن ثلاثون سيدة أغلبهن مسنات أو في سن الطفولة.
كما شهدت الساحة حضور كافة ائمة ووجهاء المدينة ومن جماعة انصار الدين حضر عدد من عناصر الشرطة الاسلامية لحراسة الساحة وحفظ الامن ومجموعة من الحسبة، وهم جماعة دينية تسند إليها مهام “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاهتمام بمصالح المسلمين”.
وصلي بالجموع امام المسجد العتيق (جينغريبير) الامام السيوطي، وألقى خطبة تقليدية بعد الصلاة، كما وصفها متابعون، وبعد انتهاء الصلاة وقف الى جانبه، تحت المظلة المخصصة للإمام، قياديان من انصار الدين وهما ابو تراب؛ رئيس الحسبة، وعبد الله الشنقيطي؛ عضو مجلس القضاء بتمبكتو، وبرفقتهما مترجم باللغة المحلية، وألقى عبد الله الشنقيطي خطبة سريعة، ركزت على الوعظ وشرح اهداف ومقاصد جماعة انصار الدين، متطرقا إلى عدة نقاط من أبرزها أن الجماعة تسعى “لإقامة شرع الله على أرض الله”، وأنه “لا فرق عندهم بين عربي واعجمي ولا بين ابيض واسود”.
وأكد الشنقيطي أن من يؤمن بتطبيق الشريعة أخ لهم “له ما لهم وعليه ما عليهم”، وان كل من هو ضدها فهو عدو لهم “ولو كان اقرب الاقربين”؛ بحسب تعبيره.
وأضاف الشنقيطي، في حديثه أمام جموع المصلين، بانهم ليسوا هنا من اجل ازواد، “وإنما من أجل الشريعة الاسلامية”، حيث ألهبت كلمته مشاعر المصلين الذي بدأوا في التكبير.
الأسواق
يشكو عدد كبير من تجار مدينة تمنبكتو هذا العام من كساد البضاعة خلال فترة العيد، نظرا لنزوح أغلب ساكنة المدينة إلى الدول المجاورة على خلفية الاحداث التي يشهدها إقليم أزواد.
وقال التاجر عبدالله ولد سيدي محمد؛ في تصريح لصحراء ميديا، إن التجار وفروا هذه السنة كميات كبيرة من الملابس والاحذية، التي تباع عادة في مواسم الأعياد، “لكن الزبناء قليلون جدا هذا العام”؛ بحسب تعبيره.
وبدوره أوضح التاجر ابراهيم اغ الحسن، بائع ملابس واحذية في تمنبكتو، أن التجار باتو يمتهنون الجلوس وتبادل أطراف الحديث في محلاتهم التجارية في ظل غياب الزبناء، في حين اعتبر صاحب محل خياطة الملابس عبد الرحمن الامام أن العيد الحالي “هو الاسواء بالنسبة له كخياط امتهن هذه المهنة منذ 30 عاما”، مشيرا إلى أنه كان يوفر في السابق أربعة فرص للعمل، في حين بقي معه الآن مساعد واحد.
أما بابا سليمان ونغا المشهور ب(بننا)؛ وهو تاجر مواد غذائية ومصور فوتوغرافي من الهواة، فقد أكد أنه لن يشتري لباس العيد لأطفاله، “لأن هذا العيد يفتقر لعدد كبير من الاقارب والاصدقاء اللذين لا يحلوا العيد إلا بهم”؛ على حد قوله.
ويقول يحي ولد عثمان؛ تاجر ملابس نسائية، إن الطلب متوفر بشكل جيد، مرجعا أسباب ذلك إلى أن “الملاحف”؛ التي هي الزي التقليدي للمرأة في منطقة الصحراء الكبرى، أصبحت تثير إعجاب المرأة الزنجية التي تقطن إقليم أزواد، بعد أن أجبرت حركة أنصار الدين النساء على ارتداء الزي الساتر.