منسقية المعارضة تختتم من “واد الناقة” جولة ولايات الضفة.. وزعماؤها يزورون ضريح “مؤسس الدولة الموريتانية”
واد الناقة – محمد ولد زين
اختتم وفد زعماء منسقية المعارضة الديمقراطية في موريتانيا جولتهم في ولايات الجنوب الموريتاني بمهرجان جماهيري نظموه مساء اليوم في مقاطعة “واد الناقة”؛ شرقي العاصمة نواكشوط.
قال سيدي ولد محمد الكوري؛ الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني للتناوب الديمقراطي “ايناد” إن منسقية المعارضة انتهت من مدينة “واد الناقة” ما أسماه “مرحلة التهيئة لرحيل النظام العسكري؛ ومازال في أجندتها ما ستكشف عنه خلال الأيام القادمة”.
وعدد ولد محمد الكوري؛ أمام أنصار المعارضة مساء اليوم الاثنين في مقاطعة واد الناقة؛ 12 محورا اعتبر أنها تشكل خلاصة لخطاب المنسقية ضمن جولتها في منطقة الضفة؛ وهي كافية لـ”التخلص النهائي وعلى وجه السرعة من نظام ولد عبد العزيز”؛ على حد وصفه.
وأضاف أمين عام حزب “ايناد”؛ أن النظام الحالي “هدم الوحدة الوطنية وأفسد جهاز الإدارة، وانتهك الحريات العامة؛ نهب الثروات الوطنية؛ واهلك كاهل الدولة بالصفقات المشبوهة في مجال الصحة”؛ مشيرا إلى أن هذه الوضعية فجرت الحركات الاحتجاجية التي “لم يسلم منها أي قطاع في الدولة؛ وقادت الشباب إلى الانتحار وإحراق أنفسهم في مشهد لم يكن معهودا لدى الموريتانيين”؛ حسب قوله.
من جهته اتهم أحمد ولد لفظل؛ من حزب التكتل الرئيس الموريتاني بـ”احتقار الشعب وخداعه بالشعارات الزائفة”؛ حسب تعبيره.
وقلل ولد لفظل مما أسماه “مهزلة الحوار”؛ واصفا إياه بأنه “مكن لولد عبد العزيز وزاد من صلاحياته مقابل وعود لن تتحقق”؛ مضيفا أن كافة المؤشرات تشير إلى أن النظام العسكري الحاكم “عاجز عن قيادة البلد، وقد أفسد أكثر مما أصلح”.
ودعا القيادي في التكتل؛ سكان مقاطعة واد الناقة ومن خلالهم سكان اترارزه إلى “الانتفاضة والمساهمة الجادة في إحداث التغيير الذي تنشده منسقية المعارضة وقد بات وشيكا”؛ وفق قوله.
محمد جميل ولد منصور؛ استحضر التاريخ النضالي لسكان واد الناقة، معتبرا أنه “لا تغيير بدون نضال حقيقي”.
وقال ولد منصور؛ مخاطبا جماهير المعارضة؛ تعرفون أن النظام “بدد الثروات وأهان العمال ونكل بالطلبة وزاد الأسعار؛ وأخرها زيادة المحروقات اليوم؛ ولن نصل نواكشوط قبل تزداد المعيشة غلاء”؛ حسب تعبيره.
وأضاف رئيس حزب “تواصل” أنه أمام الوضعية الحالية التي يتخبط فيها البلد جراء تصرفات العسكر؛ “تصبح إزاحة النظام واجبة، لأن الطغيان إلى زوال والدول لا تستقيم على الظلم”.
بدوه أكد موسى فال؛ رئيس حزب الحراك الديمقراطي؛ على أن موريتانيا تشهد حاليا “أزمات خطيرة، وعلى قدر كبير من التعقيد”؛ مضيفا أن الحل المناسب اليوم هو أن “يصغى النظام لمطالب الشعب ويجنب البلاد مخاطر الثورة غير مضمونة النتائج والتي لن تكون في صالح ولد عبد العزيز”.
وشدد موسى فال؛ على أن الشعب الموريتاني يجب أن تتاح له الفرصة عن طريق “انتخابات نزيهة وشفافة تحقق تطلعاته للديمقراطية الحقيقية”؛ وإلا فإن البلاد “قد تدخل في دوامة من الضياع لا تعرف عواقبها”.
باقي المتدخلين في مهرجان المعارضة في واد الناقة؛ شددوا على ضرورة الانصهار في خيار منسقية المعارضة ومؤازرتها في مسعاها النضالي المتمثل في إسقاط النظام واستبداله بآخر ديمقراطي يختاره الموريتانيون عن طريق انتخابات شفافة ونزيهة؛ حسب تعبيره.
يشار إلى أن وفد رؤساء منسقية المعارضة كان قد زار عصر اليوم في ختام زيارته لمدينة أبي تلميت ضريح مؤسس الدولة الموريتانية المرحوم المختار ولد داداه في مقبرة ” البعلاتية” الواقعة شمالي بوتلميت؛ حيث قرأ أعضاء الوفد الفاتحة ترحما على روح أول رئيس لموريتانيا وافاه الأجل المحتوم قبل تسع سنوات من الآن.