أجريت أمس (الخميس)، بوحدة أمراض القلب والشرايين بمستشفى الشيخ زايد في نواكشوط أول عملية جراحية “قلب مفتوح” من طرف طاقم طبي موريتاني مائة بالمائة، تحت إشراف الدكتور خالد ولد بيه، لمريضة تبلغ 26 عاما لتغيير إحدى صمامات قلبها.
وتعد هذه العملية سابقة في الطب الموريتاني، وأجريت بإشراف فريق طبي مغربي، اختتم أمس الخميس سلسلة من العمليات لأمراض القلب في مستشفى الشيخ زايد.
ويقود الفريق الطبي المغربي، البروفسور محمد العروسي، رئيس قسم جراحة القلب والشرايين ( أ) بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط ، ويضم كلا من الدكتور رشدي السايح ، طبيب مختص في جراحة القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سيناء، وطبيبة مساعدة جراحة وممرض متخصص في التخدير وممرضة متخصصة في الضخ الاصطناعي للقلب.
وأجرى الفريق في الفترة ما بين 15 و19 ديسمبر الحالي، 11 عملية جراحية ” قلب مفتوح” لفائدة مرضى من الفئات المعوزة وذات الدخل المحدود
وقال البروفسور العروسي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن العمليات “مرت في ظروف جيدة وكللت كلها بالنجاح”، وشملت مرضى تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 70 سنة ( 5 ذكور و 6 إناث)، ليرتفع بذلك عدد العمليات التي قامت بها البعثة على ثلاث مراحل إلى 30 عملية.
وأجريت عمليات لأول مرة في موريتانيا، لتغيير الشرايين التاجية، وعلاج العاهات الخلقية (ثقب في القلب) والتصاق القلب الناتج عن مرض السل.
واكتست مهمة البعثة الطبية المغربية، طابعا إنسانيا وتكوينيا في ذات الوقت، في إطار اتفاقية التعاون المبرمة بين البلدين في مجال الصحة، وكذا اتفاقية الشراكة التي تربط بين المركز الاستشفائي الجامعي ابن سيناء والمركز الوطني الموريتاني لأمراض القلب، والتي تمتد على لثلاثة أعوام. وفي هذا السياق أشار البروفسير العروسي إلى أن طاقما طبيا موريتانيا يتألف من أطباء وتقنيين متخصصين في التخدير والمضحة الاصطناعية للقلب يتلقى حاليا تكوينا بالمغرب. وذلك سبيلا إلى تحسين مستواهم العلمي والتقني والنظري حتى يتمكنوا في المستقبل القريب من مباشرة مهامهم بشكل مستقل وفي أحسن الظروف، في أفق إحداث وحدة مستقلة لجراحة القلب والشرايين بالمركز الوطني لأمراض القلب في نواكشوط.
من جهته البروفسور أحمد ولد أب، مدير المركز الوطني لأمراض القلب في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه البعثة الطبية تأتى “امتدادا لتعاون مثمر وفعال” بين المركز والهيئات النظيرة له في المملكة المغربية ، وهي هيئات طالما سارعت إلى ” مد يد العون السخي” لموريتانيا في كافة المجالات الطبية، خاصة في ما يتعلق بجراحة القلب والشرايين،وذلك انسجاما مع العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
وأشار ولد أب إلى أن العمليات الجراحية التي أجراها الفريق الطبي المغربي استهدفت بالأساس مرضى معوزين وأصحاب وضعيات استعجالية، مذكرا بأن المركز سبق له أن استقبل في ماي الماضي بعثة طبية مغربية من المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش في إطار حملة علاجية وتكوينية ، مؤكدا أن هذه البعثات قدمت لمرضى المركز خدمات كبرى ساهمت في مساعدته على مواجهة التزايد المقلق للإصابات المرتبطة بالقلب والشرايين في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ويتولى المركز الوطني لأمراض القلب في نواكشوط القيام بالاستشارات والفحوص الطبية وإيواء المرضى، بينما تجرى العمليات الجراحية بوحدة تابعة للمركز بمستشفى الشيخ زايد.
ويستعين المركز بالخبرة المغربية، المعروفة بالكفاءة، بعد إعداده ملفات طبية للمرضى، مراعيا ظروفهم المادية والصحية، مانحا الأولوية للفقراء من ذوى الأمراض التي تتطلب تدخلا جراحيا مستعجلا ، والعاجزين عن البحث عن العلاج في الخارج وما تتطلبه هذه العمليات من تكاليف باهظة علاوة على مصاريف الاستشفاء والأدوية والتنقلات.
وغالبية المرضى المستفيدين من خدمات الفريق الطبي المغربي هم من ذوى الوضعيات الخاصة طبيا وماديا ممن كانوا بحاجة استعجاليه لتدخل جراحي لإنقاذ حياتهم، وهو ما يخفف كثيرا على هؤلاء المرضى.