إسوة بناشطات في حزب شبابي داعم للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ، حملت نبغوها 44 عاما نصيبها من اكياس الصور المكبرة التى استنسخت منها كميات كبيرة وعادت في مساء بارد الى منزلها بحي الترحيل قرب ملح لتوزع عددا من تلك الصور والشعارات على جيرانها ساعات قبل العودة المرتقبة للرئيس من رحلة علاجية الى فرنسا ..مثلها مثل باقي انصار الرئيس الذين بدأوا منذ ايام في حملة تحضيرية واسعة لاستقباله، فقد قطع الرجل الشك واعلن عودته السبت،
الشوارع والساحات العامة لا تخلو من صور مكبرة تعانق الاعلام الموريتانية استعداد لمناسبتين هما الاستقلال وعودة الرئيس، ومن حين لاخر تجوب سيارات حديثة رباعية الدفع الطرقات الرئيسية في نواكشوط فيما يغوص بعضها في الرمال باتجاه احياء نائية من العاصمة ، انها حملة واسعة لتحضير استقبال يليق بالرئيس، والأولى ان يستقبله اولائك الذين امتلكوا لاول مرة قطعا ارضية مستصلحة بعد عقود من العيش في الاكواخ يعلق احد المنظمين.
أربعينية الرئيس..
وسط جدل مستمر حيال حقيقة الوضع الصحي للرئيس ودفع بعض معارضيه بل حتى مناصريه سرا بشغور منصبه يتوقع ان يصل الرئيس مساء السبت ليزيل جانبا من الغموض الذي اكتنف مصيره منذ مغادرته الى باريس لتلقي علاج تكميلي.. فاجأ الرئيس الجميع بظهوره الاسبوع الماضي في قصر الاليزيه وإجرائه مقابلة مع قناة افرانس 24 بينما كان بعض من الموالين له يرتبون البيت الداخلي من دونه؛ حاول البعض اطلاق مبادرات سياسية لجس نبض اطراف في المشهد الموريتاني لكنه فيما يبدو تسرع في قراءة الوضع. بحسب أحد المحللين.
في الخرجتين بباريس أكد الرئيس انه ينوي العودة في الرابع والعشرين من نوفمبر دون ان يحدد مهلة لكنه لم يسهب في المزيد من التفاصيل ليزيل بعض الشك ويبقي على بعضه ، لقد بقي الباب مواربا أمام المزيد من الاستشكالات في ظل الغموض المزمن للوضع؛ يعلق مراقب اخر.
منذ اسبوع كامل تشهد الاحياء التى يقطنها الفقراء تواجد نساء ورجال ميسوري الحال يوزعون المال والصور والشعارات وينصحون المواطنين بعدم الاكتراث لما تردده المعارضة من شائعات.. وفق ما يقولون. المنظمون انجزوا خرائط توبوغرافية للمساحات والشوارع التى سيمر عبرها الموكب الرئاسي؛ لكن خريطة كبرى للمشهد العام بحاجة الى التشكل؛ يضيف احد اطراف الموالاة يرفض ذكر اسمه.
ومن المرجح ان يكون الرئيس في وسط الموكب داخل سيارة مكشوفة لتحية مناصريه .. لن يستطيع الرئيس مد يده للكثير من الناس لان وضعه الصحي لم يعد بعد يسمح بذلك لكنه سيلتقي شعبه وجها لوجه ويشكره على وفائه يعلق ناشط في حزب شبابي.
في انتظار الرئيس الكثير من الملفات العالقة؛ ثمة مبادرتان سياسيتان إحداهما جمدت في انتظار عودته، والثانية ألغيت بمجرد إطلالته من الاليزيه، أما الاولى مبادرة رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير، تلك التى كانت اخر مبادرة يستمع اليها لكنه أصيب قبل ان يرد عليها؛ يجد ولد عبد العزيز ان ذات المبادرة في انتظاره متصدرة المفات السياسية المتعلقة بالمعارضة وبحلول الازمة السياسية … جمد ولد بلخير مبادرته في انتظار عودة الرئيس.. اليوم يعول مسعود بحسب أحد المقربين منه على مبادرته كإطار ملائم للخروج من الازمة يضمن للرئيس البقاء في منصبه حتى انتهاء ماموريته؛ وان شاء فاليسافر وان شاء فليبق، كما تضمن المعارضة تلبية بعض المطالب كتشكيل حكومة واجراء انتخابات نزيهة ، اما المبادرة الثانية فلم تعمر طويلا وقد اطلقها قوميون موالون للرئيس بناء على معطيات يبدو انها لم تتحقق فألغيت المبادرة وفق المراقبين.
؛انتهت حكاية الصور والمكالمات الهاتفية ولو الى حين، ليبدأ موسم جديد عنوانه “ما بعدعودة الرئيس” .. ثمة أسئلة كثيرة يطرحها المراقبون في نواكشوط هل سيمكث الرئيس ام انه سيقضي اياما معدودات يشرف فيهم على مراسيم احتفالات الجيش والاستقلال ويثبت لخصومه واصدقائه انه لا يزال يمسك دفة الحكم بقوة ومنعة ثم يعود لاستكمال العلاج والنقاهة؛ وهل سيحمل خطاب الاستقلال جديدا ام انه سيتجنب الخوض في الجوانب التى الهبت الساحة الموريتانية منذ أربعين يوما، الا وهي علة الرئيس وشغور المنصب ..؟