نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر من المجتمع المدني في المغرب، قولها إن السلطات الجزائرية رحلت 48 سوريا أول أمس الأحد وأمس الاثنين في اتجاه الجهة الشرقية الحدودية مع المغرب, فيما نفت الخارجية الجزائرية في وقت سابق هذا الأمر.
وقالت صبيحة بصراوي رئيسة جمعية الوفاء للتنمية الاجتماعية في تصريح نشرته وكالة فرانس برس أمس الاثنين “استقبلنا مع مجموعة من الجمعيات ليل الاثنين عند منتصف الليل ثمانية سوريين هم ثلاثة أطفال وثلاثة رجال وامرأتان”.
وأضافت بصراوي “كما استقبلنا منتصف أمس الأحد أربعين سوريا تم ترحيلهم من الجزائر في اتجاه الشريط الحدودي مع المغرب ليبلغ العدد منذ أمس الى اليوم 48 سوريا”.
وأوضحت أن “مقر جمعيتنا في جماعة أنكاد (المحاذية للحدود) يأوي مجموعة أخرى مكونة من 27 سوريا تم ترحيلهم الثلاثاء الماضي من الجزائر تجاه المغرب, بينهم 12 طفلا أصغرهم عمره 50 يوما, وعشر نساء بينهن امرأة حامل في شهرها التاسع, إضافة الى خمسة رجال”.
وتضم المجموعة الجديدة المكونة من 48 سوريا “23 طفلا وتسعة رجال وثماني نساء” بحسب ما أكدت رئيسة جمعية الوفاء، وهو العدد نفسه الذي أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية في المغرب أمس الاثنين.
من جانبه أكد حسن عماري مسؤول لجنة الهجرة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مدينة وجدة “ترحيل مجموعة أولى بداية الأسبوع الماضي، إضافة ألى مجموعة ليلة الأحد الاثنين”.
ولم يصدر عن السلطات المغربية أي بيان رسمي بشأن ترحيل الجزائر لسوريين إلى أراضيها.
ونقلت وكالة فرانس برس، عن مارك فاوي المسؤول في المفوضية العليا للاجئين في مكاتبها في الرباط قوله انه “ليست لديها معلومات في الوقت الراهن حول ترحيل سوريين على الحدود”.
وكانت الجزائر نفت على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة خارجيتها عمار بلاني, نفيا قاطعا ترحيلها لرعايا سوريين يوجدون على أراضيها في اتجاه المغرب.
وقال بلاني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية يوم الجمعة الماضي, إنه “يفند بشكل قاطع هذا الخبر” الذي وصفه ب”الكاذب”, قبل أن يؤكد على “ضرورة عدم تصديق الادعاءات المغرضة التي تطلقها يوميا تلك المواقع الإلكترونية المزعومة لبلد جار, والتي تخصصت في المناورات الإعلامية المقززة المعادية للجزائر” حسب تعبيره.
من ناحية ثانية أوضحت رئيسة جمعية الوفاء، في المغرب، انه “تم بمساعدة السلطات المحلية لمدينة وجدة الحدودية, ومساعدة بعض المحسنين والجمعيات بناء خيمة لإيواء المجموعة الجديدة من السوريين إضافة الى توفير المؤونة لهم”.
وكان جهاد فرعون منسق رابطة السوريين الأحرار في الدول المغاربية, المقيم في العاصمة الرباط قال في وقت سابق لفرانس برس ان “عدد السوريين الذين حلوا في المغرب منذ بدء النزاع في سوريا يبلغ حوالي 2500 سوري”.
وأوضح مسؤول المفوضية العليا للاجئين انه “فيما يتعلق بحالة السوريين طالبي اللجوء في المغرب, فقد استأنفنا تسجيلهم منتصف ديسمبر ويبلغ عددهم اليوم 1000 سوري تقدموا بملفاتهم”.
وأضاف أن هؤلاء اللاجئين السوريين ينتظرون قرارا من السلطات المغربية يوفر لهم “الحماية المؤقتة”، التي من شأنها أن تسمح لهم بالبقاء في الأراضي المغربية والاستفادة من برنامج للمساعدة.
ومنذ الصيف تزايد بشكل سريع عدد السوريين الذين قدموا إلى المغرب من الجزائر، بدون تأشيرة, وانتشروا بشكل كبير في مختلف مناطق المغرب، بالتزامن مع الهجرة الواسعة الناجمة عن نزاع خلف حتى الآن أكثر من 130 ألف قتيل, وأسوأ أزمة لاجئين عرفها العالم منذ عقدين من الزمن.