تتواصل في نواكشوط فعاليات المؤتمر الثاني لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل.. المندوبون الذين يمثلون الهيئات القاعدية في عشرات المناطق الداخلية و20 جالية خارج البلاد سيحددون سياسة الحزب وقيادته في السنوات الأربعة المقبلة لكن قبل ذلك سيعودون لتقييم سنوات من عمر الحزب الاسلامي
.. ياتي مؤتمر تواصل الثاني بحسب المراقبين في اوج ربيع عربي معظم قادته من التيار الذي يحكم اليوم بلدانا عربية عديدة ، ولقد اختارت الحركات الاسلامية ابرز قادتها لزيارة نواكشوط ضمن مؤتمر عالمي فيما يبدو للتيار الذي سبق ان شتت معظم رموزه الانظمة وغيبت الكثيرين منهم في المنافي والسجون وفق تعليق احد نشطاء الحزب من الشباب الذين كانت اصوات حناجرهم بالتكبير تملا جنبات قاعة المؤتمرات بنواكشوط ..وفي الصفوف الامامية جلس رئيسان من رؤساء موريتانيا بينهم و حزب “تواصل حوار على طريقة كرة القدم” يعلق المحلل عبد الوهاب فقد كان الرئيس السابق اعلي محمد فال خصما للحركة التى تستقبله اليوم بوجوه مستبشرة ومجاملة عندما وقف عدة مرات كالعقدة في المنشار امام ارهاصات الاسلاميين لميلاد حزبهم تجمع اليوم اكراهات السياسة وحسابات الربح والخسارة في سوق المواقف الحازمة ولد محمد فال تحت سقف واحد ليس امام اسلاميي موريتانيا فحسب وانما ايضا امام الحركة الاسلامية العالمية برموزها ..وغير بعيد منه يتموقع الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبدالله حليف ورئيس سابق اثر الابتعاد عن الاضواء منذ اتفاق داكار وجذبه الق تواصل ليخرجه من اعتكافه الذي استمر لسنوات ما يعني بحسب احد نشطاء الحزب ان ولد الشيخ عبد الله يكن الكثير لرفاق الامس الذين ينظرون اليه كاول رئيس جمهورية بالمعنى الدلالي للكلمة وهو ما لم يفت ولد منصور حين اشار الى وجود رئيسين سابقين محددا الفوارق في الدلالة بين رئيس دولة واصفا بها الاول اعلي ورئيس جمهورية قاصدا الثاني ولد الشيخ عبد الله
هكذا يستعرض الحزب عضلاته السياسية وعلاقاته القديمة والجديدة بهدف منح اللقاء الاسلامي العالمي زخما ا كبر ..و يحاول الحزب الذي يعتبر وريثا للحركة الإسلامية في شقها الإخواني منذ مدة توسيع قاعدته بالجمع بين المكونات السلفية ومد اليد للطرق الصوفية في مسعى لاستلهام طريق من سبقوه من الأحزاب الإسلامية الأخري باتباع طريق معتدل متخذا من الجمع بين تيارات مختلفة أحيانا ومتناقضة شعارا له وهي خطوة لا تخلو بحسب احد المحللين من تحديات كبيرة
من بين الحضور برز الشيخ الددو الذي يعتبر الزعيم الروحي للحركة والذي استبق التصويت لاعطاء جميل تفويضا بقيادة قال ولد منصور انها من حق المؤتمرين
مشيرا الى ان نصوص الحزب تسمح بتولي رئاسته على مدى فترتين ما يعني ان الشيخ منح لجميل فوزا ساحقا حتى قبل ان يجري التصويت
ومهما يكن من امر فان الشيخ الددو لم يكتف بتشريع اعادة الانتخاب وانما ساهم في ايضا في الحملة داخل الحزب لصالح منصور
معركة تواصل تكمن أيضاً في السعي للتقرب من تيارات حقوقية أخري كتيار الانعتاق الذي تزعمه بيرام ولد اعبيدي الذي فضل الحزب عدم مسايرة السلطات في إدانته لحرق أمهات الفقه المالكي مفضلا ايجاد حل التهدأة
الحزب ايضا كان الأقرب الي انصاف تيارات قومية زنجية رفعت مطالب لم تحظ بإجماع كلي وهي معركة يرى مراقبون ان سلاحها لن تكفيه فقط “الكلمة الحسنة” حيث تتشعب خيوط ملفات الرق والقوميات وتتداخل ..
تواصل الذي اعترف برئاسيات ٢٠٠٩ ساير النظام في البداية من باب النصح كما قال في أدبياته ثم تبني المعارضة ولبس لبوس تيار التغيير في بلدان الربيع الربيعي ممثلا اليوم جزءا مهما من خارطة إلاحزاب المطالبة بالتغيير لكن مع فرق بسيط في الاليات ، فبعد ان تم استبعاد التغيير على طريقة الثورة ضمنيا كما فهم ذلك من خطاب تواصل ينخرط الحزب في عملية حراك سياسي داخل منسقية احزاب المعارضة وسط جدل مستمر حول مدى امكانية ان يطول امد قران تواصل مع مكونات مختلفة يفرقها الكثير ويجمعها السعي لاسقاط النظام
حزب جميل منصور وإخوانه تلقي سندا معنويا قويا من قادة الحركات الإسلامية الذين تجشموا عناء السفر لحضور مؤتمر تواصل عاقدين بذلك مؤتمرا سريا أو علنيا للحركات الإسلامية في العالم العربي والجوار الأفريقي ، فمن ماليزيا الى غينيا مرورا بفلسطين ومصر ولمغرب وتونس والجزائر ودول الخليج والسينغال ومالي وغيرها من الدول خرج الاسلاميون من ديارهم الى نواكشوط في عبادة لجمع الشمل والاحتفاء بما تحقق من انجازات منذ ان حكمت العديد من الدول سلطات جديدة جاءت محمولة على رحيق الربيع العربي يعلق احدهم
وفي جمعه لكل هذه الرموز الداخلية والخارجية قد يكون تواصل نجح في الحشد لكن جميل يظل امام امتحان اصعب … هو جمع متناقضات … اكثر تعقيدا .. في ساحة تتحرك على صفيح ساخن …