الانتخابات في أقل من أسبوع، والمعارضة تبدأ في التصعيد، وأحد مرشحيها “يتعرض لإصابة في الرأس على يد الشرطة”
توفي يوم أمس السبت متظاهر بمدينة كولخ، 192 كلم شرق العاصمة دكار، متأثرا بجراح أصيب بها إبان مظاهرات للاحتجاج على دخول الشرطة لزاوية الحاج مالك سي بالعاصمة دكار وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على الموجودين فيها يوم الجمعة الماضي، مما أثار غضب أتباع الطريقة التيجانية في دكار وتيواون وكولخ.
وكان الشاب “مارا ديانغ” (21 عاماً)، الذي تم دفنه مساء أمس، قد أصيب بإحدى قنابل الغاز المسيل للدموع التي استخدمتها الشرطة لتفريق مظاهرة مطالبة باحترام الشرطة “للأماكن المقدسة”، حيث قام مئات الشبان الغاضبون بقطع أكبر الشوارع في مدينة كولخ وإحراق الإطارات مرددين شعارات منددة باقتحام الزاوية من طرف الأمن السنغالي.
وفي سياق متصل كان متظاهرون غاضبون في مدينة تيواون، حيث يوجد مقر عائلة الحاج مالك سي، قد قاموا زوال يوم أمس السبت بإشعال مقر البلدية وإحراق عدد من السيارات ومهاجمة الأمن، وذلك احتجاجاً على اقتحام الزاوية.
كما تجمع عدد من الأتباع أمام منزل الخليفة العام للطريقة التيجانية بالمدينة، وذلك من أجل الاحتجاج على وجود عثمان نغوم، وزير الداخلية السنغالي، رفقة الخليفة العام، حيث منعوه من مغادرة المنزل، معبرين عن احتجاجهم على السلطات السنغالية.
وفي نفس السياق كان قد توجه إلى مدينة تيواون التي تشهد حراكا كبيرا منذ حادثة اقتحام الزاوية، بصيرو ديانغ، كبير مشايخ دكار، حيث التقى بالخليفة العام للطريقة التيجانية في السنغال حول نفس الموضوع.
عائلة سي تدعو أتباعها إلى التهدئة..
الناطق الرسمي باسم الخليفة العام للطريقة التيجانية، عبد العزيز سي الأمين، دعا يوم أمس السبت أتباع الطريقة إلى الهدوء، مشيراً إلى أنه لا توجد “مشكلة دينية يمكن حلها عن طريق العنف”، مطالبا الشبان الغاضبين بالكف عن التظاهر.
واعتبر عبد العزيز سي وهو يتحدث أمام أتباعه أن وزير الداخلية عثمان نغوم، وصل إلى تيواون بناء على دعوة منه، وذلك من أجل بحث ممارسات الشرطة التي أشعلت احتجاجات واسعة في صفوف الأتباع، وقال “لقد أثر علينا جميعا وبشكل عميق ما حدث في الزاوية”، مشيراً إلى أن “الجميع متفقون على أن أتفاوض مع السلطات، وذلك من أجل أن تبقى الأماكن المقدسة بعيدة عن هجوم الشرطة”.
وفي ختام كلمته الداعية إلى التهدئة طالب عبد العزيز سي المتظاهرين بأن “يستمعوا لما تقوله السلطات الدينية، وأن لا يحاولوا أن يحلوا المشاكل بأنفسهم”، حسب تعبيره.
وفي سياق متصل كانت مجموعة من الشبان الغاضبين من أتباع الحاج مالك سي قد دعوا في العاصمة دكار إلى تنظيم “مجلس ذكر وطني” يوم الخميس القادم في ساحة الاستقلال، في تحد واضح لقرار السلطات الأمنية بمنع دخول الساحة والاعتصام فيها.
تصعيد المعارضة..
واصلت حركة 23 يونيو المعارضة لترشح واد احتجاجاتها لليوم الرابع على التوالي حيث وقع مزيد من الاشتباكات بين قوات الشرطة والمحتجين الرافضين لترشح واد في انتخابات الأسبوع القادم.
وقد استخدمت شرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيلة للدموع وخراطيم المياه إضافة إلى الهراوات من أجل تفريق المحتجين المصرين على اقتحام ساحة الاستقلال وسط العاصمة دكار.
هذا ويتزامن تصعيد المعارضة مع شروع أفراد الأمن السنغالي في تصويت مبكر حيث صوت أكثر من 23 ألف من عناصر الشرطة والجيش.
وكانت الحركة قد أعلنت أن الشيخ بامبا جي، مرشح الجبهة الاشتراكية الديمقراطية (بيينو جيبيل)، قد أصيب في الرأس بعد تعرضه للعنف من طرف عناصر من الأمن السنغالي يوم أمس السبت.
وقد أعلنت سيدة تعمل في إدارة حملته أن الإصابة التي تعرض لها قد تم تشخيصها في عيادة (سوما آسيستانص) الخصوصية، مؤكدة أنه “بحالة جيدة وأنه تحت المراقبة في العيادة”، حسب تعبيرها.
وكان المرشح المعارض الشيخ بمبا جي قد تعرض للعنف من طرف بعض عناصر الشرطة خلال مشاركته في مظاهرة بساحة الاستقلال لم ترخص لها السلطات يوم أمس السبت، فيما سبق وأن تم اعتقاله من طرف الأمن يوم الجمعة لفترة قصيرة على خلفية مشاركته في مظاهرة مشابهة.
واعتبر جي أن في إيقافه “إهانة له” بوصفه مرشحا ويمتلك الحق في جمع أنصاره في إحدى الساحات ما دام الأمر سلمياً ومتزامنا مع فترة الحملة الرئاسية، قبل أن يهدد بسحب ملف ترشحه إلى الانتخابات بعد تعامل السلطات معه بـ”قسوة”، حسب تعبيره.
المرشح الذي يشغل منصب نائب في البرلمان السنغالي وعمدة مدينة سينلوي شمال البلاد، اعتبر في تصريح صحفي أن “السنغال تعيش منعطفا سياسيا خطيرا بفعل سياسة القمع التي يمارسها نظام الرئيس عبدالله واد”.
كما استغرب “الطريقة التي منع بها كمرشح من تنظيم مظاهرة سلمية”، مؤكداً أن حركة 23 يونيو ستواصل احتجاجها السلمي حتى تجبر عبد الله واد على الرحيل عن السلطة وسحب ترشحه للانتخابات القادمة، حسب تعبيره.