انتخب الشيخ محمد الحسن ولد الددو ، رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، غيابيا، ضمن أعضاء مجلس أمناء رابطة علماء أهل السنة، ، والذي ضم خمسة عشر عضوا.
وبحسب إيجاز توصلت به صحراء ميديا أمس الاثنين فقد اختتمت أول أمس الأحد بمدينة اسطنبول التركية أعمال المؤتمر العلمي الأول لـ(رابطة علماء أهل السنة) الذي عقد تحت عنوان: “نظرات في السياسة الشرعية في ضوء المستجدات الراهنة”. ودام يومين، بحضور عشرات من علماء الأمة الإسلامية وممثلي العديد من روابط علماء أهل السنة ودعاتهم بالعالم الإسلامي.
وقدم الباحث الموريتاني الدكتور محمد سالم ولد دودو، ورقة في المحور الرابع، وقال المصدر إنها ظيت باهتمام كبير من الحاضرين، وجاءت تحت عنوان “الإسلاميون والربيع العربي العلاقة المعقدة”، عرف خلال محورها الأول بأهم أذرع العمل الإسلامي والتي ذكر من أبرزها الإخوان والسلفيين والتبليغيين والطرقيين.
وأبرز أوجه التكامل والتباين في منهاجهم ومدى شموليتها لميادين العمل الإسلامي الذي لخصه في سبع جبهات، هي: تصحيح العقيدة، وتزكية النفس، وممارسة الشعائر، ونشر العلم، وإعانة المحتاج، وحماية البيضة، وإقامة الخلافة.. مركزا على الجبهات الأخيرة باعتبارها المتعلقة بالسياسة الشرعية، مبينا تفاوت هذه الأذرع في الفاعلية وعدم الفاعلية فيها، وأثر ذلك على صناعة الحدث السياسي أو إعاقته.
وتعرض ولد دودو في المحور الثاني لماهية الربيع العربي باعتباره هبة شعوب عانت القهر والتنكيل وتفاوتت حظوظها منه بحسب طموحاتها؛ فكان أقلَّهم فيه حظا من لا يجاوز طموحه لقمة عيش تسد رمقه، ثم الذي يتوق معها إلى شيء من الكرامة والإسهام في تقرير مصيره، وكان أعظمهم حظا منه من وصل طموحُه إلى الحلم بتحقيق هويته الإسلامية. كما لخص فيه مواقف الأنظمة العربية من هذه الثورات ما بين؛ مستلهم (كما في قطر والمغرب)، ومستسلم (كما في مصر تكتيكيا، وفي تونس استراتيجيا)، ومنكِّل (في ليبيا، واليمن، وسوريا)، ومتربِّص (في السعودية والإمارات)، ومترقِّب (في الأردن والجزائر وموريتانيا والسودان وغيرها).
وكرس الباحث الموريتاني، المحورَ الثالث لتشخيص العلاقة بين الإسلاميين والربيع العربي مؤكدا أن هذه الثورات هي ثورات إنسانية عامة، وليست إسلامية خاصة إذ «ليس الإسلاميون من قاموا بها بفردهم، ولم ينخرطوا فيها بمجموعهم، ولم تقصد حشودها التمكين لهم». مبرزا ذلك من خلال زاويتين تقيس أولاهما مدى “ثورية الإسلاميين” في كل ذراع من الأذرع الأربعة المذكورة، وتُجلِّي الثانية مدى “إسلامية الثوريين”، من خلال مدى تبنيهم لمطلب الهوية الإسلامية.
وخلص الباحث في المحور الأخير إلى التأطير لسبل إيجاد حل شرعي لأعمق الإشكالات التي أثبتها التشخيص والتحليل للواقع القائم، من خلال مقاربة تسعى إلى رسم معالم خطة توافقية تستهدف سد بعض الثغرات ورفع بعض التناقضات في خارطة العمل الإسلامي من حيث تصوراتها النظرية، وتطبيقاتها الميدانية، رافعا لذلك شعار: «رفقاءُ لا فرقاء!».
وخلال المؤتمر جدد هيئات الرابطة المنظمة له، حيث انتخب لرئاستها الدكتور عبد المنعم التميمي رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج، ولمنصب نائبه الدكتور محمد موسى الشريف من المملكة السعودية، ولأمانتها العامة الدكتور جمال عبد الستار من مصر.
وانتخب كذلك مجلس أمناء الرابطة، وضم خمسة عشر عضوا من أبرزهم الشيخ محمد الحسن ولد الددور، والدكتور مولاي عمر بن حماد رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية، والشيخ سالم الشيخي من ليبيا، والقاضي محمد بن طايس الجميلي من قطر، واعتمدت الرابطة، بعض الأعضاء الجدد ومن الموريتاني الدكتور محمد سالم بن دودو.