تتعالى اليوم في وسائل إعلامنا أصوات ضمضمية تؤكد اختفاء عاصمتنا الجميلة ,
بإذن الله والمهددة بفعل القائمين عليها ’ عمدا أو جهلا , وقد استحوذ الخوف والشعور
بالحاجة الملحة في البدائل غير المتاحة , على الناس’ ولم ينتج عن الحاجة اختراع
ولا عن الخوف حيطة أو حذر.
فلم يبق والحالة هذه إلا أن نستعيد ثقتنا بالله ’ وأن نتلمس طريقنا للعمل الجاد لإنقاذ
ما يمكن إنقاذه, وسأقتصر هنا على تقديم الملاحظات والاقتراحات التالية لمن يهمهم
الأمر:
أولا الملاحظات :
– لم تتعرض العاصمة منذ الاستقلال للغمر’ وهذا يستبعد عنصر المباغتة
المزعوم , ولم يكن الغمر الذى عرفته المنطقة ’ على فترات متباعدة ’ كارثيا بالمره
’
– الارتفاع النسبي في تراكمات الأتربة ’ الى الحد الذى اضطر معه الكثيرمن
أصحاب المنازل إلى تحويلها إلى طوابق إرضية , مع أن المنازل المتأثرة بهذه
الظاهرة لا مقارنة بينها وبين تلك المتأثرة بارتفاع مستوى المياه’
– لا يكاد القاطن القديم للعاصمة يلاحظ تحولا كبيرا يدعوا إلى القلق ’ على
الأقل ’ من حيث التضاريس المرئية ’
– حقيقة أن الكثير من دول العالم تقيم بعض مدنها ومنشآتها على البحار
والمحيطات عن طيريق الردم الفني المناسب’ فما مشكلتنا نحن ومدينتنا لم تزل ’
ولله الحمد ’ على اليابسة ؟ ’
ثانيا الإقتراحات :
– التوقف الفوري عن الانفاق على تثبيت الرمال عن شرق وشمال العاصمة ’
– التوقف النهائي عن الانفاق على سحب المياه التي لا تسحب اليوم الا لتعود
غدا ’
– صرف تلك الأموال المخصصة لهذين البندين’ والسابحة عكس التيار’ على
حث الرمال’ بدل تثبيتها ’ في اتجاه نصف الدائرة المنخفضة التي يقع بعض أحياء العاصمة بها’ وردم المستنقعات ’ بدل سحب مياهها ’ بتراب الكثبان الرملية الخالية من الأملاح ’
– العمل على تقوية وصيانة الحاجز الرملي الساحلي على امتداد قطر الدائرة
المهددة ’ عن طريق حث الرمال في اتجاهه ’ والتدخال المباشر لسد ثغراته ’
وتشجيره بالشجيرات الملحية الملائمة بالكثافة المعتادة ’
– إقامة صرف صحي يعتمد نظام المحطات ’ لمعالجة مشكلة الانحدار’
– إنشاء شبكة ري حضرية قادرة على حفظ الماء ومنعه من التسرب ’
– تفعيل أنظمة الرقابة على الشواطئ وتسييرها تسييرا معقلنا يضع عنصر
الحماية على رأس الأولويات ’
– تفعيل المخطط العمراني المزمع , الذي يجب أن يستجيب للحاجة الماسة إلى
تأهيل الأحياء المهددة’ وتوجيه التمركز العمراني إلى الأذرع ذات الارتفاع الآمن
’ والقضاء على المبادرات العشوائيىة والتسيب ’
– وقبل هذا وبعده ’ يجب على المهتمين بإنقاذ ثلث البلاد ’ اقتصاديا وبشريا ’
وضع دراسات شاملة يتم التصرف على ضوئها ’ مع الاستعانة بشركائنا الدوليين
والاستئناس بتجارب الدول التي لها أوضاع مشابه ’
– تسيير ومتابعة هذا النوع من المشاريع من طرف جمع يستحيل تواطؤه على
سوء التسيير’ وأن توفر له الوسائل والمحفزات التي تمنعه ’ حتى ’ عن التفكير في
ذلك.
ثالثا تساؤلات طبيعية وأجوبة بديهية :
– ماذا يفعل سكان المناطق المنخفضة إذا ارتفع مستوى الردم ؟ على الدولة أن
تتحمل أعباء إعادة التأهيل ’ وسيظل وضع صاحب المنزل أفضل من وضعه في
عاصمة جديدة ليس له فيها ما يبني عليه ’
– ماذا يفعل أصحاب الأملاك المتضررة من زحف الرمال ؟ هؤلاء لا يختلفون
في شيئ عن سابقيهم ’ غير أن الدولة تخلت مجبرة ’ عن حمايتهم من زحف الرمال
للمحافظة على عاصمة البلاد ’ بما يعنيه ذلك..’
– ماذا عن الشوارع المعبدة التي ستغرق أكثر كل ما ارتفع مستوى التربة ؟ هذا
هو الوقت المناسب لتصليح الخطأ ووضع الطرق من جديد في المستويات المناسبة ’
– ولعل السؤال الأكثر إلحاحا هو من أنت أيها الكاتب حتى تتجرأ على تناول
هذه الإشكاليات الكبيرة والمعقدة ؟ هذا السؤال في غاية الصعوبة والإحراج ’ فليس
لدي ما أعرف به نفسي مما يهم القراء الكرام , ومع ذلك ’ فلا نكرة مطلقة ’ فالفرد
يعرفه ذووه .
وعليه فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا باباه بن محمد الحافظ رئيس
مكتب الوسيط للخدمات والأشغال العامة ’ كنت مسؤولا باتحاد بنوك التنمية السابق
عن المأموريات التالية: رئيس قطاع المتابعة والدراسات– مدير نظير القروض
الزراعية – مستشار مكلف بالتمويلات والعلاقات الخارجية ’ قاطن بانواكشوط من
بداية السبعينات ’ خبير معتمد في مجالات عدة ’ ساهمت في الكثيرمن التظاهرات
المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلة ’ قضيت فترة طويلة في إيران اطلعت فيها
نسبيا على تجربتها في مجال تثبيت الرمال والعمل التطوعي..
إن هذا التعريف قد يشفع لي عندك ’ أيها القارئ العزيز’ فإذا لم أوفق في الطرح ’
فلست على الأقل’ متطفلا على الموضوع ’ وكلي ثقة بأن جميع الحلول الممكنة تمر’
حتما ’ بالمقترحات المقدمة في جوهرها ’ والله ولي التوفيق .
وإليك أيها القارئ هذا الكاف ليبقى عالقا بالذهن :
الل خايف يغرك ش كيس** الا كدي والل زير
والل كذبن كاع إقيس ** اعل نوح افذيك السيرة
بإذن الله والمهددة بفعل القائمين عليها ’ عمدا أو جهلا , وقد استحوذ الخوف والشعور
بالحاجة الملحة في البدائل غير المتاحة , على الناس’ ولم ينتج عن الحاجة اختراع
ولا عن الخوف حيطة أو حذر.
فلم يبق والحالة هذه إلا أن نستعيد ثقتنا بالله ’ وأن نتلمس طريقنا للعمل الجاد لإنقاذ
ما يمكن إنقاذه, وسأقتصر هنا على تقديم الملاحظات والاقتراحات التالية لمن يهمهم
الأمر:
أولا الملاحظات :
– لم تتعرض العاصمة منذ الاستقلال للغمر’ وهذا يستبعد عنصر المباغتة
المزعوم , ولم يكن الغمر الذى عرفته المنطقة ’ على فترات متباعدة ’ كارثيا بالمره
’
– الارتفاع النسبي في تراكمات الأتربة ’ الى الحد الذى اضطر معه الكثيرمن
أصحاب المنازل إلى تحويلها إلى طوابق إرضية , مع أن المنازل المتأثرة بهذه
الظاهرة لا مقارنة بينها وبين تلك المتأثرة بارتفاع مستوى المياه’
– لا يكاد القاطن القديم للعاصمة يلاحظ تحولا كبيرا يدعوا إلى القلق ’ على
الأقل ’ من حيث التضاريس المرئية ’
– حقيقة أن الكثير من دول العالم تقيم بعض مدنها ومنشآتها على البحار
والمحيطات عن طيريق الردم الفني المناسب’ فما مشكلتنا نحن ومدينتنا لم تزل ’
ولله الحمد ’ على اليابسة ؟ ’
ثانيا الإقتراحات :
– التوقف الفوري عن الانفاق على تثبيت الرمال عن شرق وشمال العاصمة ’
– التوقف النهائي عن الانفاق على سحب المياه التي لا تسحب اليوم الا لتعود
غدا ’
– صرف تلك الأموال المخصصة لهذين البندين’ والسابحة عكس التيار’ على
حث الرمال’ بدل تثبيتها ’ في اتجاه نصف الدائرة المنخفضة التي يقع بعض أحياء العاصمة بها’ وردم المستنقعات ’ بدل سحب مياهها ’ بتراب الكثبان الرملية الخالية من الأملاح ’
– العمل على تقوية وصيانة الحاجز الرملي الساحلي على امتداد قطر الدائرة
المهددة ’ عن طريق حث الرمال في اتجاهه ’ والتدخال المباشر لسد ثغراته ’
وتشجيره بالشجيرات الملحية الملائمة بالكثافة المعتادة ’
– إقامة صرف صحي يعتمد نظام المحطات ’ لمعالجة مشكلة الانحدار’
– إنشاء شبكة ري حضرية قادرة على حفظ الماء ومنعه من التسرب ’
– تفعيل أنظمة الرقابة على الشواطئ وتسييرها تسييرا معقلنا يضع عنصر
الحماية على رأس الأولويات ’
– تفعيل المخطط العمراني المزمع , الذي يجب أن يستجيب للحاجة الماسة إلى
تأهيل الأحياء المهددة’ وتوجيه التمركز العمراني إلى الأذرع ذات الارتفاع الآمن
’ والقضاء على المبادرات العشوائيىة والتسيب ’
– وقبل هذا وبعده ’ يجب على المهتمين بإنقاذ ثلث البلاد ’ اقتصاديا وبشريا ’
وضع دراسات شاملة يتم التصرف على ضوئها ’ مع الاستعانة بشركائنا الدوليين
والاستئناس بتجارب الدول التي لها أوضاع مشابه ’
– تسيير ومتابعة هذا النوع من المشاريع من طرف جمع يستحيل تواطؤه على
سوء التسيير’ وأن توفر له الوسائل والمحفزات التي تمنعه ’ حتى ’ عن التفكير في
ذلك.
ثالثا تساؤلات طبيعية وأجوبة بديهية :
– ماذا يفعل سكان المناطق المنخفضة إذا ارتفع مستوى الردم ؟ على الدولة أن
تتحمل أعباء إعادة التأهيل ’ وسيظل وضع صاحب المنزل أفضل من وضعه في
عاصمة جديدة ليس له فيها ما يبني عليه ’
– ماذا يفعل أصحاب الأملاك المتضررة من زحف الرمال ؟ هؤلاء لا يختلفون
في شيئ عن سابقيهم ’ غير أن الدولة تخلت مجبرة ’ عن حمايتهم من زحف الرمال
للمحافظة على عاصمة البلاد ’ بما يعنيه ذلك..’
– ماذا عن الشوارع المعبدة التي ستغرق أكثر كل ما ارتفع مستوى التربة ؟ هذا
هو الوقت المناسب لتصليح الخطأ ووضع الطرق من جديد في المستويات المناسبة ’
– ولعل السؤال الأكثر إلحاحا هو من أنت أيها الكاتب حتى تتجرأ على تناول
هذه الإشكاليات الكبيرة والمعقدة ؟ هذا السؤال في غاية الصعوبة والإحراج ’ فليس
لدي ما أعرف به نفسي مما يهم القراء الكرام , ومع ذلك ’ فلا نكرة مطلقة ’ فالفرد
يعرفه ذووه .
وعليه فمن عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا باباه بن محمد الحافظ رئيس
مكتب الوسيط للخدمات والأشغال العامة ’ كنت مسؤولا باتحاد بنوك التنمية السابق
عن المأموريات التالية: رئيس قطاع المتابعة والدراسات– مدير نظير القروض
الزراعية – مستشار مكلف بالتمويلات والعلاقات الخارجية ’ قاطن بانواكشوط من
بداية السبعينات ’ خبير معتمد في مجالات عدة ’ ساهمت في الكثيرمن التظاهرات
المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلة ’ قضيت فترة طويلة في إيران اطلعت فيها
نسبيا على تجربتها في مجال تثبيت الرمال والعمل التطوعي..
إن هذا التعريف قد يشفع لي عندك ’ أيها القارئ العزيز’ فإذا لم أوفق في الطرح ’
فلست على الأقل’ متطفلا على الموضوع ’ وكلي ثقة بأن جميع الحلول الممكنة تمر’
حتما ’ بالمقترحات المقدمة في جوهرها ’ والله ولي التوفيق .
وإليك أيها القارئ هذا الكاف ليبقى عالقا بالذهن :
الل خايف يغرك ش كيس** الا كدي والل زير
والل كذبن كاع إقيس ** اعل نوح افذيك السيرة