وبعد قادة العالم السياسيين الذين ودعوه يوم الثلاثاء، ثمة عشرات الآلاف من مواطنيه ألقوا نظرة الوداع عليه منذ يوم الأربعاء. وبعد ذلك جاء دور عشيرة مانديلا، وخصوصا القدامى منهم، ليلعبوا الدور الأول في مراسم سيكون الجزء الأكبر منها خاصا، على الرغم من وجود رسميين وشخصيات أجنبية في جنوب افريقيا.
وقال جوجينانيسو متيرارا زعيم شعب التيمبو الذي ينتمي إليه مانديلا إن “الجنازة مراسم معقدة، وتتطلب الاتصال مع الأجداد، والسماح لروح الراحل بالراحة”. وأضاف أن “سكب دم حيوان يشكل جزءا مهما من عملية الدفن”.
أسرار مانديلا
وحظى مانديلا بشهرة عالمية، ويعرف الكثيرون قدرا كبيرا من التفاصيل عن حياته وعن سجله بصفته سياسيا ومناضلا ضد الفصل العنصري (الأربارتيد) في جنوب إفريقيا. ولكن هناك ست حقائق لا يعرف الناس عن الزعيم الجنوب إفريقي.
كان مولعاً بالملاكمة
كان مانديلا في شبابه مولعا بالملاكمة وبعدو المسافات الطويلة. حتى في سنوات سجنه التي دامت 27 عاما، كان يحرص على أداء التمارين الرياضية.
وقال مانديلا في سيرته الشخصية “الطريق الطويل إلى الحرية” ويقول: “لم أكن معجبا بعنف الملاكمة بقدر إعجابي بالتقنية وراءها. ما كان يثير اهتمامي كيف يمكن للمرء التحرك لحماية نفسه، وبكيفية استخدام إستراتيجية الهجوم والانسحاب وكيف يمكن للمرء أن ينظم نفسه طوال المباراة”.
كما كتب مانديلا: “الملاكمة تساوي بين الجميع. في الحلبة ينتفي السن والطبقة واللون… لم أمارس الملاكمة بعد دخولي عالم السياسة. كان اهتمامي الرئيسي هو التدريب. وجدت أن المواظبة على التمرين يحد من التوتر. بعد تدريب مشدد، كنت اشعر بالخفة جسديا وعقليا”.
ومن بين التذكارات في متحف عائلة مانديلا في سويتو، يمكنك أن تجد حزام بطولة العالم الذي أهداه له الملاكم الأمريكي شوغر راي لينارد.
إسمه الأصلي لم يكن نيلسون
كان روليهلاهلا مانديلا في التاسعة من عمره، عندما أطلق عليه مدرس في المدرسة الابتدائية التي كان يدرس بها في كونو بجنوب إفريقيا الاسم الانجليزي نيلسون وفقا لتقليد منح جميع الأطفال اسما جديدا.
وكانت هذه ممارسة شائعة في جنوب إفريقيا وفي مناطق أخرى من القارة حيث يطلق على الشخص اسم انجليزي يسهل على الاجانب نطقه.
وروليهلاهلا ليس اسما شائعا بلغة الهوسا في جنوب إفريقيا فهو بإحدى اللغات الإحدى عشرة الرسمية في جنوب إفريقيا ويتحدثها 18 بالمائة فقط من السكان. ويعني الاسم حرفيا “جذب غصن الشجرة” ولكنه بصورة مجازية يعني “الطفل المشاغب”. ولكن في جنوب إفريقيا كان يطلق على مناديلا اسم “ماديبا” وهو اسم قبيلته وكان الناس ينادونه به تأدبا.
كان ضمن قائمة الإرهاب الأمريكية حتى عام 2008
قبل ذلك التاريخ لم يكن مانديلا وأعضاء آخرون في قيادة الحزب المؤتمر الأفريقي قادرين على زيارة الولايات المتحدة دون ترخيص خاص من وزير الخارجية. فقد كان الحزب مصنفاً كمنظمة إرهابية من قبل حكومة الفصل العنصري (الأبارتيد) في جنوب أفريقيا.
وفي عام 2008 أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كونداليزا عن امتعاضها من الأمر قائلا إنه “ينطوي على إحراج كبير”. ثم ألغي التصنيف بقانون وضعه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، هاورد بيرمان.
وكان الرئيس السابق، رونالد ريغان، هو الذي أضاف المؤتمر الوطني الأفريقي الى القائمة في الثمانينيات.
خرج من السجن ونسي نظاراته
أطلق سراح مانديلا في 11 فبراير 1990 بعد سنوات من الضغوط السياسية ضد التفرقة العنصرية. وفي يوم إطلاق سراحه شعر “بالدهشة وببعض القلق”، كما قال لاحقا.
ونقل مانديلا وزوجته آنذاك ويني ليلقي كلمة في حشد ضخم مبتهج بالإفراج عنه. ولكن عندما فتح نص كلمته، اكتشف انه نسي نظارته، واستعار نظارة ويني.
كان يرتدي زي سائق لتجنب الشرطة
بعد اختبائه بسبب انشطته في “المؤتمر الوطني الإفريقي”، لقب مانديلا باسم “بمبرنيل الأسود” بسبب قدرته على التخفي وتفادي الشرطة، تيمنا برواية “بمبرنيل القرمزي”، التي تدور أحداثها عن بطل سري الهوية.
وتنكر مانديلا كسائق وطاهٍ وبستاني حتى يسافر في البلاد دون ان تلحظه السلطات. ولا يعلم احد كيف تم في نهاية المطاف الكشف عن هوية مانديلا وإلقاء القبض عليه رغم أن تحركاته كانت سرية وبهوية مختلقة.
الحصول على درجة في القانون استغرق أعواما طويلة
درس مانديلا القانون بصورة متقطعة لمدة خمسين عاما منذ 1939، واخفق في نحو نصف المواد الدراسية.
ولكن دراسته الدبلوم لمدة عامين بعد إنهاء الدراسة الجامعية سمحت له بممارسة المحاماة، وفي اغسطس1952 أسس بالاشتراك مع اوليفر تامبو أول مكتب محاماة بإدارة محامين سود في جنوب افريقيا في جوهانسبرغ. وثابر مانديلا حتى حصل على درجة في الحقوق أثناء وجوده في السجن عام 1989.