قالت إن ما حدث موجّه ضد “قيم تقع في صميم الديانة الإسلامية”
أكدت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، أن ما أقدمت عليه حركة أنصار الدين من تدمير لمقامات تمبكتو؛ في إقليم أزواد بالشمال المالي، “يعتبر اعتداء على البشرية جمعاء”.
وقالت بوكوفا؛ في مقال خصت به موقع إيلاف، إن ما تتعرض له تلك المقامات اليوم “يضع الثقافة من جديد في دائرة النزاع”، مشيرة إلى أن ما وصفته بالتعصب “وصل (…) بالعض إلى تدمير نصف عدد مقامات المدينة في غضون ثلاثة أيام فقط”.
وأوضحت أن مالي “التي كانت تُعد من أكثر الديمقراطيات استقراراً في أفريقيا الغربية”، تحولت إلى بلد “يتخبط في حالة من الفوضى أدت إلى تشريد أكثر من ثلاثمائة شخص”.
ومضت بوكوفا إلى القول إن تدمير مقامات تمبكتو “ولّد (…) أزمة أخلاقية وثقافية أتت لتزيد من حدة الأوضاع الإنسانية المأسوية في مالي”، مؤكدة أن ما عبرت عنه بالدمار “ليس مجرد حادث أو آثاراً جانبية مؤسفة نجمت عن النزاع الدائر في البلد، بل أتى نتيجة اعتداء متعمّد نُفذ بدم بارد لاسترعاء انتباه دول العالم وتدمير الحصون الأخيرة لهوية سكان مالي وقوتهم”.
ونبهت المديرة العامة لليونيسكو إلى من “نَفذّت هذا الاعتداء جماعة مسلحة صغيرة تلجأ إلى العنف لفرض تفسيرها للدين على مجتمع محلي مصاب بالذهول”، قائلة إن ذلك “يؤدي إلى زعزعة أسس التسامح والتبادل التي قام عليها مجتمع مالي على مدى قرون من الزمن”.
وأضافت: “علينا أن ندرك حقيقة ما يحصل في مالي. فالأمر لا يقتصر إطلاقاً على مجموعة من المنشآت المبنية من الطين والخشب، على الرغم من القيمة التي تكتسيها هذه الأبنية”، مشيرة إلى أن تمبكتو “ليست مدينة عادية. تمبكتو مدينة (حكايات 333 ولياً).. إنها مدينة قديمة شكلت حلقة وصل هامة في الصحراء الكبرى وهي موقع تاريخي للدين الإسلامي وتعاليم الإسلام”.
ووصفت بوكوفا ما تعرض له التراث الثقافي في تمبكتو بأنه اعتداء موجّه ضد هذا التاريخ وقيم التسامح والتبادل والعيش معاً التي يحملها، “وهي قيم تقع في صميم الديانة الإسلامية”، وقالت: “إنه اعتداء على الدليل المادي الذي يؤكد أن السلام والحوار ممكنان، وهو اعتداء أجمع زعماء الدين في شتى أنحاء العالم على شجبه”.