سعيا منه الى تنوير الراي العام بالمخاطر الناجمة عن بعض الظواهر الاجتماعية المشينة في المجتمع الموريتاني ،نظم المركز الثقافي المغربي مساء الأربعاء 23 مايو الجاري محاضرة تحت عنوان :
إجرام الأطفال ، الأسباب وطرق الوقاية والمواجهة”قدمها الأستاذ الجامعي سيد احمد ولد القروي ،وقد شكلت مناسبة للدكتور محمد القادري مدير المركز المغربي للحديث عن الادوار التي ينبغي ان يطلع بها المجتمع الواعي في سبيل معالجة الظواهر الاجتماعية المضرة وخاصة منها تلك المتعلقة بواقع الطفل الذي هو لبنة المجتمع والضامن لمستقبله.
أما المحاضر القروي فقد قال إن الظاهرة الإجرامية عند الأطفال قد شكلت محط اهتمام الباحثين في مجال الجريمة منذ زمن بعيد، وقد تجسد هذا الاهتمام في أيامنا هذه من خلال خلق فرع خاص من علم الإجرام يطلق عليه اسم ” علم إجرام الأطفال “.
وترجع أسباب الظاهرة الإجرامية عند الأطفال حسب المحاضر إلى عوامل مختلفة، منها ما هو داخلي يتمثل أساسا في التركيبة الخاصة بالطفل، وإلى عوامل خارجية قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو حتى سياسية…، وكلها أو بعضها قد يسهم في جنوح الطفل نحو عالم الجريمة.
وبما أن الأمل في الطفل هو مدى قابليته للتواؤم مع المجتمع، فإن وقايته من الإجرام مسألة ممكنة إذا تمت تربيته بشكل سليم وروعيت مختلف ظروفه، وتم العمل على مراقبته ومتابعته وعرضه عند الاقتضاء على المختصين في مجال إجرام الأطفال ، قصد إبداء الرأي في حالته واقتراح الطرق الوقائية اللازمة لحمايته..
وأخيرا وفي حالة ولوج الطفل عالم الجريمة، فإن مواجهته يجب أن تكون بشكل علمي من خلال دراسة الأسباب والانطلاق منها لإيجاد الحلول المناسبة، إذ أن معاملة الطفل بغير ذلك يؤدي حتما إلى تفاقم الظاهرة الإجرامية لديه لتصل إلى الذروة عندما يدخل في مجموعات إجرامية منظمة أو ما يسمى بالإجرام داخل عالم الصغار، بل وأحيانا يدخل الصغير في شراكة مع مجموعات إجرامية كبرى مع ما يمثله ذلك من خطر عليه”.
وطالب في نهاية المحاضرة من المهتمين بضرورة التعامل مع الطفل بكل أدب واحترام في إطار التوجيه والإرشاد مستبعدا الأساليب العنيفة التي تلجا إليها بعض الأسر في تربية أبنائها كالضرب والتعنيف المعنوي .