أحمد ولد النيني: على الجميع أن يعرف أن النظام الجديد للتعليم لابد له من باكلوريا ومتريز ودكتوراه وماجستير
وجه النائب البرلماني المعارض عن “التكتل” يعقوب ولد أمين سؤالا شفهيا، زوال اليوم لوزير التوجيه الإسلامي والتعليم الأصلي أحمد ولد النيني، حول إغلاق المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.
وأوضح ولد أمين في سؤاله بأن المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية ظل صرحا علميا كرس هوية موريتانيا العربية والإسلامية ودرست فيه نخبة من أبرز علمائها حسب تعبيره.
وقال ولد امين إن “المعهد ظل يخرج أجيالا من العلماء والقضاة والأساتذة والمحامين، وكان الأجدر بالوزارة أن تحافظ عليه كصرح علمي، بدلا من قتله وتحويله إلى جامعة في لعيون لا تملك مقومات الجامعة”، مشيرا إلى أن التسجيل في الجامعة الإسلامية لم يتجاوز 200 شخصاً، بينما وصل التسجيل في المعهد العالي في السنة الماضية إلى 3500 طالباً، على حد تعبيره.
وأضاف بأن نظام المسابقات الذي يتبعه المعهد العالي، يعتبر من أرقى النظم التعليمية المتبعة في أرقى الجامعات والمعاهد العالمية، على حد وصفه.
كما طلب من الوزير أن يفتح التسجيل أمام الطلاب الجهويين وفتح المسابقة أمام طلاب المحاظر، وذلك بوصف التعليم المحظري رافد من روافد الهوية التاريخية لموريتانيا، مذكرا الوزير بالمرسوم الذي يحدد طبيعة عمل المعهد.
السالك ولد سيدي محمود، رئيس فريق حزب “تواصل” المعارض، قال في مداخلته في نفس الجلسة إن “آخر مؤسسة يطالها التخريب والفساد هي المعهد العالي”، مضيفاً بأن “الشرطة الموريتانية كل ما بقي لها من صلاحيات وتاريخ هو القمع الذي مارسته مع طلاب المعهد العالي الذين يرفضون القضاء على المعهد”.
واعتبر ولد سيدي محمود أن “فساد هذا النظام عم كل شيء وآخر حلقة فيه، هي إغلاق المعهد وتحويله إلى جامعة”، مذكرا في نفس السياق بتاريخه وتاريخ العلماء الذين درسوا فيه (من أمثال محمد سالم ولد عدود، محمد يحيى ولد الشيخ الحسين، ولد المحبوبي) وغيرهم من العلماء، على حد تعبيره.
أماه منت سمته، عن تكتل القوى الديمقراطية المعارض، طلبت من الوزير الانتباه إلى معاناة سكان (النمجاط)، حيث “لم يتلقوا أي دعم من الدولة وهم يستقبلون هذا الموسم العديد من المريدين من السنغال وبعض الدول الإفريقية، حيث كانت الأنظمة السابقة تقدم لهم بعض الدعم، من قبيل توفير الأمن والسيارات والمياه”.
وأكدت منت سمته في مداخلتها أمام وزير الشؤون الإسلامية، أن “أهل (النمجاط) دورهم في نشر الإسلام لا يقل أهمية عن دور المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية موضوع المساءلة”، مشيرة إلى الدور الذي لعبه أهل الشيخ سعد بوه في تخريج الكثير من الشيوخ والدعاة والعلماء، على حد تعبيرها.
أما بداهية ولد اسباعي، رئيس فريق التحالف الشعبي التقدمي، قال في مداخلته إن المعهد العالي يعتبر رمزا ومعلما من معالم انواكشوط كالثانوية العربية والثانوية الفنية والثانوية الوطنية، وكان الأجدر بالحكومة أن “تنشئ معهدا ثانياً بدل القضاء على هذا الصرح العلمي، الذي يعتبر ذاكرة موريتانيا الدينية”.
وأشار ولد اسباعي في مداخلته إلى أنه يعرف الكثير من القضاة والمحامين والأساتذة تخرجوا من هذا المعهد وتركوا بصمات خالدة في مجال عملهم وتميزهم.
الخليل ولد الطيب، من فريق الاتحاد من أجل الجمهورية، أكد على أنه يدعم الحكومة في كل القرارات التي تتخذها، خاصة في مجال التعليم، مثمنا فتح جامعة لعيون والتي قال إنها “جاءت في الوقت المناسب وفي موريتانيا الأعماق”، مطالبا بتحويل المعهد إلى كلية وطنية، مع فتح كليات أخرى في الولايات الداخلية.
وطلب ولد الطيب من الوزير “تحسين ظروف طلاب المحاظر والاعتناء بالمساجد”، كما انتقد “تسييس الدين”، مؤكدا أن “هناك شخصيات معروفة تجلس في الصالونات وتحرض الطلاب على الاعتصام ومواجهة الشرطة”، على حد تعبيره.
وزير التوجيه الإسلامي والتعليم الأصلي أحمد ولد النيني، في رده على سؤال النائب يعقوب ولد أمين ومداخلات رؤساء الفرق البرلمانية، قال إن الحكومة” لن تألو جهدا في تحسين ظروف التعليم الأصلي والاعتناء به”، مضيفاً بأن “محمد ولد عبد العزيز تحتل الشريعة الإسلامية الحيز الأهم في وقته”، حسب تعبيره.
وأكد ولد النيني أن جامعة لعيون صممت “حسب أرقى النظم الجامعية”، مضيفاً بأن “بها طلابا متميزين وطاقم تدريسي مثالي وإدارة تسهر على تكريس تعليم نموذجي”.
موضحا أن طلاب المعاهد الجهوية “بإمكانهم التسجيل الآن في المعهد العالي في سنته الأولى”، ولكن على الجميع -يواصل الوزير- أن يعرف في المستقبل أن النظام الجديد للتعليم لابد له من باكلوريا ومتريز ودكتوراه وماجستير “لأن ذلك هو الأسلم” طبقا للمواصفات العالمية المطلوبة في مجال التعليم، حسب وصفه.
وأضاف بأن من أراد من الطلاب أن يحافظ على مستقبله، فعليه أن يدخل مسابقة شهادة الثانوية ثم الالتحاق بالجامعة الإسلامية أو الجامعات الأخرى. مؤكداً أن قطاعه “قام بإحصاء المحاظر وتم تسجيل 6700 محظرة، تتلقى الآن دعما من الدولة وذلك حسب أهمية المحظرة، كما قام أيضاً بتشييد المساجد وتأثيثها، إضافة إلى التفكير المعمق في وضع المعهد العالي ومستقبله”.
واختتم ولد النيني مداخلته، بأن أهل (النمجاط) ما زالوا يتمتعون بنفس الامتيازات والقيمة المعنوية، لأن دورهم الديني يعرفه الجميع، حسب وصفه.