شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط؛ زوال اليوم السبت، انطلاق فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان الأدب الموريتاني المنظمة من طرف اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وذلك وسط حضور رسمي وثقافي وشعبي كبير.
ويشمل برنامج هذه النسخة من المهرجان، التي تدوم أربعة أيام، محاضرات وإلقاءات شعرية فصيحة وشعبية وتوزيع جوائز وتقديم شهادات تقديرية لعدد من الشعراء والكتاب .
كما تشهد لأول حضور شعراء من دول مغاربية، حيث سيشارك في المهرجان ثلاثة شعراء من تونس والمغرب والجزائر، فيما تعذر حضور شاعر من ليبيا لأسباب أمنية.
وأكدت وزيرة الثقافة فاطم فال بنت أصوينع في خطابها الذي افتتحت به المهرجان، أن اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين “تلقى دعما ماليا بمضاعفة ميزانيته ليتمكن من القيام بمهمته النبيلة المتمثلة في كونه رافعة للأدب والثقافة في هذا الوطن”.
وأضافت أن المهرجان يعتبر “فرصة عظيمة للنقاش والتباحث بشأن الأدب والثقافة عموما بغية تطويره وتثمينه وتسليط الضوء على القضايا والإشكاليات التي تطرحهاالمنظومة النقدية المعاصرة من خلال التفاعل مع الروافد الفكرية والفلسفات والتيارات الوافدة في ظل الحداثة الأدبية”.
وقالت وزيرة الثقافة إن الأدباء والكتاب “يتحملون مسؤولية كبيرة لأنهم حملة لواء الفكر والإبداع، وينتظر منهم النهوض بالثقافة والأدب ليعود لأرض المنارة والرباط ألقها ومجدها كما كانت”.
وبدوره ذكَّر رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين عبد الله السالم ولد المعلى بدور جبل الرواد الذين قال إنهم “أداروا الاتحاد وأدباءه الذين حققوا مكانة إبداعية كبيرة داخليا وخارجيا”، مثمنا ما شهدته ميزانية الاتحاد من زيادة معتبرة “مكنته من شراء قطعة أرضية سيتم عليها تشيد مقر دائم له”.
وجرت وقائع الافتتاح بحضور وزير التعليم العالي ورئيسة المجموعة الحضرية لمدينة نواكشوط ووالي نواكشوط الغربية، وعدد من الرؤساء والمسؤولين السابقين في الاتحاد، وحضور هو الأكبر من حيث عدد الرموز الثقافية والأدبية والفنية وجمهور غفير، وسط تغطية إعلامية كبيرة للحدث الأبرز في الساحة الأدبية بموريتانيا.
وشهد حفل افتتاح المهرجان عرض فلم وثائقي عن مسيرة أربعين سنة من عمر الاتحاد، وهو فيلم من إنتاج الشاعر محمد الأمين ولد ديه، وسردا تناول الرموز الحضارية للمغرب العربي.
كما تضمن حفل الافتتاح كلمة مدير المهرجان الشاعر والناقد الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله، الذي ألقى نصا شاعريا تحدث عن تعريف الشعر والإبداع وارتباط الأحداث الكبرى المفصلية في تاريخ العالم مع روائع الأدب الإنساني.
وتركز نسخة المهرجان هذا العام على حلم الوحدة المغاربية، وهو موضوع حضر بقوة عبر الشعر والغناء والمداخلات فضلا عن كونه مجال مسابقة الإبداع التي ستعلن نتائجها مع اختتام المهرجان.