ولد سيد أحمد: الصفقة أصابت عصفورين بحجر واحد، “تشييد مطار عالمي بسواعد وطنية وبأقل تكلفة”
قال النائب الموريتاني المعارض بداهية ولد اسباعي إنه سأل فريقا من الخبراء المختصين في المطارات فأكدوا له “استحالة بناء مطار يتسع لمليوني مسافر سنوياً في 24 شهراً”، متسائلاً عن التجهيزات التي قال إنه سمع “بوصولها قبل أن تحصل شركة النجاح على الصفقة”.
وقال ولد اسباعي، خلال مداولات الجمعية الوطنية صباح اليوم بخصوص صفقة المطار، إن وصول المعدات قبل حسم الصفقة يجعلها “مريبة ولا تستجيب للمعايير الدولية، خاصة في مشروع عملاق كهذا المشروع”؛ على حد تعبيره.
أما النائب البرلماني المعارض جميل ولد منصور فقال إن صفقة المطار تدخل ضمن “سلسلة الصفقات” التي تدخل بدورها ضمن “مسلسل الإعلانات والتدشينات”، مشيراً إلى ما قال إنه “إعلان الحكومة عن تدشين بلوكات وبيعها لمستثمرين، والبناية التي كانت تحتوي فرقة الموسيقى السعكرية وتدشين فندق الفاتح، وطريق الطينطان كيفه التي أصبحت أثراً بعد عين”، بحسب وصفه.
وأضاف ولد منصور مخاطبا وزير التجهيز والنقل يحي ولد حدمين، بأن الدول “لا تبنى بالشعارات ولا بالتدشينات الواهية”، منتقدا بشدة ما قال إنه “الاستحواذ على الصفقات العمومية ودمج الأقرباء في مفاصل الدولة”؛ كما قال.
محمد المصطفى ولد بدر الدين، النائب البرلماني عن اتحاد قوى التقدم المعارض، قال إنه لا يعرف التسمية الصحيحة لصفقة تشييد المطار “هل هي صفقة أم (دفنتَ)”، مشيرا إلى “غموضها”، ومؤكدا أن الرأي العام أنه لا يعرف ماهيتها، على حد تعبيره.
وقال ولد بدر الدين إن الصفقة “رأت النور بشكل مفاجئ”، مضيفاً بأن “التحقيقات التي قامت بها بعض وسائل الإعلام أكدت ضبابيتها، انطلاقاً من القانونيين المختصين ووصولا إلى الفنيين”، كما أشار إلى “غياب ضمانات” تلزم هذه الشركة بالمواصفات التي تعتمد في مثل هذا النوع من المشاريع، مؤكدا أن الدراسة والتشييد والتنفيذ كله بيد شركة النجاح التي فازت بالصفقة، على حد تعبيره.
وقال ولد بدر الدين إن ما ربحه الموريتانيون من الصفقة هو “تشريد مائتي عائلة كانت تسكن في الشريط الأخضر المتاخم للمطار”، وعرض النائب البرلماني صورا من هدم وحرق أكواخ هذه العائلات، متسائلاً عن مصيرها “هل سيعوض لها في إطار الصفقة أم أنها ستمنح قطعا أرضية أخرى، أم أنها ستبقى مشردة”.
النائب البرلماني في الأغلبية سيد أحمد ولد أحمد قال إنه على النواب أن “لا يشككوا في كل ما هو وطني ويبتعدوا عن التقليل من شأن كل صفقة تنوي الحكومة إقامتها”، مضيفاً “إذا شككتم في بناء مطار وطني بأياد وطنية وبمناقصة وطنية وبتنفيذ وطني فمعنى هذا أننا لن نصل إلى حل”.
وقال ولد سيد أحمد إنه من الناحية القانونية فإن “هذا النوع من الصفقات لا يمر عبر القنوات العادية”، مضيفاً بأن هذا النوع من المشاريع إما أن يتم تنفيذه “بميزانية الدولة التي تذهب منها نسبة 90% في الرعاية الاجتماعية وبالتالي يستحيل تخصيص جزء منها لبناء مطار بهذا الحجم والتكلفة، وإما أن يمنح لمستثمر أجنبي يظل يتحكم فيه لمدة 20 سنة حتى يسترجع ما أنفقه، وهو أمر يخل بسيادة البلد، وإما أن يشيد بقرض من جهة تمويل أجنبية فيكون دينا يشل حركة المشاريع لدى الأجيال القادمة”.
مضيفاً في ختام مداخلته بأن ما قامت به الوزارة هو “إصابة عصفورين بحجر واحد، حيث يتم تشييد مطار بمقاييس عالمية وبسواعد وطنية وبأقل تكلفة”؛ على حد تعبير ولد سيد أحمد.
وعاد النائب البرلماني بداهيه ولد اسباعي خلال المداولات ليثير قضية طريق اركيز التي قال إنها 50 كلم أصبح ضرها أكثر من نفعها، مطالبا بضرورة فك العزلة عن المقاطعة بوصفها واحدة من أهم المقاطعات الزراعية والرعوية في البلاد،؛ على حد قوله.
كما طلب من الوزير حل مشكلة 36 عاملاً كانوا مراقبين ماليين في شركة النقل وتم فصلهم بحجة السرقة لتحكم بعد ذلك المحكمة ببراءتهم، حيث طالب الوزير بإعادة الاعتبار لهم.