على بعد 8 كيلومترات من مدينة لعيون عاصمة ولاية الحوض الغربي، تفتح واحة “البربارة” أحضانها للزوار، وتكشف لهم عن أسرارها الكامنة بين نخيلها ومياهها المنسكبة في جداول خاصة، في عمق الصحراء، حيث ندرة المياه، وصعوبة التضاريس.
خضرة، ومياه، وثمار طبيعية موسمية، حصيلة تجربة فريدة في “البربارة” أبطالها 61 من الشباب الموريتانيين، شمروا عن سواعدهم، وخاضوا غمار العمل في الزراعة حول جداول المياه، في هدوء لا يعكره سوى الخرير.
تضم واحة البربارة 212 زريبة نخيل، تتوزع بين 4 تعاونيات محلية، تسير مزارع خضروات، تديرها مجموعة الشباب هذه، المنضوية تحت “رابطة للتسيير التشاركي”.
تلقت الرابطة المفعمة بروح الشباب، تمويلات ودعم من الحكومة الموريتانية، وتحديدا من مشروع التنمية المستديمة للواحات، تمثلت في قروض صغيرة بلغ مجموعها 3 ملايين أوقية، إضافة لـ 12 مضخة تعمل بالوقود الخفيف، و2000 متر من أنابيب الري، و 8000 متر من السياج.
ولم يقتصر الدعم على الجوانب المادية واللوجستية، بل شمل الموارد البشرية، حيث استفادت (الرابطة) من خدمات مرشدين زراعيين متخصصين، وذلك من أجل تكوين المزارعين وصيانة المضخات، بالإضافة إلى تمويلات ستحصل عليها الرابطة من جديد لحفر وتجهيز آبار ارتوازية تعمل بالطاقة الشمسية.
أثمرت هذه الجهود، إنتاجاً بلغ في العام الماضي 210 أطنان من الخضروات، وكمية كبيرة من التمور، على الرغم من تراجع الإنتاج مؤخرا بسبب نقص المياه الحاصل فيها.
والي الحوض الغربي مولاي ابراهيم ولد مولاي ابراهيم زار الواحة، مساء أول أمس الخميس، وقالت الوكالة الموريتانية للأنباء إنه تعرف على ما يتحلى به سكان “البربارة” من عزم وإصرار على قهر المصاعب، وتحويل البطاح الصحراوية إلى واحات غناء تعج بالنخيل والزراعة تحت النخيل بجميع أنواعها، والتي تتميز بالمردودية العالية طيلة 6 أشهر من السنة، وتساهم في الحد من ارتفاع استعار الخضروات في الولاية.
واستمع ولد مولاي ابراهيم، إلى المطالب التي قدمها رئيس رابطة التسيير التشاركي للواحة، حيث عبر للمزارعين عن “تضامن الدولة معهم في إنجاح المسار التشاركي لتحقيق تنمية مستديمة ينعم فيها المواطن بالعيش الكريم”.
وثمن الوالي جهود المزارعين في محاربة الفقر، وتحقيق الاكتفاء الذاتي على المستوى المحلي في مجال الخضروات.