المفوضية العليا لغوث اللاجئين تقوم ب”تقييم أولي” للوضع في مخيمات اللجوء
الحوض الشرقي ـ صحراء ميديا
لا تزال المعارك التي يخوضها طرفا الصراع في الشمال المالي على الحدود الجنوبية الشرقية لمدينة “فصاله” الموريتانية، تخلف مزيدا من الضحايا والمشردين، كان آخرهم قدوم 23 أسرة صباح اليوم الأربعاء من قرية “آدرس” المالية، 25 كلم جنوبي فصالة.
ويؤكد النازحون لجوءهم للأراضي الموريتانية إثر انسحاب قوات الحرس والدرك المالية، التي كانت مرابطة في مدينة ليرة ساعات قبل بدء القصف، دون أن يجدوا أي تجاوب من السلطات التي غادر المدينة بعد أن تحولت إلى أشباح؛ بحسب النازحين.
هذا الوضع المربك؛ كما يصفه المواطن المالي، بوبكر ولد سيدي، دفعه إلى التعجيل بمغادرة المدينة التي تعرضت للقصف وشكلت مسرحا للكر والفر بين قوات الجيش المالي ومقاتلي الطوارق.
بوبكر؛ أكد في حديث مع صحراء ميديا أنه نزح مع أسرته وأبناء إخوانه وكل ما أستطاع انتشاله من بيته هو أفراد عائلته، مضيفا: “لقد تعرضنا لمخاطر حقيقية أثناء محاولتنا اجتياز مسافة الـ 70 كلم التي تفصل بين مدينتي ليرة المالية وفصالة الموريتانية، وذلك بسبب المناوشات الجانبية بين الطرفين”.
اللاجئ بوبكر؛ الذي يعمل حفارا، أعرب عن قلقه بشأن تفاقم الوضع الإنساني للأطفال والنساء في المخيم، خاصة بعد بروز حاجة ماسة لمياه الشرب في ظل تعليمات أمنية موريتانية تحظر خروج المخيم دون إجراءات بعينها؛ إضافة إلى غياب السكن والخيام والأغطية التي يحتاجونها مع وجود شتاء قارس في الشرقي الموريتانية؛ بحسب تعبيره.
وأعربت اللاجئة المالية، فاطمة بنت أمي وهي أم لخمسة أطفال، يعاني أحدهم ضربة برد، عن قلقها من تفاقم الوضع الصحي للاجئين في ظل واقع يتجه نحو الأسوأ؛ على حد قولها.
فاطمة تقول إن زوجها المزارع لم يتمكن من السفر معهم لعوامل لم تكشف عنها لصحراء ميديا، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة التعجيل بتدخل إنساني فوري لتوفير الماء والطعام والأغطية والخيام التي لم يتمكنوا من جلب اغلبها لظروف الحرب؛ لأن أغلبهم أسر فقيرة تعاني عوزا ماديا يمنعها من توفير متطلبات النقل الذي شهد مضاربات غير مسبوقة؛ بحسب تعبيرها.
وأشارت إلى وجود أعداد كبيرة من اللاجئين ت يستقلون الخيول والعربات التي يجرها حمير “ما يستغرق وقتا أطول”، وشكرت السلطات الموريتانية على تجاوبها وتوفيرها الأمن؛ بحسب قولها.
السلطات الموريتانية من جهتها؛ قالت إنها تجد صعوبات كبيرة في احتواء الوضع الإنساني للاجئين، رغم تشكيل حاكم فصاله للجنة خاصة للإحصاء وتقديم الإرشادات وبعض المساعدات الأولية، ومتابعة الوضع الصحي؛ الذي يشرف عليه طبيب رئيس من مستشفى باسكنو.
مصادر خاصة لصحراء ميديا؛ أكدت قيام أعضاء من المفوضية العليا لغوث اللاجئينHCR بتقييم أولي للوضع، وهو ما لم يسفر بعد عن أي جهود على الأرض؛ ما دفع نسبة 15% من اللاجئين إلى ا تأجير بعض المباني السكنية، خاصة من الميسورين نسبيا؛ على حد قول السلطات المحلية.