وتميز هذا الحدث بشكل خاص بخطاب الافتتاح الذي ألقاه رئيس الدولة، حيث ذكر بأن “تعزيز الشفافية وإقامة قواعد الحكم الرشيد ومحاربة سوء التسيير قد طلت دائما على رأس أولوياتنا في موريتانيا منذ الانتخابات الرئاسية عام 2009، وشكلت أهم محور في عمل الحكومة. “
ودعا رئيس الجمهورية إلى “التنسيق الدائم والتعاون الكامل” بين البلدان الأفريقية و”مقاربة متعدد الأبعاد والعمل المشترك بين الدوائر الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص،” قبل أن يعلن أن موريتانيا ستطلق مبادرة الشفافية في مجال الصيد البحري.
وفي معرض تعليقه على تنظيم المؤتمر، أشار وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية في كلمته أنه يأتي تتويجا لجهود موريتانيا في مجالات الشفافية، ومحاربة سوء التسيير ووضع قواعد الحكم الرشيد من أجل التنمية المستدامة.
وأضاف أنه يشكل تجسيدا حيا للوعي بأهمية هذه القضايا في جميع أنحاء أفريقيا وتكريسا لإرادة صناع القرار في القارة للعمل من أجل الإصلاح واتخاذ المبادرات في هذا الاتجاه.
وأكد الوزير على أن نقاشات جلسات المؤتمر ستتلاقى بالتأكيد في سبيل صياغة إعلان ختامي تحت عنوان “إعلان نواكشوط حول الشفافية والتنمية المستدامة في أفريقيا”، والذي سيشكل سراجا يضيء كل جهود الأفارقة في هذا المجال.
وأخيرا، عاد في خلاصته لينوه بدعم شركاء التنمية، وخاصة البنك الأفريقي للتنمية والاتحاد الأوروبي والتعاون الدولي الألماني (GIZ) ومنظمة الشفافية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي على الدعم الذي ما فتئوا يقدمونه لجهود الحكومة الموريتانية في مجالات الشفافية والحكم الرشيد.
وبدوره، قدم الرئيس المؤسس للمجلس الاستشاري لمنظمة “الشفافية الدولية”، السيد بيتر أيكن، خالص شكره لرئيس الجمهورية على هذه المبادرة، منوها بالجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة من قبل موريتانيا لإرساء قواعد الشفافية ومحاربة الفساد ووضع آليات الحكم الرشيد، وخاصة في قطاع الصناعات الاستخراجية.
أما السيد عبد الله دجاني، رئيس المعهد الأفريقي للحكامة، المدير التنفيذي لمنظمة بو إبراهيم، فقد أشاد بتنظيم موريتانيا في هذا المؤتمر الدولي، وأعرب عن إعجابه بالإنجازات المحققة في هذا المجال منذ وصول رئيس الجمهورية إلى السلطة وخلال مأموريته كرئيس للاتحاد الأفريقي.
وتحدث عدة متدخلين آخرين فرحبوا بمبادرة الرئيس في مجال محاربة الفساد وسوء التسيير وإقامة قواعد الحكم الرشيد.
وبعد حفل افتتاح المؤتمر، زار رئيس الجمهورية أجنحة المعرض، مما يشكل محطة أخرى في اليوم الأول من المؤتمر رفيع المستوى حول الشفافية والتنمية المستدامة في أفريقيا، حيث اطلع رئيس الدولة على عمل مختلف المؤسسات المعنية بالشفافية، مثل محكمة الحسابات والمفتشية العامة للدولة ولجنة تنظيم الصفقات.
وفي المساء، نظم الوزير الأول مأدبة عشاء للمشاركين بقصر المؤتمرات، وتم توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الشعرية (اللغات الوطنية والعربية) المنظمة على هامش المؤتمر رفيع المستوى حول الشفافية والتنمية المستدامة في أفريقيا.
وحضر هذا اللقاء وزراء وممثلون من عدة دول وشخصيات مرجعية تمثل المؤسسات الدولية والقطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والعديد من الخبراء والعلماء.
وفي الورشات، سلط المشاركون الضوء على حجم التحديات التي تواجهها أفريقيا في مجال الشفافية، رغم الإنجازات المحققة من حيث الالتزام بدمقرطة الحياة العامة والانضمام إلى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمحاربة سوء التسيير وتنفيذ برامج لدعم الحكم الرشيد ومزيد من إشراك المجتمع المدني والمواطنين.