احتشد سكان مدينة تمبكتو التاريخية يوم الثلاثاء الماضي حول الشرطة الإسلامية عند مفترق الطرق الواقع على أكبر شوارع المدينة، وهي تشرف على “تعزير” رجل وامرأة وجهت إليهما “تهمة الزنا وممارسة الفاحشة”.
الرجل يدعى ممادو تراوري والمرأة السالكة بنت الخير.. وصلا إلى الساحة تحت أنظار الجماهير على متن سيارة واحدة، كان الرجل أول من يترجل منها فيما بقيت المرأة تراقب جلد رفيقها وعلامات الذعر بادية عليها.
قبل الشروع في عملية الجلد، وقف أحد عناصر الشرطة الإسلامية وسط الحشد الكبير، وبدأ عبر مكبر للصوت في شرح التهمة والعقوبة المترتبة عليها، في عملية تقول الجماعة إن الغرض منها هو “ردع الحاضرين عن ممارسة الزنا”.
كان بجوار ممادو تراوري أحد عناصر الشرطة الإسلامية يحمل عددا من العصي معدة سلفا لهذا الغرض، حيث تكسر أغلبها على جسد تراوري الذي كان يرتدي ملابس خفيفة دون أن يبدي الجزع ولا الألم وهو يتعرض للجلد 50 مرة، بعد أن لم تثبت عليه تهمة الزنا.
أمير الشرطة الإسلامية قال إن تراوري كان موضع عدة شكايات تقدم بها بعض سكان حي كيرتاو، حيث قالوا إنه سبق أن أنجب طفلاً غير شرعي من امرأة فرت من المدينة عندما علمت بإلقاء القبض عليه.
انتهى دور ممادو تراوري ليتم استدعاء السالكة بنت الخير المذعورة بعد أن شاهدت جلد سابقها، تقدمت نحو وسط الحشد وهي ترتعد فيما كان أحد عناصر الشرطة الإسلامية يشرح ملابسات اعتقالها والتهمة الموجهة إليها.
الشرطة قالت إن السالكة ضبطت قبيل منتصف الليل وهي في وضعية مخلة رفقة رجل أجنبي استطاع الإفلات من عناصر الشرطة الإسلامية ليغادر المدينة مخلفاً زوجته وأولاده، لأنه يدرك أن عقوبة المحصن هي الرجم حتى الموت.
الشرطة أكدت أن “أربعة من المجاهدين شهدوا على أن السالكة كانت رفقة رجل أجنبي”، دون أن يؤكدوا حدوث الزنا بينهما، ومع نفي السالكة للتهمة الموجهة إليها قررت الجماعة تعزيرها بالجلد 90 مرة.