باتت منطقة الجنوب الليبي ملاذا آمنا وطريق سهلة لعبور المقاتلين السلفيين الليبيين والأجانب في بلدان المغرب العربي وشمال إفريقيا، المحملين بالأسلحة التي نهبت من الترسانة العسكرية للعقيد الراحل معمر القذافي.
ويبدو أن تجدد أنشطة المسلحين في الصحراء الليبية، كان وراء العملية العسكرية الفرنسية التي استهدفت في 10 اكتوبر قافلة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال النيجر، قالت عنها الرئاسة الفرنسية إنها “كانت تحمل أسلحة من ليبيا إلى مالي”.
ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان المجتمع الدولي مؤخرا إلى “التحرك” لمواجهة المخاطر القادمة من ليبيا، خصوصا بعد فرار المتشددين من شمال مالي بعد الحملة العسكرية الفرنسية في العام الماضي إلى جنوب ليبيا للاستفادة من الفوضى هناك وشراء الأسلحة والتدريب ثم العودة.
ووفقا لخبراء، فإن هؤلاء المسلحين يمرون عبر ما يعرف باسم “مثلث السلفادور” الواقع بين مالي والجزائر والنيجر والذي لطالما اتخذ طريقا لتهريب المهاجرين السريين والمخدرات إضافة إلى تأمين تنقل سلس لهم بين شمال إفريقيا وبلدان منطقة الساحل والصحراء، لاسيما عبر ليبيا التي لديها حدود واسعة مع الجزائر والنيجر.
لكن ومنذ سقوط معمر القذافي في العام 2011 ونهب ترسانته العسكرية، ازدهرت حركة تهريب الأسلحة في هذه المنطقة خصوصا مع الحدود الواسعة التي يسهل اختراقها، والتي تخرج عن نطاق السيطرة.
وقال الأكاديمي الليبي محمد محمود الفزاني إن “الجنوب الليبي أصبح ملاذا للمتشددين بعد الحملة العسكرية الفرنسية في مالي وسقوط النظام في ليبيا”، لافتا إلى أن “الحدود بين النيجر وليبيا والجزائر يصعب جدا مراقبتها”.
وأضاف أن “هذه المنطقة الشاسعة سهلة الاختراق ولا يمكن لأي قوة عسكرية أن تدعي القدرة على السيطرة عليها ما لم تملك أحدث التقنيات”.
وأوضح الفزاني وهو الخبير في الحركات الإسلامية أن “المتشددين يعرفون تماما المنطقة ويمكنهم التسلل كما يحلو لهم بلا مشاكل وهم على اطلاع جيد بالأوقات المناسبة للتسلل من خلال عيونهم في عدة مناطق بل وفي مؤسسات الدول الرسمية”.
وأشار إلى أن “تجربة المتشددين في تلك المناطق وخبرتهم لها جعلتهم يتحركون ويتنقلون باستمرار، ويكتفون بالقليل ويقيمون حيث يلزم قواعد لوجستية مطورة في الرمال يمكنهم العثور عليها لاحقا بتقنية جي بي اس”.
ولفت إلى أنهم “لا يعيرون اهتماما للحدود الرمزية في هذه الصحاري المترامية ويتمركزون لبضعة أسابيع حيث يعرفون أنهم بأمان حتى وإن كانت الظروف قاسية”.
وأكد الفزاني أن مناطق الجنوب الليبي كانت مقرات دعم لوجستي للحركات الجهادية في تلك المناطق كان آخرها والمعلن منه هو الدعم الذي قدمه ليبيون متشددون للذين اقتحموا حقل الغاز في آن أمناس بالجزائر في يناير العام الماضي والذي راح ضحيته 37 أجنبيا”.
غير أن مسؤولا محليا في مدينة سبها قلل من أهمية تواجد المتشددين في تلك المناطق قائلا “حتى وإن وجدوا فإنهم بأعداد صغيرة”.
وقال المسؤول الذي طلب الامتناع ذكر اسمه إن “المتشددين لا يتمركزون في منطقة من مناطقنا ولكنهم يتنقلون بأريحية عبر الحدود والصحراء الشاسعة من وإلى ليبيا”.
لكن جايسون باك، وهو باحث في التاريخ الليبي في جامعة كامبريدج ورئيس موقع “تحليل ليبيا” على شبكة الإنترنت قال إن الجنوب الليبي “هو أكثر بكثير من مجرد منطقة عبور”.
وأضاف أن “المتشددين تراجعوا من شمال مالي إلى جنوب ليبيا وأنشأوا معسكرات للتدريب وعملوا من هناك عبر شبكات التهريب”.
وتابع باك “لقد رصدت الطائرات بدون طيار ووكلاء الاستخبارات الغربية تلك المعسكرات”، لافتا إلى أن “هناك روابط بين هذه الجماعات والميليشيات الاسلامية الليبية المتمركزة في الشمال الشرقي لليبيا”.
وتسيطر الجماعات الجهادية فعليا على مدينة درنة شرق ليبيا، في حين تسيطر جماعة “أنصار الشريعة” التي صنفتها واشنطن في يوليو، وطرابلس في أغسطس “جماعة إرهابية” على جزء كبير من بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.
وقللت السلطات الانتقالية الليبية مرارا من تواجد الجهاديين في الجنوب.
لكنها تراجعت في موقفها خصوصا بعد فقدانها السيطرة على طرابلس في أواخر شهر أغسطس، وسقوط بنغازي بأيدي الميليشيات الإسلامية.
وقد أكد المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي لوكالة فرانس برس وجود معسكرات تدريب للمتشددين في الجنوب خارج سلطة الدولة.
وقال العقيد أحمد المسماري إن “الجيش يعاني من نقص الإمكانيات والموارد وغير قادر على توفير دوريات منتظمة في تلك المناطق الشاسعة خصوصا مع خوضه لمعارك ضارية في الشمال” سعيا لاستعادة السيطرة على مدينتي طرابلس وبنغازي.
وفشلت السلطات الليبية الانتقالية حتى الآن في تكوين جيش نظامي مهني ومؤسسات أمنية ذات جاهزية عالية لبسط الأمن في البلاد بما في ذلك مراقبة الحدود.
ووفقا لمسؤول في جهاز المخابرات الليبية “هناك تقارير عن وجود ثلاثة معسكرات سرية” في جنوب ليبيا حيث يتم تجنيد مئات الجهاديين من شمال أفريقيا، وأفريقيا الوسطى وغربها إضافة إلى جنوب الصحراء الكبرى وتدريبهم لإرسالهم فيما إلى شمال مالي أو سوريا أو العراق.
وأضاف أن “هذه المعسكرات باتت الممول الأول بالمسلحين الجاهزين للقتال مع مختلف الجماعات المتشددة في أماكن متعددة من العالم”.
ويبدو أن تجدد أنشطة المسلحين في الصحراء الليبية، كان وراء العملية العسكرية الفرنسية التي استهدفت في 10 اكتوبر قافلة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال النيجر، قالت عنها الرئاسة الفرنسية إنها “كانت تحمل أسلحة من ليبيا إلى مالي”.
ودعا وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان المجتمع الدولي مؤخرا إلى “التحرك” لمواجهة المخاطر القادمة من ليبيا، خصوصا بعد فرار المتشددين من شمال مالي بعد الحملة العسكرية الفرنسية في العام الماضي إلى جنوب ليبيا للاستفادة من الفوضى هناك وشراء الأسلحة والتدريب ثم العودة.
ووفقا لخبراء، فإن هؤلاء المسلحين يمرون عبر ما يعرف باسم “مثلث السلفادور” الواقع بين مالي والجزائر والنيجر والذي لطالما اتخذ طريقا لتهريب المهاجرين السريين والمخدرات إضافة إلى تأمين تنقل سلس لهم بين شمال إفريقيا وبلدان منطقة الساحل والصحراء، لاسيما عبر ليبيا التي لديها حدود واسعة مع الجزائر والنيجر.
لكن ومنذ سقوط معمر القذافي في العام 2011 ونهب ترسانته العسكرية، ازدهرت حركة تهريب الأسلحة في هذه المنطقة خصوصا مع الحدود الواسعة التي يسهل اختراقها، والتي تخرج عن نطاق السيطرة.
وقال الأكاديمي الليبي محمد محمود الفزاني إن “الجنوب الليبي أصبح ملاذا للمتشددين بعد الحملة العسكرية الفرنسية في مالي وسقوط النظام في ليبيا”، لافتا إلى أن “الحدود بين النيجر وليبيا والجزائر يصعب جدا مراقبتها”.
وأضاف أن “هذه المنطقة الشاسعة سهلة الاختراق ولا يمكن لأي قوة عسكرية أن تدعي القدرة على السيطرة عليها ما لم تملك أحدث التقنيات”.
وأوضح الفزاني وهو الخبير في الحركات الإسلامية أن “المتشددين يعرفون تماما المنطقة ويمكنهم التسلل كما يحلو لهم بلا مشاكل وهم على اطلاع جيد بالأوقات المناسبة للتسلل من خلال عيونهم في عدة مناطق بل وفي مؤسسات الدول الرسمية”.
وأشار إلى أن “تجربة المتشددين في تلك المناطق وخبرتهم لها جعلتهم يتحركون ويتنقلون باستمرار، ويكتفون بالقليل ويقيمون حيث يلزم قواعد لوجستية مطورة في الرمال يمكنهم العثور عليها لاحقا بتقنية جي بي اس”.
ولفت إلى أنهم “لا يعيرون اهتماما للحدود الرمزية في هذه الصحاري المترامية ويتمركزون لبضعة أسابيع حيث يعرفون أنهم بأمان حتى وإن كانت الظروف قاسية”.
وأكد الفزاني أن مناطق الجنوب الليبي كانت مقرات دعم لوجستي للحركات الجهادية في تلك المناطق كان آخرها والمعلن منه هو الدعم الذي قدمه ليبيون متشددون للذين اقتحموا حقل الغاز في آن أمناس بالجزائر في يناير العام الماضي والذي راح ضحيته 37 أجنبيا”.
غير أن مسؤولا محليا في مدينة سبها قلل من أهمية تواجد المتشددين في تلك المناطق قائلا “حتى وإن وجدوا فإنهم بأعداد صغيرة”.
وقال المسؤول الذي طلب الامتناع ذكر اسمه إن “المتشددين لا يتمركزون في منطقة من مناطقنا ولكنهم يتنقلون بأريحية عبر الحدود والصحراء الشاسعة من وإلى ليبيا”.
لكن جايسون باك، وهو باحث في التاريخ الليبي في جامعة كامبريدج ورئيس موقع “تحليل ليبيا” على شبكة الإنترنت قال إن الجنوب الليبي “هو أكثر بكثير من مجرد منطقة عبور”.
وأضاف أن “المتشددين تراجعوا من شمال مالي إلى جنوب ليبيا وأنشأوا معسكرات للتدريب وعملوا من هناك عبر شبكات التهريب”.
وتابع باك “لقد رصدت الطائرات بدون طيار ووكلاء الاستخبارات الغربية تلك المعسكرات”، لافتا إلى أن “هناك روابط بين هذه الجماعات والميليشيات الاسلامية الليبية المتمركزة في الشمال الشرقي لليبيا”.
وتسيطر الجماعات الجهادية فعليا على مدينة درنة شرق ليبيا، في حين تسيطر جماعة “أنصار الشريعة” التي صنفتها واشنطن في يوليو، وطرابلس في أغسطس “جماعة إرهابية” على جزء كبير من بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.
وقللت السلطات الانتقالية الليبية مرارا من تواجد الجهاديين في الجنوب.
لكنها تراجعت في موقفها خصوصا بعد فقدانها السيطرة على طرابلس في أواخر شهر أغسطس، وسقوط بنغازي بأيدي الميليشيات الإسلامية.
وقد أكد المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي لوكالة فرانس برس وجود معسكرات تدريب للمتشددين في الجنوب خارج سلطة الدولة.
وقال العقيد أحمد المسماري إن “الجيش يعاني من نقص الإمكانيات والموارد وغير قادر على توفير دوريات منتظمة في تلك المناطق الشاسعة خصوصا مع خوضه لمعارك ضارية في الشمال” سعيا لاستعادة السيطرة على مدينتي طرابلس وبنغازي.
وفشلت السلطات الليبية الانتقالية حتى الآن في تكوين جيش نظامي مهني ومؤسسات أمنية ذات جاهزية عالية لبسط الأمن في البلاد بما في ذلك مراقبة الحدود.
ووفقا لمسؤول في جهاز المخابرات الليبية “هناك تقارير عن وجود ثلاثة معسكرات سرية” في جنوب ليبيا حيث يتم تجنيد مئات الجهاديين من شمال أفريقيا، وأفريقيا الوسطى وغربها إضافة إلى جنوب الصحراء الكبرى وتدريبهم لإرسالهم فيما إلى شمال مالي أو سوريا أو العراق.
وأضاف أن “هذه المعسكرات باتت الممول الأول بالمسلحين الجاهزين للقتال مع مختلف الجماعات المتشددة في أماكن متعددة من العالم”.