أوصلني اجتهادي الشخصي الذي لايلزم غيري أن عدم الانتماء الواعي والايجابي للحراك السياسي القائم اليوم بموالاته ومعارضته تخل عن المسؤولية واستقالة من الواجب الوطني
ودعني من مقلات :الصحفي حيادي أولا يكون والمثقف إما حيادي
أو منافق فهي في رأي مجرد تصورات وأفكار طوباوية تعبر عن التشوف لموضوعية مثالية لم ولن تتحقق إلا في اليوم الفصل
صحيح أن الانتماء يجب أن يكون ايجابيا و متماهيا مع مصلحة الوطن
لكن من يحدد تلك المصلحة ويطرح معاييرها ؟ تلك هي إشكالية الرؤي والتصورات السياسية التي يطبعها التعدد
هنا تتدخل الثقافة الديمقراطية التي يمكن أن نلخص أهم سمة من سماتها في تقبل الآخر كماهو لا كما نريد له أن يكن أي تقبله برأيه المضاد وموقفه المخالف وهو ما يسمي بالإنصاف
والانصاف قيمة خلقية واجتماعية كبيرة لذلك قيل الإنصاف من شأن الأشراف لكنه غائب في الغالب الأعم بالنسبة لنخبتنا السياسية
لقد تم القضاء على ثقافة الإنصاف وتقبل الرأي الآخر من الممارسة السياسية والثقافية في المجتمعات العربية منذ منذ قيام الدولة الأموية التي شكل تبنيها لنظام الملك العضد القائم على الدكتاتورية والقهر انتكاسة قاتلة لديمقراطية الشورى ولتقبل التعددية الثقافية والفكرية والاندماج الاجتماعي الإيجابي
باسم الدكتاتورية الفكرية التي نمت وتطورت في أحضان القهر السياسي منذ العهد الاموي وإلى اليوم تم القضاء علي كل محاولة للتجديدوقد انعكس ذلك على المسار الثقافي حيث كبت التفكير العقلي باسم المحافظة على العقيدة وتم اضطهاد المثقفين العقلانيين واعتبرت الفلسفة كفرا وزندقة وأحرق الرجعيون الظلمانيون الكتب التي لاتروقهم باختصار شديد جعل العقل في مواجهة الدين
وجل سياسيينا اليوم هم خلاصة ومحصلة هذا التاريخ التسلطي الدكتاتوري الذي يرفض الآخر ويغيب العقل ومع ذلك فإن بعض الباحثين الموريتانيين المتفائلين جدا يري أن العقل الموريتاني القابع في متاهات الصحراء القصية المتشبع بثقافة السيبة يمتلك قابلية كبيرة وإيجابية للتعامل مع الديمقراطية لأنه ظل بعيدا عن مظلة الدولة التسلطية القاهرة التي حكمت المجتمعات العربية الأخرى ولأن المقام لايسع نقاش كل هذه الأفكار والآراء أضرب عنها صفحا لأدخل في حديث مبا شر عن الحراك السياسي في موريتانيا يشمل الكلام عن الموالاة والمعارضة والربيع العربي والمشاركة في الانتحابات ومقاطعتها وما يتعلق بذلك السياق من قضايا سياسية أترك للقارىءاكتشافها والحكم عليها
يتواصل