ولد الوقف: المطالب المتكررة للنقابات والفئات الاجتماعية قد يخرج بعضها عن السيطرة
قال يحي ولد أحمد الوقف، رئيس حزب عادل، إن موريتانيا تعاني من “تحديات اجتماعية واقتصادية وثقافية وما يترتب على ذلك من تحديات أمنية”، مطالبا بإجراء “حوار جدي” بين مختلف القوى السياسية الموريتانية والعمل على استعادة الثقة بين أطراف المشهد السياسي.
وقال ولد الوقف، خلال افتتاحه لندوة نظمها حزبه مساء اليوم تحت عنوان “إلى أين تتجه موريتانيا”، إن التحدي الأمني أصبح “مبعث قلق متزايد لجرأة الإرهابيين في استهدافهم لأمن المواطنين ورموز السيادة الوطنية”، على حد تعبيره.
واعتبر ولد الوقف أن الجفاف الذي تشهده البلاد “من أكثر دواعي القلق هذا العام”، حيث يهدد حياة أغلب الموريتانيين في الأرياف، مضيفاً بأن “ارتفاع الأسعار الجنوني، وانتشار البطالة السافرة والمقنعة” يؤدي إلى ظهور مطالب متكررة للنقابات والفئات الاجتماعية “قد يخرج بعضها عن السيطرة”، مشيراً إلى أن “التاريخ علم موريتانيا أن التغاضي عنها يؤدي إلى تفاقمها بصورة تهدد كيان البلد”.
وكمخرج لهذا الوضع الذي وصفه ولد الوقف بـ”المتأزم” دعا إلى “حوار جدي، لا يقصى منه أي طرف ولا يقصي طرفا نفسه منه”،
مشددا على ضرورة أن تتدارس القوى السياسية “مآلات التوجهات الحالية” قبل أن تصل الأطراف بتشبثها في موقفها إلى نقطة اللاعودة، على حد تعبيره.واعتبر ولد الوقف أن موريتانيا بحاجة لمثل هذا الحوار، لأنه “وحده الكفيل بإخراجها من مربع الانقلابات والحكم الاستثنائي”.
الوزيرة السابقة السنية منت سيدي هيبه قالت في مداخلتها خلال الندوة إن “الحل السياسي هو مفتاح الإصلاح الاقتصادي والوصول إلى الاستقرار”، معتبرة أن هذا الحل السياسي لا يمكن أن يتم بدون “حوار بين جميع الأقطاب السياسية”، على حد تعبيرها.
فيما ركز يحي ولد الكبد، الوزير السابق، على جملة من المعطيات اعتبر أنها هي “سبب عدم الاستقرار السياسي في البلد”، معتبراً أن “الخلل يكمن في عدم الاهتمام بالمصادر البشرية والاعتماد على الثروات”.وأشار ولد الكبد إلى “هشاشة التعليم” واصفا إياه بأنه “قنبلة موقوتة ما لم يتم تداركه بالإصلاح”، إضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر في موريتانيا حيث قال إنها “رقم قياسي على المستوى العالمي”
.أما الوزير السابق محمد فال ولد بلال فقال إن هنالك من يعتبرون انقلابي 2005 و2008 مثيلين لثورات الربيع العربي، معتبرا أنهما أتوا بنتيجة واحدة إيجابية تتمثل في منع الرئيس من الترشح أكثر من مأموريتين رئاسيتين، على حد تعبيره.
مضيفاً بأن هذين الانقلابين “بعيدين من الثورات” لأنهما جلبا أغلبية برلمانية من خارج المناضلين السياسيين المعروفين “تمردت على رئيس منتخب” ثم تحولت إلى “الاتحاد من أجل الجمهورية” على حد تعبيره.
الندوة التي شهدها فندق أميرة بالاس بالعاصمة نواكشوط، شهدت حضور سياسيا كبيرا، حيث حضرها أغلب رؤساء الأحزاب السياسية من الموالاة والمعارضة.