بينما العالم اليوم يتكتل لمواجهة ما يعرف بتنظيم الدولة الداعشية في العراق و الشام، نجده ينسى أو يتناسى خطر أشباه هذا التنظيم وأحد أهم روافده البشرية من المقتنعين بنفس الأفكار الخارقة والحارقة لكل معاني الإنسانية والمهلكة والمبيدة لكل أنواع التسامح والتعايش البشري بين سكان هذه المعمورة.
لقد أغفل العالم حقولاً من ألغام هذا الفكر الذي أخذ يتنامى و يستنسخ نفسه عبر الشمال الأفريقي من سيناء شرقاً وصولاً إلى الدار البيضاء غربا، ومن طرابلس وتونس شمالاً وصولا إلى شرق وشمال نيجيريا مرورا بالصحراء الكبراء و أزواد تحديدا.
لن ننسى اليمن ولا الصومال ولا الفرع الجديد لتجار الموت بالجملة في شبه القارة الهندية.
إنها من معركة كونية تنتظرك يا من تريد أن تحارب هذا الفكر وهذه الجماعات؛ معركة كونية بالفعل تنتظرك، إن كنت تريد أن تحارب عبر كل هذه الحدود، وأن تفرض القيود على كل هذه الشعوب، وأن تصب الحمم والبارود والنار عبر كل تلك المساحات.
ولكن.. ألم يكن من الأفضل أن نفكر سوياً بحلولٍ ربما هي أقل تكلفة وأكثر نفعا.. إن أردت أن ألا تطول بك الأيام وأنت غارقٌ في محاربة ما لن تستطيع القضاء عليه كما يتخيَّل إليك.
حلولٌ سيظهر نفعها حتماً إذا ما اقترنت ببارودك و نارك، وستظهر بعد حينٍ ربما وليس آنياً على كل حال.
حلولٌ لا تعدو الإسراع بتجفيف المستنقعات التي يتكاثر بها أتباع هذا الفكر ومعتنقيه ومناصريه وخلق مجتمعات بها من العدالة والحقوق ما يمنع أبناء تلك الشعوب من الاسترزاق بقطع رقاب غيرهم.
حلولٌ تكمن في القضاء على الاضطهاد واجتثاث الإقصاء ومكافحة التعالي على حقوق البشر وبالخصوص في الدول التي تشكل اثنيات وعرقيات مختلفة.
حلولٌ تقضي على الظلم وتقطع الذرائع عن ذوي النخوة والحميّة من الذين يذهبون لنصرة غيرهم من المظلومين.
حلول تلزم الأنظمة والدول على الوفاء بالعهود والمواثيق الدولية التي تكفل باحترام الحقوق والواجبات تجاه الشعوب.
إن هذه الحلول متى ما طبقت فإنه سيتلاشى هذا الوهم الذي يراد له أن يصبح حقيقة.
حلولٌ سيجني العالم أجمع ثمارها وليست مقتصرة على شرقه أو غربه، تماماً كما الظلم والإرهاب يستنزفان الجميع.
عبد الرحمن عمر، عضو المجلس الانتقالي الأزوادي