وبحسب ما تشير إليه مصادر طبية تحدثت لـ”صحراء ميديا” فإن 200 عينة من دم بعض المصابين بهذه الحمّى، أحيلت إلى مختبرات في العاصمة السنغالية داكار؛ وبحسب نتائج التحاليل فإن 180 منها كانت مصابة بـ”حمى الضنك”، وهي حمّى غير قاتلة تنتشر في المناطق المدارية.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن أعداد المصابين بهذه الحمّى قد تجاوز 20 ألف مصاب، في العاصمة نواكشوط وحدها؛ فيما نظمت حركة 25 فبراير الشبابية منذ أسابيع احتجاجاً قدرت خلاله المصابين بـ40 ألف شخص.
في مقاطعة تيارت سجلت الحمّى أكبر نسبة من الإصابات، حتى إن الأوساط الشعبية أعكتها اسم المقاطعة، في المقابل أقرّ مدير مستوصف تيارت الدكتور محمد ولد ودادي بزيادة نسبة مراجعي المستوصف من المصابين بالحمّى مقارنة مع السنوات الأخيرة.
وقال الدكتور ولد ودادي في تصريح لـ”صحراء ميديا” إن مراجعي المستوصف يومياً يتراوحون ما بين 70 إلى 80 شخصاً أغلبهم من المصابين بهذه الحمّى، مؤكداً أن الضغط الملاحظ يعود إلى توافد مرافقي المرضى على المستوصف.
وأوضح مدير المستوصف أن فحوصاً مخبرية أجريت على عينات من دماء بعض المرضى، لكنها لم تمكن من تحديد سبب الحمى لحد الآن؛ مشيراً إلى أن ذلك دفع بعض الأطباء إلى الحديث عن احتمال أن تكون الحمّى هي “حمّى الضنك”، ولكنه أكد أن ذلك “قد لا يكون دقيقاً”.
وأضاف أن السلطات الصحية اتخذت عدة إجراءات للحد من انتشار الحمّى، مثل رش المستنقعات وتعقيم مياه الحنفيات العمومية وتوفير الأدوية المضادة للملاريا وتوزيع الناموسيات مجاناً.
تنتشر حمّى “الضنك” على خلاف الملاريا، في المناطق الحضرية كما هي في المناطق الريفية، وتختلف أنماطها عن بعض مما يجعل من الصعب تحقيق حماية شاملة.
الأطباء الذين تحدثوا لـ”صحراء ميديا” يرجعون هذه الحمّى إلى أسباب “طفيلية” مثل الملاريا، وأسباب جرثومية وأخرى فيروسية تعود في أغلب الأحيان إلى التهابات في البلعوم ونزلات البرد العادية.
غير أن الحالة التي أربكت الأطباء الموريتانيين أكثر هي تلك التي تنتج عن تحسس مصدره لدغ حشرات تكاثرت في الأسابيع الماضية في مستنقعات راكدة توجد في مقاطعتي تيارت ودار النعيم.
الجهات الرسمية ظلت تتكتم على الحمّى، واكتفت بالقول إنها “حمى عادية”؛ ستزول مع فصل الخريف؛ في حين تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي مليارين ونصف المليار شخص معرضون لخطر الإصابة بالضنك في العالم.
وتشير الإحصائيات نفسها إلى أن خمسين مليون شخص يصابون بهذه الحمى كل عام؛ في أكثر من مائة بلد عبر العالم.