تعود بداية الخوف الى ما قبل سنوات، حين دقت منظمات بيئية ناقوس الخطر، محذرة من احتمال اختفاء نواكشوط على وقع هدير الموج الغاضب في لحظة ما من لحظات العام .2020
بعض الخبراء فسروا الظاهرة على انها ناجمة عن التغيرات المناخية وهشاشة الشاطئ وانخفاض مستوى المدينة عن سطح البحر؛ فيما أرجعها آخرون الى انعدام شبكة الصرف الصحي وتشبع التربة بالمياه الملوثة، ما يؤدي مع مرور الوقت الى نبوغ المياه الى سطح الأرض وهو ما حدث بعض منه، حيث هجرت عائلات في نواكشوط بيوتها في أحياء عدة من نواكشوط بعد ان حاصرتها المياه وتساقطت جدران منازلها بفعل الملوحة… ولقد صار الحديث عن غرق نواكشوط حديث العامة والخاصة، وتعززت المخاوف لدى الكثيرين على وقع تحذيرات متواصلة تصدر من حين لأخر من خبراء ومن منظمات بيئية… ومن الخبراء من يقدم لوحة قاتمة لنواكشوط بعد عقد من الزمان محذرين من ان المياه ستتجاوز المدينة بـ 150 كلم
بين معاوية … وعلى ..
غير بعيد من شاطئ الاطلسي بنواكشوط ، تتجاور سلاسل سكنية متجانسة شكلا ومتباينة الوانا، احداها يطلقون عليها “سيتي معاوية” بينما يطلقون على الأخرى “سيتي اعلي”.. رئيسان سابقان أحدهما تفرغ للتاليف في الدوحة فيما لا يزال الاخر يحن للسلطة .. بين “معاوية” و”علي” مساحات خاوية الا من بقع اسنة تتكدس فيها النفايات، وفي بيوت تسمت باسمهما تهبط اسعار الايجار بشكل غير مسبوق بينما تكاد تخلو من رواد في موسم الخريف..
يقول احد الخبراء انه يكفي لغرق نواكشوط 10 ملمترات؛ وفي بعض الاحياء المجاورة للميناء ادت مياه الامطار نهاية التسعينيات الى غرق حي باكمله، يسمى اليوم “حي ملح” شعبيا؛ حيث حافظ على تلك التسمية التى كانت تطلق حالها ايام الطين والملوحة والوحل..
من حين لاخر تزور لالة المكان الذي اختلطت فيه مائدة العشاء بمياه الامطار .. لسنوات حنت تلك السيدة الى مسكنها الاصلي؛ لكن هيهات فقد استمرت عملية النزوح داخل نواكشوط التى باتت المساحات الغربية والوسطى منها غير ماهولة.
وباع كثيرون في المناطق المهددة امكنتهم وحجزوا لهم مساحات في مناطق داخلية لا يصلها الطوفان وفق ما يقولون فيما هوت اسعار العقارات في عدد من مقاطعات نواكشوط بعد ان كانت قبلة المواطنين.
وزاد من مخاوف الاهالي بعض الاساطير التى تتحدث عن غرق نواكشوط وعن عقاب الهي قد تتعرض له المدينة اذا ما انتشر ت الرذيلة وغابت العدالة … وفضلت احدى الامهات تحصين منزلها ومحيطه بالصدقات فهي تخرج كل يوم كيسا من السكر حرزا لها من كل اخطار المحيط
.وصنف البنك الدولي مدينة نواكشوط ضمن أكثر عشر مدن في العالم تضررا من الاحتباس الحراري الناجم عن أي ارتفاع محتمل لمنسوب البحر وحذر من احتمال تعرض المدينة للاختفاء بسبب الغمر البحري في أفق العام الفين وعشرين
والى ان نصل الى العام الفين وعشرين سيسيل مداد كثير عن طوفان نواكشوط …؟