وقد استهل الحديث عن الكتاب الصحفي دده محمد الامين السالك قائلا إنه الكتاب الصادر سنة 2010 في 250 صفحة يستجيب للتحديات النقدية ويتمتع كاتبه بإرادة قوية لكونه كتبه في مرحلة حرجة من تاريخ موريتانيا السياسي.
وأوضح أن الكتاب عبارة عن توثيق جيد لمرحلة سياسية خطيرة، حيث تطرق الكتاب بشكل مفصل الى العقود والصفقات ونشاط الشركات الدولية العاملة في مجال التنقيب، كما كشف عن محاولات وأساليب التلاعب بالمصالح الوطنية على يد تلك الشركات.
وجاء في تعليق الصحفي دده محمد الامين السالك إن الكاتب استخدم أسلوبا سرديا مشوقا خلال فصول الكتاب التي وصلت الى 24 بالإضافة الى ملحقين.
أما الدكتور حموى ولد شيخينا فقد أشار إلى أن الكتاب يعد من بين أهم المراجع التي تناولت المرحلة الانتقالية في الفترة ما بين 2005 و2007 وهو أول وثيقة تتناول بشيء من التفصيل تلك الحقبة خصوصا محور النفط وأهميته عالميا وإنتاجه واستهلاكه بالإضافة الى قضية الغاز.
وأوضح ولد شيخنا أن الكاتب لم يلتزم بمنهجية محددة وإنما اعتمد سرد الأحداث وفق تسلسلها الزمني.
ولعل أبرز تساؤل أثاره الكاتب هو مدى انعكاس الثروة النفطية على موريتانيا وهل ستكون هذه الأخيرة بلدا نفطيا؟ وقد أجاب المؤلف على تلك التساؤلات بقوله إن ذلك يتطلب إرادة جادة في التسيير وتعزيز التجربة الديمقراطية.
وقال ولد شيخنا إنه كان يجب على الكاتب أن يتناول الأبعاد الاقتصادية لأنه أعطى تصورا وتحدث عن الاخفاقات وتطرق لجانب غامض في الاقتصاد الموريتاني ولكن كان يتوقع منه أن يقدم شرحا مفصلا لبعض النقاط التي تصب في تحديد اتجاه تلك الموارد، وكيف فشلت الأنظمة الحاكمة في وضع خطط اقتصادية قادرة على جعل المواطن يستفيد من ثرواته الكبيرة.
من جهته استهل الدكتور محمد ولد محمد المختار تعليقه على الكتاب بقوله إنه افتقد للمنهجية الصارمة في حين نجح في إثارة نقاط مهمة لكون مؤلفه كان في قلب الأحداث، ولذا فإن الكتاب يدخل في إطار الكتابات المعاصرة الدراسات المعاصرة التي تجمع بين المعرفة العلمية والخبرة، مؤكداً أن الكتاب متخصص بامتياز.
وقال المتدخل إن الكتاب يتميز بميزة أخرى وهي كونه يركز على النفط ويكشف جانباً حيوياً من جوانب الموارد الوطنية.
وخرج المتدخل بملاحظة لخصها في كون الكتاب اهتم بالحصيلة بدل الآفاق المستقبلية ولذا يختم ولد محمد المختار بأنه كان على الكاتب أن يدرس التأثيرات الاجتماعية والإستراتيجية للنفط كي يجيب على السؤال الكبير، هل النفط نعمة أم نغمة؟
وكان الدكتور محمد القادري مدير المركز المغربي قد تطرق في كلمته للأهمية التي يحظى بها الكتاب في نقاش القضايا الاقتصادية التي تهم المواطن المغاربي عموما والموريتاني بصفة خاصة معربا عن فتح المركز أبوابه أمام النخبة الثقافية في موريتانيا لإثراء النقاش الايجابي لمختلف القضايا الوطنية والمغاربية.