بعد كر وفر سقط “ديدي” – 30 عاما – في شرك الأمن الموريتاني لتفتح صفحات من التحقيقات والتحريات يؤمل الجنود الأماميون في الحرب على ما يسمى “الإرهاب” في أن تجيب على أسئلة عديدة تثار في واجهة الأحداث في موريتانيا لعل أكبرها ما مدى قدرة الخلايا المحسوبة على تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على الظهور والانتشار والضرب بفعالية وقوة في ظرف يتعرض التنظيم المسلح لحرب مفتوحة على عدة جبهات في المنطقة.
لكن السؤال الأكثر إلحاحا ربما في الوقت الراهن هو من قتل أو شارك في قتل لانغيس الأمريكي الذي قضى نهارا بين دروبلكصر .. و إلى أن تتبلور ملامح الإجابة على هكذا تساؤلات يقضي السلفي الموريتاني ليلة السبت أولى ليالي الضيافة خلف القضبانالتي طال عهده بها.
ففي العام 2007 اعتقل الرجل لأول مرة على خلفية تستره على رفيق له يدعى خليل كان مطلوبا لدى الأمن الموريتاني بيد أن إقامة ديدي في المفوضية آنذاك لم تدم طويلا حيث أمضاها ثلاثة أيام بلياليها ليفرج عنه، السلفي الذي يعتقد أنه من أخطر مقاتلي الخلية التي ينتمي إليها تحت مظلة الجماعة السلفية المقاتلة في موريتانيا حاول أن يفلت مرات ونجح لكنه رصد مساء الخميس في أحد أحياء تيارت شمال نواكشوط.
فرق مكافحة الإرهاب انتقلت إلى عين المكان وأطلقت أعيرة تحذيرية قبل أن تقتحم المنزل وتطلق مسيلات دموع، انقشع غبار المعركة عن أمتمد حلمة ثديها لرضيع هو نجل ديدي المطارد، تم توقيف الزوجة لساعات تحت التحقيق فيما كان زوجها يتسلق جدران المنزل بحثا عن طريقة للنجاة .. سقط على إثرها على الأرض ليتعرض لرضوض وجروح في ساقهويلوذ بالفرار، وفي دار البركة بات الرجل عند بيت خاله وعند السابعة صباح الجمعة ترك المكان متجها صوب كوخ صغير بحي دار السلام غير بعيد من دار البركة.
بعد مغادرته اقتحمت فرقة من الشرطة المنزل وعثرت على بنادق ثم انسحبت ..بعد وصوله الكوخ أجرى اتصالا هاتفيا بخاله الذي حمل إليه بعضا من مؤونة .. كطعام وشراب وطلب منه أن يتركه ولا يعود سوى بعد خمسة أيام .. لكنرجال الأمن فاجئوه بالاقتحاملينظرمن حوله فإذا طعامه لم يتسنه وإذا برجال من الإنس يحيطون به ليحملوه مكبل الأيدي إلى حيث يبدأ التحقيق بالنسبة للكوخ الذي تمت به العملية فان احد قارب ديدي اتخذه في وقت سابق من الشهر الماضي مقرا لمبادرة من المبادرات الداعمة لأحد ابرز مرشحي انتخابات 6/6 ومن ثمة انتخابات 18 يوليو الجاري، بل إن ديدي نفسه كان ناشطا في حركة الداعمين للمرشح بحسب ما يروي العارفون به المعلومات المتوفرة حول من يفترض انهاحد مقاتلي تنظيم القاعدة في خلية من خلايا موريتانيا هو انه مضطرب السلوك غامض المذهب ازدواجي الأخلاق إذ يقول من عرفوه عن قرب انه يخلط بين التدين والتحرر بين الزهد والتقشف وإنكار الذات وبين ميول المراهق وشطط المغمور.
حاول ديدي ذات مرة أن يتعلم حرفة يكسب منها .. فحمل على كتفه كاميرا تصوير لدراسة فن التصوير التلفزيوني لكنه عدل عنها لاحقا ليعود الى صفوف الجماعة .. مقاتلا يبحث عن “الشهادة”.