“لا بارك الله لكم فيها” عبارة رددتها سيدة، وهي تدفع غرامة عن شياهها من أجل “إطلاق سراحها” من محبسها الذي تقبع فيه بالمقاطعة السادسة (سيزيم الميناء) في نواكشوط، بعد أن بدأ تطبيق قرار للمجموعة الحضرية، يحرم وجود الحيوانات السائبة في شوارع العاصمة.
وتقول السيدة إن المجموعة الحضرية معنية بنظافة المدينة، غير أنها لا تهتم به منها إلا الجانب المتعلق بالمواشي، لأن القبض عليه تُجبى منه “الأموال الطائلة”.
لم يمر قرار المجموعة الحضرية، مرّ السحاب على ملاك هذه الحيوانات، فكان محور أحاديثهم قبل دخوله حيز التنفيذ.
من الملاك من يتفهم القرار، وبعضهم يرى أن القمامة المنتشرة في الشوارع أولى بأن يُقضى عليها أولا.
بعد أن دخل القرار، الذي لم يكن الأول من نوعه، حيز التنفيذ، أحجم الملاك عن تسريح مواشيهم أياما، لم يلاحظوا خلالها أن لـ”البلدية” وجودا في الشوارع، فسرحوها، ولم تكن سلطات المجموعة الحضرية، غافلة عن عدم الامتثال لقرارها، غير أنها رسمت خطة لتنفيذه، تعتمد تقسيم العاصمة إلى أجزاء، تركز على كل واحد منها أياما، ثم تنتقل إلى آخر، دون أن تهمل ما سبق التركيز عليه، فتباغت أهلها بدوريات مفاجئة، تارة في الصباح وتطورا في المساء، تسوق أو تحمل كل سائبة تخترق قانون الحظر.
تكتيك المجموعة الحضرية الجديد، أربك أصحاب المواشي، الذين اعتادوا في ظل قرارات سابقة مشابهة، حبس مواشيهم صباحا وتسريحها مساء، لدرجة أن مشاة المجموعة الحضرية، المصحوبين بثلاث سيارات ودراجات نارية، لا يتحركون في دورياتهم، إلا عادوا بعشرات المواشي من مقاطعات مختلفة من العاصمة.
تُحتجز الأغنام والأبقار المرصودة في محبس كبير في المقاطعة السادسة، تحت حماية الشرطة ومساعدين انتدبتهم المجموعة الحضرية للمهمة، تمكث المواشي ساعات أو يوما وربما أياما رهن الحجز، ثم يتبعها أصحابها، لتبدأ رحلة معاناة، ساعات من الانتظار يتجمهر خلالها رواد المحبس داخله وخارجه، في خِيم نصبت لأغراض أخرى، انتظارا لعودة محصل “البلدية” أو المجموعة الحضرية، الذي لا تستعجله اتصالات الشرطة الهاتفية، فيرد عليهم تارة بأن لديه مشاغل أخرى، وتارة يطالب الشرطة بترك ساعات المنتظرين تطول.. ومرة يرفض مجرد استقبالهم.
تكتيك المجموعة الحضرية الجديد، أربك أصحاب المواشي، الذين اعتادوا في ظل قرارات سابقة مشابهة، حبس مواشيهم صباحا وتسريحها مساء، لدرجة أن مشاة المجموعة الحضرية، المصحوبين بثلاث سيارات ودراجات نارية، لا يتحركون في دورياتهم، إلا عادوا بعشرات المواشي من مقاطعات مختلفة من العاصمة.
تُحتجز الأغنام والأبقار المرصودة في محبس كبير في المقاطعة السادسة، تحت حماية الشرطة ومساعدين انتدبتهم المجموعة الحضرية للمهمة، تمكث المواشي ساعات أو يوما وربما أياما رهن الحجز، ثم يتبعها أصحابها، لتبدأ رحلة معاناة، ساعات من الانتظار يتجمهر خلالها رواد المحبس داخله وخارجه، في خِيم نصبت لأغراض أخرى، انتظارا لعودة محصل “البلدية” أو المجموعة الحضرية، الذي لا تستعجله اتصالات الشرطة الهاتفية، فيرد عليهم تارة بأن لديه مشاغل أخرى، وتارة يطالب الشرطة بترك ساعات المنتظرين تطول.. ومرة يرفض مجرد استقبالهم.
بعد عودة المحصل، الذي لا يتعامل مع زوار المحبس برفق، على عكس رجال الشرطة ومساعديهم، تبدأ إجراءات الإفراج عن المواشي وهي إجراءات “معقدة”؛ يُلزم فيها مَن حبست مواشيهم بإحضار نسختين من بطاقات تعريفهم، وتقديم أرقام هواتفهم، ودفع غرامات مالية قدرها 2300 أوقية عن كل رأس من الغنم صغيرا كان أو كبيرا.
تدون المعلومات والمبالغ المالية المدفوعة في سجل، ثم يسمح للشخص باصطحاب مواشيه، ثم تبدأ عمليات مطاردة المواشي للإمساك بها، ومن ثم إعادتها إلى أهلها، وقد تعود ثانية خلال أيام للمحبس نفسه، وتتبع الإجراءات ذاتها للإفراج عنها مجددا.
الغرامات المالية التي تفرض على مخالفي قرار الحظر، يعتبرها بعض المعنيين بدفعها باهظة، تستنزف الموارد المالية لمواطنين ضعفاء، لا تسمن مواردهم أصلا ولا تغني من جوع.
سعي السلطات إلى القضاء على ظاهرة تسيب المواشي في نواكشوط، قد يحول دونه إيمان راسخ في عقول كثيرين من السكان؛ بأن لا ضير في المزج بين جزء من الحضارة والرقي؛ الطارئ على البيئة الثقافية الموريتانية، و جزء من بداوة ألفها سكان هذه البلاد، منذ القدم.
تدون المعلومات والمبالغ المالية المدفوعة في سجل، ثم يسمح للشخص باصطحاب مواشيه، ثم تبدأ عمليات مطاردة المواشي للإمساك بها، ومن ثم إعادتها إلى أهلها، وقد تعود ثانية خلال أيام للمحبس نفسه، وتتبع الإجراءات ذاتها للإفراج عنها مجددا.
الغرامات المالية التي تفرض على مخالفي قرار الحظر، يعتبرها بعض المعنيين بدفعها باهظة، تستنزف الموارد المالية لمواطنين ضعفاء، لا تسمن مواردهم أصلا ولا تغني من جوع.
سعي السلطات إلى القضاء على ظاهرة تسيب المواشي في نواكشوط، قد يحول دونه إيمان راسخ في عقول كثيرين من السكان؛ بأن لا ضير في المزج بين جزء من الحضارة والرقي؛ الطارئ على البيئة الثقافية الموريتانية، و جزء من بداوة ألفها سكان هذه البلاد، منذ القدم.