وأعلنت رئاسة الجمهورية الجزائرية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أودع لدى وزارة الداخلية طلب ترشحه وسحب وثائق جمع التوقيعات للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 ابريل, بحسب خبر بثه التلفزيون الجزائري الرسمي اليوم السبت.
وقبل شهرين من الانتخابات الرئاسية أعلن حوالي ثمانين شخصا, من بينهم كثير من المجهولين، ورئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس الخاسر أمام بوتفليقة في انتخابات 2004 عزمهم على خوض السباق الرئاسي.
وبخلاف المرات السابقة لم يعلن بوتفليقة ترشحه بصفة مباشرة وانما كلف رئيس الوزراء الذي هو في نفس الوقت رئيس اللجنة الحكومية لتحضير الانتخابات, باعلان ترشحه على هامش “ندوة افريقية حول الاقتصاد الاخضر” في وهران غرب الجزائر.
وقال سلال ان “الرئيس بصحة جيدة ولديه كل القدرات العقلية والرؤيا الضرورية لتحمل هذه المسؤولية”, بحسب وكالة الانباء الجزائرية.
واضاف “ان الرئيس اعطى كل شيئ للجزائر وسيواصل العطاء وانه من الضروري اخذ بعين الاعتبار مصلحة البلد والاستقرار والتنمية”.
واوضح سلال ان الرئيس لن يقوم بحملة انتخابية فهو” ليس ملزما بفعل كل شيء و ان اعضاء لجان المساندة يمكنها التكفل بالعملية”.
ومنذ نقله للعلاج في فرنسا في 27 ابريل العام الماضي، تعالت أصوات المعارضة للمطالبة باعلان شغور منصب رئيس الجمهورية باعتبار ان بوتفليقة لم يعد قادرا على القيام بمهامه, وهو ما تنص عليه المادة 88 من الدستور.
وتسبب غياب الرئيس الذي عاد الى الجزائر بعد 80 يوما من العلاج في المستشفى العسكري فال دوغراس ثم مؤسسة انفاليد المتخصصة, في صراع في المؤسسة العسكرية دفع ثمنه قادة مهمين في المخابرات.
واضطر بوتفليقة للتدخل ببيان رئاسي قبل خمسة ايام لوضع حد لهذا الصراع في هرم السلطة وندد بما وصفه بانه “عملية مدروسة” لضرب استقرار الجيش والمخابرات والرئاسة, قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية.
وبعدها اصدر بوتفليقة تعليمات عبر بيان رئاسي ايضا يدعو فيه الحكومة الى تنظيم انتخابات رئاسية نزيهة “لا يرقى الشك إلى مصداقيتها”, في مسعى منه لطمأنة المعارضة المتخوفة من احتمال تدخل الجيش لصالحه كما فعل خلال الولايات الثلاث السابقة.
وانتقد رئيس الحكومة الاسبق ومرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة علي بن فليس اعلان سلال لترشح بوتفليقة, كما جاء في بيان لحملته الانتخابية.
وقال متحدث باسم حملته الانتخابية, حمزة عبيد “من المدهش ان يتم هذا الاعلان من طرف رئيس اللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات الذي يفترض ان لا ينحاز لاي طرف”.
وعمل سلال مديرا للحملة الانتخابية لبوتفليقة في 2004 و2009، وعين رئيسا للوزراء في 4 سبتمبر 2012 خلفا لأحمد أويحيى.
وكان آخر خطاب القاه بوتفليقة بصفة مباشرة امام الجزائريين في مايو 2012 دعا فيه الجزائريين للمشاركة بكثافة في الانتخابات التشريعية التي جرت اسبوعا بعد ذلك.
وجاء في خطابه ما اوحى للمحللين انه لن يستمر في السلطة, خاصة عندما قال “لقد انتهى عهد جيلي وعلينا تسليم المشعل للشباب” في وقت كانت الدولة المجاورة تونس تشهد ما سمي ب “الربيع العربي”.
ومنذ ذلك الوقت لم يسمع صوت بوتفليقة, ويكتفي التلفزيون الحكومي ببث صور له مع شخصيات يتم استقبالها او اثناء رئاسته لمجلس الوزراء.
ويحكم بوتفليقة الذي سيحتفل بعيد ميلاده ال77 في 2 مارس, الجزائر منذ 1999 واعيد انتخابه مرتين في 2004 و2009.
وكان الدستور الجزائري ينص على تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط, لكن بوتفليقة عدل الدستور في 2008 ليتمكن من الترشح لولاية ثالثة في 2009.
وأعلن الحزب الحاكم وحزب بوتفليقة جبهة التحرير الوطني ومعه حليفه في البرلمان والحكومة التجمع الوطني الديموقراطي واحزاب اخرى عدة دعمهم لاستمرار الرئيس في الحكم “ضمانا للاستقرار ولاتمام المشاريع الاقتصادية”.
وعلى كل مرشح جمع 600 توقيع من الاعضاء المنتخبين في البرلمان والمجالس المحلية او جمع 60 الف توقيع من المواطنين المسجلين في القوائم الانتخابية.
وينتهي موعد تقديم الترشيحات في الرابع من مارس على ان يفصل فيها المجلس الدستوري في مهلة اقصاها عشرة ايام بعد هذا التاريخ.
ووصل بوتفليقة الى السلطة في 1999 بفضل دعم الجيش وكذلك الامر بالنسبة لاعادة انتخابه في 2004 و2009 عندما حسم الجنرال توفيق (اسمه الحقيقي الفريق محمد مدين) الامر لصالحه ضد منافسه رئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس, بحسب الصحف والمحللين.
وتبع هذه الانتخابات اقالة رئيس اركان الجيش الفريق محمد العماري لانه كان احد الداعمين لبن فليس, بحسب الصحف.
وجرت آخر انتخابات رئاسية في الجزائر في ابريل 2009 بمشاركة خمسة مترشحين وفاز بها بوتفليقة باكثر من 90% من الاصوات.