مصادر مقربة من الشاب: طاليبى كان يعاني من نوبات؛ وكان متحمسا للحصول على فرصة عمل بعد طلاق أمه
سيلبابي ـ الرجل بن عمر.
قطع الشاب طاليبى فوفونا، البالغ من العمر 19 ربيعاً، سكون مدينة سيلبابي حين قام بشنق نفسه في أحد حقول المدينة الوديعة، كان فوفانا هادئاً وهو يخطط لموته في صمت دون أن يثير انتباه أقرب أصدقائه، ولا حتى فضول عمه المسن، الذي كلفه بأداء بعض الأشغال في حقل “للمانغو” يمتلكه بحي العدالة؛ شرقي سيلبابي.
كانت الساعة الثانية عشر والنصف يوم الثلاثاء؛ حين دوى صراخ الشاب باري جاورا؛ بعد أن شاهد جثة صديقه طاليبيى وهي تتمايل معلقة بنفس شجرة المانغو التي كثيرا ما آوى إليها طاليبيى حين ينال منه التعب.
عم الشاب؛ الرجل المسن “جاورا” لم يتمالك نفسه، وراح يبحث عن مصدر الصراخ، حيث باري، الذي تصلبت أعضاءه بالقرب من الضحية، مما أستدعى قدوم عدد من مزارعي الحقول المجاورة، وحيث تم إخطار الشرطة، التي عاينت الضحية في حضور وكيل الجمهورية بولاية كيديماغا وبعض الأهالي، ممن استلموا الجثة على الفور؛ بحسب مصدر أمني.
الوالد المفجوع؛ فوفونا والذي لا يزال تحت وقع الصدمة، لا يجد تفسيرا محددا لما أقدم عليه ولده، خاصة بعد أن اعتاد الذهاب أخيرا، إلى مزرعة عمه، بل ومساعدته في بعض الأشغال كما هو حال إخوته.
لكن فوفونا؛ الرجل الستيني الذي يعمل ناقلا؛ أكد في حديثه لصحراء ميديا أن ابنه كان يتعاطى بعض الأدوية، وعاني من نوبات تزيد أحيانا من عصبيته؛ بحسب قوله.
وأضاف قائلا: “الولد قدم إلي صباحا يشكو آلاما مبرحة في رأسه، لكني أخبرته بوجود طبيبه المعالج خارج سيلبابي لأيام، ومن الصعب شراء الوصفة في غيابه؛ وقد تفهم الأمر؛ يضيف فوفونا.
وفي محاولة وجود تفسير لما أقدم عليه شاب في مقتبل العمر لا تبدو تناقضات الحياة سببا ظاهريا وراء عملية انتحاره، يتحدث بعض من أقربائه؛ ممن قدموا لأداء واجب العزاء، عن مشاكل اجتماعية؛ سببها الوضع الأسري الجديد؛ خاصة بعد طلاق والدته من أبه منذ مدة.
الأمر الذي جعل طاليبي يلح على أبيه في اصطحابه في إطار سفرياته بهدف تعلم السياقة والحصول على فرصة عمل لإعالة أمه؛ بحسب إدعائه لعدد من المقربين منه.
لكن اضطرابات نفسية، تحدث عنها مصادر مقربة من طاليبي، كانت السبب في انقطاعه عن تعلم السياقة إلى جانب أبيه، والتردد من جديد على مزرعة عمه، التي كانت ملاذا له عن البيت بعد أن بات يشعر بالغربة فيه؛ بحسب نفس المصدر.
طاليبي انقطع ـ كذلك ـ عن مقاعد الدراسة منذ سن مبكرة، ليس لأسباب صحية كالنوبات والاضطرابات التي يعانيها أحيانا، بل كانت حالته عادية ولم يكن يواجه أي مشاكل عقلية؛ كما يدعي البعض.
عرف عنه ولعه بمشاهدة التلفاز، مع رفضه التعصب لأي من منتخبي “الريال” أو “البارسا” على غير عادة رفاق دربه، ممن تحدثوا لصحراء ميديا.
كان الشاب؛ طاليبي بصحة جيدة، وهو يجادل صديقه مالك أتراورى أثناء مشاهدتهما نهائي كأس إفريقيا ـ الأحد الأخير؛ الذي جمع منتخبي “الكودي فوار ـ زامبيا”؛ حيث كان طاليبى متحمسا للإفواريين، وحين انهزم “الفيلة” تقبل الأمر بروح رياضية؛ بحسب صديقه مالك أتراورى.