الجزائر: نحن متفقون مع الحكومة المالية على محاربة الإرهاب وليس الطوارق لأنهم من مواطني دول الساحل
تجددت الاشتباكات بين الجيش المالي ومقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد، في المنطقة القريبة من مدينة تيساليت شمال مالي، ويشترك في هذه الاشتباكات رتلين عسكريين تابعين للجيش المالي كانا قد قدما إلى المنطقة من أجل فك حصار يضربه المقاتلون على المدينة الإستراتيجية والتي يقع بها مطار وقاعدة عسكرية.
وحسب مصادر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد في اتصال مع مراسل صحراء ميديا فإن المقاتلين تمكنوا في الاشتباكات التي شهدتها تساليت يوم السبت من إحراق ثلاث آليات عسكرية تابعة للجيش والسيطرة على ثلاث آليات أخرى، حسب تعبير المصدر.
هذا ويشن المقاتلون الطوارق المنضوين في الحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة أنصار الدين، منذ 17 يناير هجوما واسع النطاق في شمال مالي، هو الأكبر من نوعه منذ 2009.
الجزائر ومالي يحاربان الإرهاب وليس الطوارق
وفي آخر التطورات على الصعيد الدبلوماسي فقد أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي، اليوم الثلاثاء أن الجزائر ومالي متفقتين على “محاربة الإرهاب وليس الطوارق”، معلناً تأييده لحل سياسي للازمة في شمال مالي.
وأضاف مدلسي في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية بأنهم يعملون مع الحكومة المالية “في إطار ما قررنا على المستوى الجهوي من أجل محاربة الإرهاب وليس من أجل محاربة الطوارق”، مشيراً في نفس السياق إلى أن الطوارق “من مواطني هذه الدول”، حسب تعبيره.
وشدد مدلسي على ضرورة إيجاد “حل سياسي باتجاه الطوارق الذين هم اليوم أمام مشكلة “، مضيفاً بأن “الجزائر مستعدة لتقديم يد المساعدة إلى كل الأطراف حتى نصل إلى حل مالي مائة بالمائة”.
تطورات داخلية..
وعلى مستوى جبهة الحرب الدائرة قالت وكالة فرانس برس إن الجيش المالي استعاد السيطرة على مدينة ليري في شمال غرب البلاد كان يسيطر عليها المتمردون الطوارق منذ عشرة أيام، فيما سجلت مواجهات السبت في شمال شرق مالي.
وقالت الوكالة إن معارك عنيفة وقعت بين الجيش والمتمردين الطوارق في الشمال الشرقي قرب مدينة تيساليت. ولم تتوافر أي حصيلة عن هذه المواجهات.
ونقلت الوكالة عن مصدر امني في بلد مجاور لمالي قوله انه في حال تمكن الجيش من السيطرة بحزم على المنطقة، فان الأمر بالغ الأهمية للسيطرة على مدينة كيدال وعلى قسم كبير من الشمال الشرقي. في المقابل، إذا سيطر المتمردون على هذا المحور، فسيكون ذلك عنصر دعم مهما للعمليات التالية.
من جهتها قالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد على موقعها الإلكتروني إن الحكومية المالية تقصف المتمردين والسكان المدنيين باستخدام طائرات مروحية حربية مستأجرة يقودها طيارين من دولة أوكرانيا.
وقالت الحركة إن الجيش الحكومي المالي قصف السكان الأبرياء ومواشيهم في منطقة (أوزين) وتم إبادة أعداد هائلة من المواشي كما قصفت مناطق قريبة من مدينة كيدال.
وأكدت الحركة بأن دبابات سنغالية عبرت الحدود بين مالي والسنغال وهي مهداة من جمهورية السنغال إلى الجيش المالي؛ “في محاولة لتلافي الانهيار التام لمعنويات جند الاحتلال المالي في أزواد”، على حد تعبير الحركة.
وفي المقابل أعربت الحركة عن تقديرها الكبير لرؤية فرنسا التي عبر عنها وزير خارجيتها آلان جوبي أما م مجلس الشيوخ الفرنسي الثلاثاء الماضي، واصفة تصريحه بأنه “بين فيه إدراكه للحقائق الميدانية بأزواد اليوم ودعا فيها إلى حل نهائي للقضية”.
وأكدت الحركة في بيان وقعه رئيسه مكتبها السياسي محمود أغ علي، ترحيبها بدعم فرنسا لجهود البحث عن حل سياسي لقضية أزواد، وجددت موقفها بأنه لا يمكن أن تكون طرفا في أي حوار “لا يستند على مبدأ حق تقرير المصير للشعب الأزوادي، ويضمن حلا نهائيا لهذه القضية التاريخية”.
غير أن وزير التعاون الفرنسي هنري دي رانكور قال أمس الاثنين إن “إعدامات تعسفية” شملت ربما مائة شخص ارتكبت في مدينة اغيلهوك شمال شرق مالي خلال هجوم المتمردين الطوارق.
وقال الوزير الفرنسي ردا على سؤال لإذاعة فرنسا الدولية “حدثت فعلا أعمال عنف مروعة وغير مقبولة في اغيلهوك وجرت إعدامات تعسفية لجنود أو لأفراد اسروا وقتلوا بدم بارد”.
وأكد الجيش المالي حدوث “إعدامات تعسفية” لجنود ومدنيين خلال هجوم المتمردين الطوارق، وقال الكولونيل ادريسا تراوري رئيس إدارة الإعلام والعلاقات العامة في الجيش المالي إنه جرت إعدامات تعسفية فعلا ، مؤكدا أن بعض الأشخاص ذبحوا وآخرين قتلوا برصاصة في الرأس”.