تجار غاو يؤكدون أن أسعارهم أفضل من نظيرتها في باماكو
غاو ــ عثمان أغ محمد عثمان
“نحن كتجار نواجه عقبات كثيرة في التبادل التجاري بين الجنوب والشمال”، هكذا يتحدث أحد التجار الماليين لصحراء ميديا وهو عند مدخل مدينة غاو قادما من باماكو، قبل أن يضيف أن “أكثر العقبات شدة نقطة الجيش المالي في منطقة سيفاري” التي تفصل ما بين الجنوب والشمال.
يتحدث هذا التاجر، المنحدر من قبائل البامبارا الجنوبية، عن الأوضاع التي يتحرك فيها التجار ما بين باماكو وغاو، مشيراً إلى أن الجيش المالي “يعرقل بشكل واضح حركة التجار عن طريق عمليات تفتيش معمقة وتدقيق في الهويات”، فيما قال إن النقاط التي تقيمها الحركات المسلحة بالشمال “تكتفي بالبحث عن الأسلحة، دون النظر إلى الهويات”، وفق تعبيره.
إجراءات تفرضها الأوضاع في المناطق الشمالية التي تشهد تدهورا أمنياً منذ منتصف يناير الماضي عندما اندلعت المواجهات المسلحة بين الجيش المالي والحركات المسلحة، مما أثر كثيرا على الحركة التجارية بين الشمال والجنوب فيما أدت إلى انتعاشها مع دول الجوار (موريتانيا، النيجر والجزائر).
وكان برنامج الغذاء العالمي (بام)، قد أطلق منذ أيام صرخة استغاثة لصالح المتضررين من “أزمة غذاء” في منطقة الساحل عموماً والشمال المالي خصوصاً الذي يعاني من النزاع المسلح وغياب الدولة المركزية ويشهد موجة نزوح واسعة في الأوساط السكانية بعد تدهور الأوضاع الأمنية.
ولكن على الرغم من كل ذلك فإن مدا ولد ديدي ولد خطاري، أحد التجار بمدينة غاو، يقول إن “الحركة التجارية لم تتأثر كثيرا بالأحداث الجارية”، مشيراً إلى أن “هنالك أعداد من السكان لم تغادر المدن الشمالية وتتزود بالسلع من النيجر والجزائر وبوركينا فاسو، وحتى من مالي رغم الصعوبات”، وفق تعبيره.
وأضاف ولد خطاري في حديث لصحراء ميديا أن “الأمور بدأت تتحسن نسبيا نتيجة عودة بعض السكان إلى منازلهم”، مشيراً إلى أن “الأسعار أصبحت معتدلة، وكافة السلع الأولية متوفرة وبأسعار مناسبة، فيما يتم جلب المحروقات من الجزائر مما أدى إلى هبوط أسعارها بشكل لافت”، على حد قوله.
ويؤكد التجار في المدن الكبيرة بالشمال المالي، كيدال وغاو وتمبكتو، أن أغلب بضائعهم بما في ذلك المحروقات تأتي من النيجر والجزائر وموريتانيا، مضيفين أن “موريتانيا فرضت مؤخراً إجراءات متشددة على حدودها ولا تسمح بخروج المحروقات أو المواد الغذائية”، مؤكدين أن ذلك “قد يؤثر على منطقة ليره ولرنب القريبتين من موريتانيا، ولكنه لن يكون مؤثرا على المدن الكبيرة بما فيها تمبكتو”.
البكاي ولد الدمين، صاحب محل تجاري بمدينة غاو، أكد في تصريح لصحراء ميديا أن “تجار باماكو أصبحوا يتزودون بالبضاعة من أسواق غاو”، مبررا ذلك بأن “الأسعار في غاو أفضل من نظيرتها في باماكو”، قبل أن يضيف “نحن في حالة حرب ولكن الله من علينا بأننا نصدر البضاعة إلى باماكو”، حسب قوله.
ويجري التجار في غاو مقارنة ما بين أسعار المواد الأساسية في مدينتهم ونظيرتها في العاصمة المالية باماكو، حيث يشيرون إلى أن “خنشة الدقيق في غاو تباع بسعر 10.000 فرنك بينما تباع في باماكو بسعر 22.500 فرنك، أما كيس الماكرونة فيباع في غاو بسعر 4.500 فرنك مقابل 9.500 فرنك في باماكو، خنشة الكسكس تباع في غاو بسعر 4.500 فرنك مقابل 9.000 فرنك في باماكو، علبة الحليب تباع في غاو بسعر 1.250 فرنك مقابل 2.000 فرنك في باماكو، وبرميل 5 لترات من الزيت تباع في أسواق غاو بسعر 3.500 فرنك وفي باماكو بسعر 7.000 فرنك”.
أما بالنسبة للمحروقات التي يقول التجار إنها “أصبحت تأتي من الجزائر”، فقد أكدوا أن “برميلها أصبح يباع في أسواق المدن الشمالية بسعر 70.000 فرنك، في الوقت الذي يصل سعره في أسواق باماكو إلى 110.000 فرنك”.
وعلى هذا الفارق الكبير في الأسعار بين الشمال والجنوب يعلق مقاتل من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، مرابط عند بوابة مدينة غاو، قائلاً “لا يأتينا من باماكو سوى المانغو الذي يحمل في شاحنات كبيرة وتفسده الحرارة قبل أن يصل إلينا”، مؤكداً أن “أزواد مكتف بذاته، ولو كان شعبنا يعتمد على باماكو في أكله لقتله الجوع”، حسب قوله.