ولد مدو: ذهبت إلى موريتانيا في مهمة “رصد اختطاف نصارى”.. فتمت العملية واعتقلت بعد يوم واحد من تنفيذها
شمال مالي ـ صحراء ميديا
قال عبد الرحمن ولد مدو؛ عنصر القاعدة المحرر في عملية تبادل تم بموجبها تحرير دركي موريتاني من قبضة التنظيم المسلح شمالي مالي، قال إن عملية اختطاف الدركي اعلي ولد المختار لم تكن تستهدف “تحريري شخصيا”.
وأضاف؛ في مقابلة مع صحراء ميديا، أن العملية “كانت الخطة (ب) لعملية نوعية لتلقين الحكومة الموريتانية درسا على تصريحاتها وتهديداتها ومواقفها المتشددة”، مشيرا إلى أن الخطة الأولى كانت “تحتاج لعناصر لم تتوفر فكانت عملية اختطاف الدركي”.
وأكد ولد مدو علمه المسبق بالمفاوضات من أجل تحريره من قبل من وصفهم بالإخوة، موضحا أنه كان على اتصال دائم معهم من داخل سجنه بنواكشوط، وخاصة مع القيادي يحي أبو همام، “وكنت أعرف كافة التفاصيل من خلال هاتف خاص بي مخفي في السجن ولا علم للأمن به”.
وعن كيفية اعتقاله من قبل الدرك الموريتاني، قال ولد مدو إنه وصل إلى موريتانيا في مهمة “رصد اختطاف نصارى، وتم الرصد وتمت العملية التي كانت اختطاف الرهينتين الإيطاليتين ونجحت المهمة”، مضيفا أن الدرك، وبعد تنفيذ عملية الاختطاف ببوم واحد، اشتبه فيه واعتقله، “فلم يكونوا يعرفونني ولكنهم حولوني لنواكشوط، وبعد تحقيقات كثيرة وتعذيب اعترفت بالمسؤولية عن الاختطاف”.
ونسب ولد مدو للقيادي يحي أبو همام قوله: “قررنا احتجاز الدركي الموريتاني لإحراج الحكومة واختبار مدى جدية التزامها بما دعت اليه في اجتماع 5+5 بلهجة عنترية بعدم التفاوض مع الارهاب”، وأضاف: “قررنا تسجيل شريط فيديو وتمريره عبر وسائل الاعلام، وأشرنا الى تسليم الرئيس الموريتاني للصحراوي من أجل الاسبان، والدركي الموريتاني هو الاولى بان يتفاوض عليه، وهذا ما ألقاه الدركي في التسجيل”.
وأكد ولد مدو أنه بعد الاجراءات الأمنية الخاصة بعملية تبادله مع الدركي، والتي تمت داخل الأراضي المالية بطلب من القاعدة، عمد عناصر التنظيم إلى ما وصفه باجراءات أمان خاصة تقتضي التخلص من السيارة التي عوضت بها موريتانيا سيارة ولد مدو، حيث تم حرقها، “في إشارة إلى أن عملية التبادل لن تكون بداية لبناء الثقة بين الطرفين”.
نص المقابلة:
ـ من هو عبد الرحمن ولد أمدو؟
ـ انا عبد الرحمن ولد أمدو من سكان مدينة غاو بشمال مالي، نشأت وترعرعت ودرست فيها.
ـ ما هو عملكم قبل الانضمام الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي؟
ـ كنت مهربا للدخان، وذلك بحكم انتمائي لعائلة اشتهرت بالتهريب، فدخلت المجال إلى أن أدركت أن الاتجار بالسيجارة حرام فتركتها واستبدلت بشاطي بآخر.
ـ كيف بدأت العمل مع القاعدة؟
ـ بعد ظهور المجاهدين بدأت التعامل معهم وليس العمل، فكنت أشتري لهم ما يحتاجونه من معدات وأدوات من المدن وأحضره لهم، واتلقى أموالا طائلة إلى أن اقتنعت بفكرهم وانضممت اليهم سنة 2008 وكانت البداية مع كتيبة الملثمين، وبعد ذلك انضممت لكتيبة الفرقان إلى أن أوكلت إلي مهمات خارجية وبالتحديد في موريتانيا.
ـ كيف تم القبض عليكم.. وكيف تمكن الأمن الموريتاني من إثبات تهمة “الإرهاب” عليكم؟
ـ ذهبت الى موريتانيا في مهمة رصد اختطاف نصارى، وتم الرصد وتمت العملية التي كانت اختطاف الرهينتين الإيطاليتين ونجحت، وبعدها بوم واحد فقط اعتقلت، فقد اشتبه في عناصر الدرك الموريتاني واعتقلوني فلم يكونوا يعرفونني ولكنهم حولوني لنواكشوط، وبعد تحقيقات كثيرة وتعذيب اعترفت بالاختطاف ولم يتم القبض على احد من الاخوة بسببي وحكم علي بالسجن لخمس سنوات قضيت منها سنتين في سجن مع الاخوة في نواكشوط، وكانت السنتين مضت وكأنها يومين بسبب معية الاخوة الى ان تم استبدالي بالدركي الموريتاني.
ـ كيف تلقيت خبر الإفراج عنك.. وهل كنت تعلم مسبقا بأنه سيتم استبدالك بالدركي؟
ـ كنت أعلم أن المفاوضات جارية من أجل تحريري من قبل الأخوة، فقد كنت على اتصال مع الاخوة وخاصة يحي ابن همام من داخل السجن، وكنت اعرف كافة التفاصيل.
ـ من يوفر لك تلك الاتصالات؟
ـ كان معي تلفون خاص في السجن مخفي ولا علم للأمن به، ومن خلاله أقوم بكافة اتصالاتي حيث جعلني يحي أبو همام على اطلاع دائم بتطورات المفاوضات.
ـ هل كان الهدف الأساسي من عملية اختطاف الدركي الموريتاني من مدينة عد البكرو هو تحريرك من السجن؟
ـ لم يكن الهدف الأساسي من عملية اختطاف الدركي الموريتاني تحريري شخصيا، فالعملية كانت الخطة (ب) لعملية نوعية لتلقين الحكومة الموريتانية درسا على تصريحاتها وتهديداتها ومواقفها المتشددة.
وكانت العملية تحتاج لعناصر لم تتوفر فكانت عملية الدركي.. واليك القصة كما رواها لي يحي ابو همام بعد أن وصلت إليهم:
(بعد اجتماع دول 5+5 كانت موريتانيا اكثر الدول تشددا في موضوع الفدية، وبعد ذلك بأيام جاءت مناسبة عيد الاستقلال في موريتانيا الذي شهد استعراضا عسكريا من اكبر الاستعراضات العسكرية منذ الاستقلال، واعلنوا ان هذا الاستعراض بمثابة رسالة تهديد موجهة للقاعدة، وتكلم احد الوزراء بعد ذلك وقال ان موريتانيا الان تستطيع حماية حدودها من كل خطر يأتيها من الخارج: يقصد القاعدة، بعدها فكر الاخوة في رد على هذه الرسالة واللهجة الشديدة في رفض الفدية، فتم التخطيط للقيام بعمل نوعي يكون بوسط موريتانيا، وانطلق الاخوة لتنفيذ هذا العمل، ووفق الله عز وجل ووصلوا الى المكان المقصود، ولكن الهدف حال بينهم وبينه حاجز ما منعهم من اتمام المهمة وطبيعة العمل يحتاج الى سرعة التنفيذ وسرعة الانسحاب، وهذا ما لم يتوفر.. وقام الاخوة بتنفيذ الخطة البديلة وهي استهداف مركز درك في عدل بكرو، وكانت المعلومات المتوفرة تشير الى تواجد حوالى 13 عنصر من الدرك الموريتاني، فاتجه الاخوة صوب المكان ولم يجدوا في المركز بعد اقتحامه إلا دركيا واحدا تم أسره .
بعد التحقيق والاستنطاق وجدنا معلومات مهمة مفادها ان كافة الدعايات الاعلامية بحماية الحدود لا اساس لها، وأكبر دليل على ذلك كان مركز الدرك نفسه حيث غنم الاخوة 12 بندقية كلاشنيكوف مع كل بندقية خزان واحد فقط وصندوقين من الذخيرة مع العلم ان عدل بكرو اقرب نقطة وبوابة مهمة الى وقادو ومن المسلمات العسكرية ان مناطق التماس او مناطق الخط الأول تكون هي الاكثر تجهيزا واستعدادا لكل طاريء وهذا يدل على ان الاسلحة كانت معدة لقمع الشعب واذلال المواطنين، وليس للدفاع وحماية الحدود؛ كما يدعي الجيش الموريتاني من خلال وسائل الاعلام.
وبعدها قررنا احتجاز هذا الدركي لإحراج الحكومة الموريتانية ومدى التزامها بما دعت اليه في اجتماع 5+5 بلهجة عنترية بعدم التفاوض مع الارهاب، وقررنا تسجيل شريط فيديو وتمريره عبر وسائل الاعلام، ونحن اشرنا الى تسليم الرئيس الموريتاني للصحراوي من أجل الاسبان، والدركي الموريتاني هو الاولى بان يتفاوض عليه، وهذا ما ألقاه هو في التسجيل.
من ناحية الاحراج هناك مسألتين كلاهما نحن الرابحون فيها، الأولى اذا استجاب للتفاوض وتم اطلاق سراح بعض الاخوة او حتى اخ واحد فقد عملنا بحديث النبي صلى الله عليه مسلم ( فكوا العاني)، ومرغنا انف الرئيس الموريتاني في التراب لأنه استجاب وتناقض مع ما يدعو اليه.
الاحراج الثاني وهو احراجه مع الشعب الموريتاني لأننا حددنا مهلة في حالة عدم استجابته لمطالب التنظيم سوف يتم اعدامه مع العلم انه تم استفزازنا عدة مرات لنسرع في اعدامه ليسترحوا منه، وكنا ندرك انه يحاول استدراجنا للتخلص منه بعدم الوفاء بالوعود والكذب عدة مرات وحرمناه من متعة التخلص منه عنى احراجه امام شعبه هو استجابته لقبوله تحرير عمر الصحراوي إرضاء لأسياده الاسبان وبالمقابل فاذا امتنع عن تحرير مواطنه واحد المرابطين على (الثغور) كما يدعي فان الامر سيكون بغاية الاحراج وسيثبت للتعساء من جنوده الا قيمة لهم وان همه الاول هو إرضاء أسياده الصليبين.
ووفقنا الله لإحراجه أولا بتمريغ انفه في التراب، واستجاب صاغرا للمفاوضات واطلق سراح الاخ عبد الرحمن ولد مدو معززا مكرما، وزيادة على ذلك ارجعوا له سيارته التي كانت محتجزة لديهم).
ـ كيف تمت عملية التبادل؟
ـ أكد لي يحي أبو همام أن الحكومة الموريتانية أنكرت وجود مفاوضات لتحرير الدركي، وقالت إن كل ما في الأمر هو أنهم التقوا بنا في الحدود وسلمناهم الدركي.
وقال أبو همام “الحقيقة عكس ذلك وهي انهم اتصلوا بالأخوة عبر وسائلهم الخاصة، وقدموا لهم شخصا على انه المكلف بالمفاوضات من طرف مستشار الرئيس، فكانت المكالمات؛ في بعض الاحيان، شبه يومية حتى وصلوا الى النتيجة الاخيرة التي اتفقوا عليها”.
النتيجة هي استبدالي بالدركي الموجود عندهم، وحدد الاخوة المكان والزمان وكان التحديد من طرف الاخوة ووطلب الموريتانيون من الاخوة ان يكون التبادل في الحدود ورفضوا واختاروا لهم نقطة اخرى داخل التراب المالي بحوالي مائة وخمسين كيلومترا وهذه ايضا أراد الاخوة احراجهم بها، وبالفعل رضخوا لمطالب الاخوة واشترط عليهم الاخوة الا يكون عددهم اكثر من سيارتين، ونفذ الطرف الموريتاني كل ما اشترط عيه.
وجئنا بسيارتين وسيارة أخرى لتعويض سيارتي المحتجزة عندهم، وعندما وصلنا الى الاخوة كان الارتباك سيد الموقف وكان الخوف باديا على عناصر الوحدة، وطلب منهم الاخوة ان يسلموهم سلاحهم لنزع الذخيرة الموجودة في الرشاش، وقاموا بذلك بالفعل، وقام بعض الاخوة بدعوتهم وتذكيرهم بأمر الله وبخطورة ما هم عليه من ردة ومحاربة الله ورسوله وفرشنا لهم ودعوناهم للمكوث معنا واعتذروا لنا بعدم امتلاكهم الوقت الكافي، فقام يحي ابو همام بطمأنة قائد الوحدة، قائلا: ليست هذه المرة الأولى التي نقوم فيها بتبادل الاسرى والعدو والصديق يعلم باننا لا نخون العهود.
فرد قائلا بان عذره ان هذه هي المرة الاولى التي يرانا فيها ويجلس مع عناصر تنظيم القاعدة وبعد الاجراءات الامنية الخاصة بسيارة التبادل، وهي اجراءات امان خاصة بنا بمنتهى البساطة، وهي (كمية من البنزين + عود كبريت مشتعل) وتم التخلص من السيارة مما زاد القائد ارتعاشا، والذي حاول التملص منا قبل الاجراءات الامنية ولكن يحي طلب منه الانتظار الى ان تنتهي الاجراءات التي زادته توترا بعد ان اكتشف ان كل الاجراءات مختصرة في احراق السيارة، وذلك لعدم ثقتنا بهم وذلك كرسالة يحملها معه بان اجراء التبادل لا يعني فتح صفحة ثقة بيننا وبينهم ورافقت اخواني وذهبنا به بحمد الله.