مصدر تربوي: ولد بزيد علق راتبه شهر فبراير الماضي ولم يحضر السنة الحالية لمقر عمله
صحراء ميديا ـ الرجل بن عمر
منذ إقدام المعلم الشاب عبد الرحمن ولد بزيد على “إحراق نفسه” والجدل يشتد، ما بين مكذب للرواية ومطالبا بتحقيق في وفاة الشاب، ومن يعالج القضية من زاوية تتعلق بنفسية الشاب والظروف التي دفعته إلى الإقدام على ذلك.
وبين هذا وذاك تتضارب مواقف أقرانه في المهنة؛ خاصة بعد وفاته مساء السبت بالمستشفى الوطني؛ حيث ينقسم الشارع التربوي إلى متضامن مع “الفقيد وذويه سائلين له الرحمة والغفران”؛ كما هو شأن المعلمة توتو بنت محمد، التي تعتبر أن “الضغط يولد الانفجار، وهو ما لجأ إليه ولد بزيد“، حسب تعبيرها.
مؤكدة أنه “لم يقم بتصرفه هذا إلا بعد أن عجز عن إيجاد منفذ آخر يلجأ إليه”، معتبرة أن ما قام به هو “حيلة للفت انتباه السلطات المعنية، كانت نتيجته قاسية”؛ فيما طالبت بتقديم المساعدة لذويه.
نفس الموقف أكد عليه المعلم سيدي محمد ولد الجيلاني، حيث قال إن “الإحباط وتعنت الإدارة وغياب الحوار مع العمال من ذوي المعانات، هو السبب وراء مثل هذه الأحداث الأليمة”، معتبراً أن “ولد بزيد هو حالة واحدة من عشرات المعلمين الذين لم تر قصصهم النور بعد”، حسب تعبيره.
إلا أن هنالك وجهة نظر أخرى لدى بعض رفاق الدرب من المعلمين، حيث يشجب أصحابها “اللجوء إلى الانتحار كوسيلة لحل تناقضات الحياة”، ومن أولئك المعلم عبد الفتاح ولد عبد الله، الذي يقول إن “الإنسان لا يملك نفسه ليحرقها، وفي حال الشعور بالظلم عليه أن يتحلى بالصبر؛ لأن غير ذلك ليس مبررا شرعا ولا علقا”، حسب وصفه.
فيما يعرب المعلم لمرابط سيدي محمود ولد يوكات، عن “أسفه للحادث الأليم”، رافضاً بشكل قاطع أن يكون “اللجوء للانتحار هو الوسيلة المثلى للحل”؛ واعتبر ولد بوكات أن هنالك “عدداً من البدائل التي باتت متاحة في عصر اليوم كالنقابات ووسائل الإعلام وتضامن الزملاء وغيرها من الأمور المساعدة”؛ على حد تعبيره.
أما على مستوى الإدارة الجهوية للتعليم في ولاية الحوض الشرقي، فقد نفى مصدر رسمي أن تكون للإدارة أي علاقة مفترضة بالحادث، مؤكداً “قانونية العقوبات المتخذة في حق الشاب ولد بزيد”.
وحسب ما أكده المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فإن المعلم عبد الرحمن ولد بزيد قد علق راتبه شهر فبراير سنة 2010 ضمن لائحة من معلمي الولاية زادت ـ حينها ـ على 50 معلما.
كما أضاف المصدر في حديثه لصحراء ميديا، بأن المعني لم يحضر إلى مقر عمله خلال السنة الدراسية الحالية، نافيا أن تكون إدارته قد توصلت بأي ملتمس طلب للإذن من المعني؛ كما لم يقدم أي تفسير لفترة تغيبه، حسب تعبير المصدر.
وفي سياق متصل نفى مدير مدرسة “أنبيكت لحواش”؛ زيدان ولد إطول عمر أن يكون المعلم عبد الرحمن ولد بزيد قد علق راتبه شهر فبراير من السنة الماضية كما صرح متحدث باسم الإدارة الجهوية للتعليم.
وقال زيدان في اتصال هاتفي مع صحراء ميديا، إن المعني علق راتبه شهر نوفمبر من سنة 2011؛ مؤكدا أنه التقى به شهر أكتوبر الماضي، حيث كان يهم باصطحابه إلى مقر عمله الجديد في قرية “أزريبة”، 250 كلم شرقي مقاطعة النعمة، بعد أن قام بعملية تبادل مع معلم آخر في قرية “البطلان”، 90 كلم شرقي النعمة.
مؤكداً في نفس السياق أنه علم بغياب ولد بزيد عن عمله منذ زيارته الأخيرة لمدرسة “أزريبة” صحبة فريق الكفالات المدرسية ديسمبر الماضي؛ مشيراً إلى أن السكان المحليين أخبروه عن اختفائه من القرية لفترة.