محمد، صياد تقليدي يعمل في خليج الراحة بنواذيبو، ظل شهراً كاملاً يبحث عن سمك الأخطبوط ولكن في كل مرة تعود إليه شباكه خالية؛ حالة من اليأس تلمس بوضوح في كلامه: “أنا بحار مائة في المائة، ومنذ أكثر من شهر لم أنزل إلى البحر لأن سمك الأخطبوط أصبح شبه منقرض”.
يواصل محمد حديثه لصحراء ميديا بالقول: “يجب دعم الصيد التقليدي، لأنه في كل زورق تقليدي يعيش ستة رجال وبالتالي ستة أسر، وعندما يتوفر السمك نحن نوزعه على الأسر والعائلات ويكثر الخير في نواذيبو؛ كل ذلك تغير فالسمك لم يعد موجوداً.. لقد انقرض”.
حكاية الصياد التقليدي محمد، مع ندرة الأخطبوط في مدينة نواذيبو هي الحكاية المتداولة هذه الأيام في مجالس شاطئ الصياديين بميناء خليج الراحة، يقول أحد الصياديين: “سمك الأخطبوط في طريقه إلى الانقراض، ويجب أن يتم تمديد الراحة البيولوجية لتصل إلى ثلاثة أشهر، يجب أن توضع سياسة خاصة بالصيد التقليدي وصيد الأخطبوط”.
الحديث عن الصيد التقليدي يحرك المشاعر في نواذيبو، هكذا يتحدث أحد الصيادين التقليديين، قبل أن يضيف: “عندما يتوقف الصيد التقليدي تتعب مدينة نواذيبو، ولا تنفعها شركة (سنيم) ولا الصيد الصناعي؛ لذا فإنه على الدولة أن تضع سياسة تمكن سمك الأخطبوط من التكاثر”.
من جهته يحاول صياد تقليدي تجاوز الستين من العمر، أن يقدم توصيات يرى أنها ضرورية للنهوض بقطاع الصيد التقليدي، ويوجه رسائل تحذير خاصة إلى أعلى سلطة في البلد، ويقول في حديث لمراسل صحراء ميديا: “اسمع ما سأقوله لك وأوصله إلى أعلى سلطة في البلد، إذا لم يتوقف البحر ثلاثة وأربعة أشهر متتالية لن تبقى فيه سمكه واحدة”، ويضيف: “أترى ذلك البحر إذا لم يحافظ عليه بمعنى الكلمة، سيقتلنا الجوع”.
زاول الإنسان الموريتاني مهنة الصيد منذ أن جاور الشاطئ، فارتبط الواقع الاقتصادي والمعيشي لسكان المدن الشاطئية بانتعاش قطاع الصيد التقليدي، قطاع يرى أهله أنه ما يزال بعيداً عن اهتمام السلطات المحلية.
وأمام ندرة أسماك الأخطبوط يرى المهتمون بالمجال أنها تعود لعدة أسباب، في مقدمتها عبث الأيادي الأجنبية بالبيئة البحرية، ويؤكدون أن نداء العناية بالمجال من طرف الحكومة الموريتانية أصبح يشكل نداء استغاثة من أجل ديمومة البحر وخيراته.