يصر عدد كبير من سكان دونزا التي سيطرت عليها مؤخرا حركة التوحيد والجهاد، على أن لا مشكلة بينهم وبين الجماعة الإسلامية، بل يذهبون أبعد من ذلك بالقول إن الوضع أفضل الآن منه قبل. ويصب عدد من السكان جام غضبهم على الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي مرت من هنا، وخرجت بعد تغير ميزان القوى بين الحركات المتفقة على مواجهة القوات المالية والمتخلفة في الطموحات والاستراتيجيات. أحد السكان المحليين يرجع سبب الانسجام مع التوحيد والجهاد إلى أن وجود الجماعة في المدينة هو لدواع أمنية محضة، فلا يوجد مجلس للحسبة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولا مركز للشرطة الإسلامية كما هو الحال في غاوا وتينبكتو وكيدال. دوانزا آخر المعاقل التي استقر بها المقاتلون الإسلاميون القادمون من الشمال، في رحلة حربهم مع حكومة باماكو، والتي أعلنوها جهادا لا يعرف الحدود ولا يفق عند المطالبة باستقلال أزواد. تبدو المدينة اليوم أكثر هدوءً بعد اضطرابات متتالية، سكانها خليط يغلب عليه السكان المحليون، وأصر القادة الشباب الذي ينضوون تحت لواء حركة التوحيد والجهاد أن يضفوا طابعا خاصا على وجودهم، ليجعلوا منه أمرا مختلف، ويلقى رضا السكان، وتعاونهم. يقول سيدي ديكو وهو زعيم محلي يرأس “مجلس الأزمة” في دونزا، إنهم متفاهمون جدا مع جماعة التوحيد والجهاد، لكنه يردف قائلا :”لم نتلق أي مساعدة من أي منظمة، كان هناك تقييم للوضع من قبل بعثة الصليب الأحمر الدولي ولم نر شيئا إلى الآن”. الوضع الاقتصادي في دونزا صعب، فمواردها محدودة، وهي في مرحلة انتقالية، لم تعد تتبع لسلطة باماكو، ولم ترتبط بعد بمدن أزواد الأكثر حركية اقتصادية، لكن الحكام الجدد يعدون بتطبيق الشريعة ونشر العدل وتحقيق الإنصاف، ورفع الظلم. في الأول من سبتمبر الجاري توزعت قوة مجهزة بعدد ملحوظ من السيارات الحاملة لأسلحة ثقيلة على منافذ المدينة الأربعة: المنفذ المؤدي إلى موبتي حيث يوجد الجيش المالي على بعد 170 كلم، والمنفذ المؤدي لبوركينا فاسو، والمنفذ المؤدي لتينبكتو والمنفذ المؤدي لغاو. تعد المنطقة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة وأساسية، لذلك فقد حرصت الجماعات المسلحة على تأمين المنافذ بقوة كبيرة، وجهزت قوات لدعمها في مناطق مجاورة لمساندتها في حالة أي هجوم؛ حسب أمير المنطقة أبو نعيم الصحراوي. يضيف أبو نعيم الذي يتبع له عشرات المسلحين الشباب إن دونزا أصبحت ثغرا من ثغور المسلمين ومن واجب جماعته أن تسيطر عليها، وكذلك تطبيق شرع الله فيها بعد غابت الشريعة عن هذه الأرض وغاب من يأمر بها، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، مضيفا :”..وقد وفقنا إلى التعاون مع أمراء البلد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
تبدو الحياة طبيعية في دونزا المنطقة الوحيدة التي توالت عليها جماعات مسلحة متباينة الأهداف ومختلفة في التعامل، فبعد خروج الجيش المالي مباشرة استقرت فرقة قوية من الحركة الوطنية لتحرير ازواد، وأعلنتها حدود دولة ازواد مع جمهورية مالي. قبل تبدأ المدينة مرحلة جديدة.
يعد تغيير المنكر من أولويات جماعتي التوحيد والجهاد و أنصار الدين؛ وفي هذا الإطار اجتمع قادة الجماعة مع مجلس المدينة الذي أسس من أجل إيجاد حلول للأزمة الحالية واتفقت العناصر الأمنية في دونزا من خلال أميرهم أبو نعيم مع المجلس الذي يقوده رئيس الحي سيدي ديكو.
يقول القادة الجدد إن المجلس يتابع تطبيق الشريعة في المدينة، وأي (منكر) يراه عناصر التوحيد والجهاد يقومون بالاتصال بالمجلس ليتولى على الفور تغييره، حسب ما يؤكده الأمير أبو نعيم الصحراوي.
من جهته يؤكد ديكو رئيس المجلس عن موافقته، أن مشكلة مهما كانت يتوسط فيها المجلس يأخذ أمير المنطقة بتلك الوساطة، الأمر الذي أكده أبو نعيم مستثنياً ما يتعلق بحدود الله “فلا شفاعة فيها لأحد” حسب تعبيره.
أبو نعيم الصحراوي أمير منطقة دونزا، قال لصحراء ميديا إن الهدف هو السيطرة على أي منطقة من أجل إقامة شرع الله على الأرض، ويردف قائلا بحماس : “مهمتنا الأولى تتمثل في حماية المواطنين من المجرمين والسارقين ومن قطاع الطرق، وكل من يخالف شرع الله أو كل من تسول له نفسه أن يقوم بأي عمل نهى الله عنه فسوف نقف له بالمرصاد ونحفظ هذا البلد منه”.
من جهته قال أبو أنس وهو قائد مجموعة شاب إنهم جاءوا من أجل حفظ الأمن في منطقة يكثر فيها اللصوص، وهو ما يؤكده زميله “المقرن أبو زينب” وهو قائد مجموعة كذلك، موجها الدعوة إلى “كل الإخوان” من كل مكان إلى النفير نحو ساحات الجهاد، وقال :”نحن في جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقا خرجنا لكي نعيد مجد هذه الأمة العظيم، ولسنا من قبيلة واحدة فبعضنا بمبارا وبعضنا فلان وفينا إخوان من مصر و السعودية ومن كل أنحاء العالم”.
ويبدي عدد من سكان دونزا مشاعر كره اتجاه الحركة الوطنية لتحرير ازواد، ويتهمون عناصرها بإساءة معاملتهم، وانههم أتوا للهدم لا للإعمار، ويعلق أحد المقيمين هناك من غير سكان دونزا الأصليين على ذلك؛ قائلا إن السبب هو أن الحركة الوطنية تدعو إلى الانفصال عن مالي وهؤلاء لا يريدون الانفصال عن مالي.
يعد تغيير المنكر من أولويات جماعتي التوحيد والجهاد و أنصار الدين؛ وفي هذا الإطار اجتمع قادة الجماعة مع مجلس المدينة الذي أسس من أجل إيجاد حلول للأزمة الحالية واتفقت العناصر الأمنية في دونزا من خلال أميرهم أبو نعيم مع المجلس الذي يقوده رئيس الحي سيدي ديكو.
يقول القادة الجدد إن المجلس يتابع تطبيق الشريعة في المدينة، وأي (منكر) يراه عناصر التوحيد والجهاد يقومون بالاتصال بالمجلس ليتولى على الفور تغييره، حسب ما يؤكده الأمير أبو نعيم الصحراوي.
من جهته يؤكد ديكو رئيس المجلس عن موافقته، أن مشكلة مهما كانت يتوسط فيها المجلس يأخذ أمير المنطقة بتلك الوساطة، الأمر الذي أكده أبو نعيم مستثنياً ما يتعلق بحدود الله “فلا شفاعة فيها لأحد” حسب تعبيره.
أبو نعيم الصحراوي أمير منطقة دونزا، قال لصحراء ميديا إن الهدف هو السيطرة على أي منطقة من أجل إقامة شرع الله على الأرض، ويردف قائلا بحماس : “مهمتنا الأولى تتمثل في حماية المواطنين من المجرمين والسارقين ومن قطاع الطرق، وكل من يخالف شرع الله أو كل من تسول له نفسه أن يقوم بأي عمل نهى الله عنه فسوف نقف له بالمرصاد ونحفظ هذا البلد منه”.
من جهته قال أبو أنس وهو قائد مجموعة شاب إنهم جاءوا من أجل حفظ الأمن في منطقة يكثر فيها اللصوص، وهو ما يؤكده زميله “المقرن أبو زينب” وهو قائد مجموعة كذلك، موجها الدعوة إلى “كل الإخوان” من كل مكان إلى النفير نحو ساحات الجهاد، وقال :”نحن في جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقا خرجنا لكي نعيد مجد هذه الأمة العظيم، ولسنا من قبيلة واحدة فبعضنا بمبارا وبعضنا فلان وفينا إخوان من مصر و السعودية ومن كل أنحاء العالم”.
ويبدي عدد من سكان دونزا مشاعر كره اتجاه الحركة الوطنية لتحرير ازواد، ويتهمون عناصرها بإساءة معاملتهم، وانههم أتوا للهدم لا للإعمار، ويعلق أحد المقيمين هناك من غير سكان دونزا الأصليين على ذلك؛ قائلا إن السبب هو أن الحركة الوطنية تدعو إلى الانفصال عن مالي وهؤلاء لا يريدون الانفصال عن مالي.
بعد انسحاب الحركة الوطنية لتحرير أزواد من إثر معاركها مع الجماعات الإسلامية ظلت المدينة فترة دون أي سلطة، فأسس بعض سكانها مجلسا يضم الوجهاء، أطلق عليه “مجلس الأزمة” وبعد فترة قام عناصر غانديزو (حركة أسسها الجيش المالي من سكان الشمال الزنوج لمحاربة سكان الشمال البيض) بدخول المنطقة لحفظ أمنها بالتنسيق مع جماعة التوحيد والجهاد الذين انضم إليهم عدد كبير من عناصر الغانديزو.
بقي الأمر كذلك إلى أن وصلت معلومات إلى الجماعات الإسلامية بان جماعة الغانديزو تنسق مع الجيش المالي الذي لا يبعد عنها سوى 170 كلم في مدين سيفاري على أن يدخل المدينة ويسطر عليها في غفلة من جماعة التوحيد والجهاد.
وصلت المعلومات بسرعة من مسؤول رفيع جدا في حركة الغانديزو فضل على البقاء على ولائه لجماعة التوحيد والجهاد لتنطلق وحدة من أنصار الدين تسمى بوحدة التدخل السريع يقودها القائد العسكري عمار ولد حماها وحصل على تعزيزات عسكرية من قبل جماعة التوحيد والجهاد مكونة من تسع سيارات حسب مصدر مقرب من الجماعة.
شن الكوماندوز القادم من الشمال هجوما مباغتا بعد صلاة الفجر، على معسكر الغانديزو في دونزا وأمهلوهم 20 دقيقة لتسليم سلاحهم أو يفتح عليهم، فسلم عناصر الغنديزو سلاحهم دون قتال، وبعد أن جردوا من السلاح أمروا بان يعودوا إلى مناطقهم وان يكونوا مجرد سكان مدنيين.
بعد أن أمنت المدينة وتعززت قوة التوحيد والجهاد، فيها انطلق ولد حماها بفرقته التي على الأغلب “لا تبيت حيث أمضت النهار ولا تمضي النهار حيث باتت”، على حد قول عنصر منها.
سيدي ديكو رئيس لجنة الأزمة والزعيم التقليدي في المدينة قال لصحراء ميديا :”لقد بدأنا هذه الأحداث مع وصول الحركة الوطنية لتحرير ازواد تلتهم بعد ذلك حركة غنديزو واليوم نحن نتعامل مع وصول جماعة التوحيد والجهاد الذين وصلوا من الأول من سبتمبر الجاري”.
مضيفا ان الحركة الوطنية لتحرير ازواد كانت هنا من أجل التكسير والنهب، وبعد أن طردتهم جماعة التوحيد والجهاد جاءت حركة الغنديزو من أجل حفظ امن المدينة والذين انتزعت منهم التوحيد والجهاد السلاح.
ويؤكد حاميدو عمر بيلكو وهو أحد سكان دونزا، إن عناصر الحركة الوطنية لتحرير ازواد لصوص “فقد سرقوا مني شخصيا دراجتين ناريتين”. ويشدد عبدالله دراغو مدرس إعلاميات بالقول :” نحن المسلمون إخوة، وانأ لا أرى أي حرج في تطبيق ما يفرضه علي ديني، مردفا القول :”لمشكلة التي أعاني منها شخصيا انعدام الكهرباء الذي أدى إلى توقف كافة نشاطاتي وإذا وجدت الكهرباء كل شيء سيكون حسنا”.
وتمر الأيام سريعة في دونزا، لكن أسبوعين من تجربة التوحيد والجهاد، قد لاتكون كافية لمعرفة طبيعة علاقة الحركة مع السكان المحليين، وهل يستمر شهر شهر العسل بينهما حتى نهاية سبتمبر أم أنه يستمد لفترة أطول، في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية وغياب مظاهر وجود الدولة المالية.
بقي الأمر كذلك إلى أن وصلت معلومات إلى الجماعات الإسلامية بان جماعة الغانديزو تنسق مع الجيش المالي الذي لا يبعد عنها سوى 170 كلم في مدين سيفاري على أن يدخل المدينة ويسطر عليها في غفلة من جماعة التوحيد والجهاد.
وصلت المعلومات بسرعة من مسؤول رفيع جدا في حركة الغانديزو فضل على البقاء على ولائه لجماعة التوحيد والجهاد لتنطلق وحدة من أنصار الدين تسمى بوحدة التدخل السريع يقودها القائد العسكري عمار ولد حماها وحصل على تعزيزات عسكرية من قبل جماعة التوحيد والجهاد مكونة من تسع سيارات حسب مصدر مقرب من الجماعة.
شن الكوماندوز القادم من الشمال هجوما مباغتا بعد صلاة الفجر، على معسكر الغانديزو في دونزا وأمهلوهم 20 دقيقة لتسليم سلاحهم أو يفتح عليهم، فسلم عناصر الغنديزو سلاحهم دون قتال، وبعد أن جردوا من السلاح أمروا بان يعودوا إلى مناطقهم وان يكونوا مجرد سكان مدنيين.
بعد أن أمنت المدينة وتعززت قوة التوحيد والجهاد، فيها انطلق ولد حماها بفرقته التي على الأغلب “لا تبيت حيث أمضت النهار ولا تمضي النهار حيث باتت”، على حد قول عنصر منها.
سيدي ديكو رئيس لجنة الأزمة والزعيم التقليدي في المدينة قال لصحراء ميديا :”لقد بدأنا هذه الأحداث مع وصول الحركة الوطنية لتحرير ازواد تلتهم بعد ذلك حركة غنديزو واليوم نحن نتعامل مع وصول جماعة التوحيد والجهاد الذين وصلوا من الأول من سبتمبر الجاري”.
مضيفا ان الحركة الوطنية لتحرير ازواد كانت هنا من أجل التكسير والنهب، وبعد أن طردتهم جماعة التوحيد والجهاد جاءت حركة الغنديزو من أجل حفظ امن المدينة والذين انتزعت منهم التوحيد والجهاد السلاح.
ويؤكد حاميدو عمر بيلكو وهو أحد سكان دونزا، إن عناصر الحركة الوطنية لتحرير ازواد لصوص “فقد سرقوا مني شخصيا دراجتين ناريتين”. ويشدد عبدالله دراغو مدرس إعلاميات بالقول :” نحن المسلمون إخوة، وانأ لا أرى أي حرج في تطبيق ما يفرضه علي ديني، مردفا القول :”لمشكلة التي أعاني منها شخصيا انعدام الكهرباء الذي أدى إلى توقف كافة نشاطاتي وإذا وجدت الكهرباء كل شيء سيكون حسنا”.
وتمر الأيام سريعة في دونزا، لكن أسبوعين من تجربة التوحيد والجهاد، قد لاتكون كافية لمعرفة طبيعة علاقة الحركة مع السكان المحليين، وهل يستمر شهر شهر العسل بينهما حتى نهاية سبتمبر أم أنه يستمد لفترة أطول، في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية وغياب مظاهر وجود الدولة المالية.