أول جمعة لحراك المعارضة شهدت اول اصابة في صفوف قيادة المنسقية
نواكشوط ـ سعيد ولد حبيب
فرقت قوات مكافحة الشغب الموريتانية بالقوة اول مسيرة لمنسقية احزاب المعارضة انطقت بعد صلاة الجمعة من الجامع السعودي بنوكشوط.
وخرج المئات من المصلين بعد صلاة الجمعة تلبية لدعوة منسقية شباب المعارضة لتنظيم مسيرة متجهة نحو وزارة الداخية، للاحتجاج ضد ما أسموه قمع مظاهر الاحتجاج السلمي التى تنظمها المعارضة منذ بعض الوقت، ومن بين المصلين والمتظاهرين نساء ضربن بخمورهن على جيوبهن وخرجن الى جانب مشهد ذكوري في مسيرة لم تكمل وجهتها.
نقطة ساخنة
بينما كان بائع مستلزمات الهاتف النقال محمود يحاول اعادة ترتيب مبيعاته فوق طاولته على ناصية الشارع الفاصل بين المسجد وسوق بيع الهواتف عقب صلام الجمعة كان المئات يتجمهورون من حوله للخروج في تظاهرة احتجاج ووسط جلبة الخارجين من بوابات المسجد الجامع اضطر محمود للملمة متاعه والانخراط في صفوف المتظاهرين.
مرت المسيرة بضع عشرات من الامتار فيما كان موقف رجال الامن المتواجدين في اكثر من نقطة قد اكمل استعدادته لمواجهة جموع المتظاهرين قبل ان يصلوا لمبنى وزارة الداخلية، وتقدمت فرقة من رجال الشرطة مكونة من 11 شرطيا من جهة الشرق معترضة المسيرة موزعة عناصرها على طريقة 3ـ 4 ـ 2 ـ 2 بينما كان منظمو المسيرة يتجهون للالتحام بعناصر الشرطة قبل ان تطلق قنابل لكريموجن.
وتلقت المسيرة اول عملية اطلاق مسيلات الدموع قرب وزارة شؤون المراة قبل ان تتقدم مجموعات من رجال الشرطة من مختف المحاور حيث كانت مختبئة في الازقة والممرات الضيقة، ووجد المتظاهرون نفسهم في كماشة الامن الذي أمطرهم بوابل من مسلات الدموع.
وأسفرت العملية عن حدوث اصابات في صفوف المحتجين الذين تفرقوا وسط ساحة امتلأت بدخان مسيلات الدموع التى سقط بعضها داخل البيوت المجاروة للمسجد، واصيب القيادي في منيسقية المعارضة ونائب رئيس حزب تواصل محمد غلام ولد الحاج الشيخ باختناق نتيجة تعرضه لكمية كبيرة من مسيلات الدموع مسجلا اول اصابة في قيادة المعارضة منذ ان رفعت شعار فرض الرحيل، بينما شوهد العشرات وهم يعانون جراء استنشاق كميات من الغازات المسيلة للدموع.
واحكمت الشرطة اغلاق كافة المداخل المؤيدية لوسط العاصمة نوكشوط، بمحاذات البنك المركزي ووزارة الدخلية وسوق الهواتف النقالة المعروف بـ “نقطة ساخنة”، وحاول متظاهرون تنظيم مسيرة من جهة الشرق حيث خرج العشرات من مسحد بن عباس في اتجاه وزارة الداخلية الموريتانية، وفرضت قوات الامن االموريتانية منذ الصباح طوقا امنيا حول وزارة الداخلية التى لا تبعد عن القصر الرئاسي في نواكشوط سوى بضعة امتار.
واعتبر نائب رئيس حزب تواصل محمد غلام قبل تعرضه للاصابة ان التظاهرات المطالبة برحيل الرئيس ولد عبد العزيز ستتواصل في كل الاوقات والايام، وطالب بعض النشطاء الشباب في المنسقية باقتراح اسم لتظاهرات اليوم الجمعة، على قرار جمعات الربيع العربي.
واقترح أحدهم “جمعة النصر قريب”، وقال آخر “جمعة الاحرار”، هذا في وقت رفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات تطالب برحيل العسكر وتدعو الى تنظيم مرحلة انتقالية جديدة في موريتانيا.
وتعد تظاهرة اليوم او مسيرة من نوعها تنطلق بعد صلاة لجمعة، حيث بدات من احد اكبر مساجد العاصمة الذي يؤم فيه مفتي موريتانيا الصلاة .
ويستمر التوتر الامني قرب المسجد السعودي في ظل محاولات فلول المتظاهرين اعادة تشكيل صفوفهم للانطلاق في مسيرات جديدة. بينما يحاول رواد سوق بيع الهواتف النقالة استعادة شيئ من سخونة سوقهم التى استحوذت عليها لساعات سخونة المواجهات بين المعارضة وقوات الامن.