رسائل مشفرة للخارج والجيش وفيلم يوثق لمظاهر الجوع والبطالة والمواجهات مع الأمن
على إيقاع موسيقي شرقية حزينة مر شريط فيلم وثائقي مدته أكثر من 15 دقيقة تم عرضه في ختام مهرجان جماهيري لأحزاب منسقيه المعارضة فيما تميزت مجريات التجمع الجماهيري بساحة ابن عباس بتجديد مطلب رحيل النظام الذي دعت إليه المعارضة منذ أول مهرجان لها بنفس الساحة مارس الماضي.
ومنذ ساعات المساء الأولى تدفق أنصار المعارضة الموريتانية باتجاه المساحة الفاصلة بين دار الشباب القديمة وملعب العاصمة حيث انطلقوا في مسيرة راجلة التحق بها قادة منسقية المعارضة عند ملتقى طرق قرب مبنى إذاعة موريتانيا قبل أن تبدأ فعاليات المهرجان الذي أطلقت عليه المعارضة “مهرجان الحشد الكبير”.
وفوق منصة شكلت زاوية قائمة في نهاية المساحة الواقعة شرق مسجد بن عباس كان رئيس حزب محسوب على الموالاة في انتظار قادة المنسقية، جلس اعلي بوها ولد عويننه رئيس حزب العمل والوحدة لدقائق قبل وصول المسيرة، ليهمس لنا قيادي في المعارضة مشيرا إلى رقم جديد ينضاف إلى المنسقية المشكلة من 11 حزبا سياسيا.
الانقلاب .. الصيفي
غطت ألوان وشعارات الأحزاب المنظمة للمسيرة المكان قبل أن يجري استعراض قادة المعارضة واحدا واحدا على وقع تصفيق مؤيديهم.. فيما احتضنت الأجزاء الغربية والشمالية من الساحة التى انتشرت فيها مكبرات الصوت، تجمعات بشرية يتجول بين صفوفها باعة الملفوفات الغذائية الجاهزة والمرطبات وباعة رصيد الهواتف النقالة.. قبل ان يؤم زعيم المعارضة صلاة المغرب التى تطلبت منه سجدتين بعد السلام (سجود قبلي) لسهوه عن الاتيان بإحدى سنن الصلاة..!
وبعيدا عن أحكام الصلاة كان ولد داده قد تحدث عن أحكام السياسية، حيث جدد في خطابه مبررات مضيهم في الدعوة إلى رحيل نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز متحدثا عن معاناة السكان واستمرار الحراك الشعبي المطالب برحيله وهو ما تؤكده هذه الجماهير التى احتشدت اليوم؛ يضف زعيم حزب تكتل القوى الديمقراطية.
ولد داداه استغرب مواصلة التعاون بين أطراف خارجية لم يسمها مع نظام يرفضه الشعب على حد قوله، داعيا تلك الجهات إلى أن تاخذ معها الرئيس إليها غير مأسوف عليه، وأن تراعي مصلحة الشعب الموريتاني، وفق تعبيره.
واعتبر ناشط في حزب تكتل القوى الديمقراطية أن حديث ولد داداه موجه بطريقة غير مباشرة للحكومة الفرنسية الجديدة واضاف الناشط المعارض تؤكد المعارضة الموريتانية في أولى أيام الانقلاب الصيفي عزمها على مواصلة النضال رغم رهانات النظام على العطل المدرسية وهذا التجمع هو أكبر دليل على مواصلة جذوة المضي في مسار التغيير.
وتساءل زعيم المعارضة عن موقع المؤسسة العسكرية حاليا من الوضع فهل هي مع النظام أم لا يضيف ولد داداه الذي حذر من تدخل وشيك للجيش الموريتاني في الحرب الدائرة في مالي.
بدوره اعتبر الرئيس الموريتاني الأسبق، اعل ولد محمد فال، بأن المسيرات والمظاهرات تدل على “رفض الشعب” للنظام، وهي كل ما تبقي من “أمل” للموريتانيين في الحفاظ على الدولة.
وأضاف ولد محمد فال، في مهرجان شعبي للمعارضة، أن الدولة لم تعد موجودة فى موريتانيا حيث أن مؤسسة الرئاسة “مغتصبة” (مكزورة) والسلطة التشريعية والقضائية “مكزورة”، مشددا على أن البلاد تسير من طرف سلطة “غير شرعية” وعليها أن “ترحل”.
فيما توالت خطابات قادة منسقية المعارضة مجددة تمسكها بمطلب رحيل النظام، وتحدث نائب رئيس حزب ايناد ولد محمد لكوري عن خطة تصعيدية تعتزم منسقية المعارضة إطلاقها في المستقبل قائلا إن من بين أجندتها يعني المنسقية حالات عصيان مدني وتشكيل هيئات انتقالية وما أسماها سياسة المدن الميتة.
بدوره استنكر المصطفى ولد بدر الدين نائب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم الطريقة التى يواجه بها النظام حالة الجفاف التى تضرب البلاد حيث أنفق عزيز مبلغ 300 مليون أوقية فى حفل زفاف لكريمته في الأسابيع الماضية فيما تواجه البلاد ازمة غلاء وجفاف.
وفي السياق ذاته استنكر محفوظ ولد بتاح، رئيس حزب اللقاء الديمقراطي ما أسماه الفساد المستشري حاليا في النظام وقال إن راتب الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، يساوى راتب 200 معلم و 250 حمال، ومرتبات وزرائه أكبر من مرتبات الوزراء الفرنسيين، وفق تعبيره.
وتخللت مهرجان منسقية المعارضة قراءات شعرية قصيحة ولهجية وشعارات دعائية تتهم النظام بالفساد قبل أن تتم دعوة الجمهور لمتابعة فيلم وثائقي اعتبره المنظمون مفاجأة المهرجان.
وأظهر الفيلم الذي استمر نحو 20 دقيقة مشاهد تقول المعارضة إنها تعكس معاناة مجموعات سكانية في أحياء الصفيح وأطفال شوارع يبحثون وسط القمامة عن لقمة عيش، وصور لنجل الرئيس الموريتاني كتبت عليها تعليقات من قبيل بدر يطلق النار على الفتاة، وصور وتعليقات تندد ببيع ساحة ابلوكات وأخرى لشركة صينية عاملة في مجال الصيد.. ومواجهات للشرطة مع متظاهرين شباب في ساحات مختلفة من العاصمة الموريتانية نواكشوط.