أخت الشاب: لقد صلى المغرب في المسجد المجاور ثم طلب مني أن أحتفظ له بعشائه لأنه سيتأخر في العودة
بدأت المعلومات تتضح حول هوية الشاب الموريتاني عبد الرحمن ولد بزيد ولد الداده، الذي أقدم مساء اليوم الخميس على إضرام النار في نفسه، وحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها صحراء ميديا فإن الشاب من مواليد 1985 وهو خريج قسم الترجمة في كلية الآداب في جامعة نواكشوط.
وحسب مصدر مقرب من ولد بزيد فإنه بعد حصوله على الباكلوريا قام بالتسجيل سنة 2002 في قسم الترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، حيث تخرج بشهادة متريز في اللغة الإسبانية، قبل أن يدخل إلى سلك التعليم ليتم اكتتابه كمعلم.
ولد بزيد تم تحويله إلى قرية البطلان، 90 كلم من مدينة النعمه، في مقاطعة نبيكت لحواش التي تم استحداثها أخيرا بولاية الحوض الشرقي، وهي قرية يصعب الوصول إليها لوعورة طريقها، حسب ما أفاد به مصدر عائلي لصحراء ميديا.
بدأ المنعطف في حياة ولد بزيد قبل خمسة أشهر حين توفيت والدته ليتأخر عن الذهاب إلى مكان عمله في البطلان، مما جعل السلطات الموريتانية تقوم بإيقاف راتبه، وبعد أن جاء إلى النعمة ووجد أن راتبه تم إيقافه، أحضر إلى الوالي شهادة وفاة والدته كتبرير لغيابه ولكن الوالي رفضها وأعرض عن إعادة راتبه.
وأكدت مصادر عائلية أنه سبق لولد بزيد أن قضى أياما مع الوالي يطلب منه أن يقوم بتحويله عن “قرية البطلان” مبررا ذلك بأن بصعوبة الوصول إليها، ولكن الوالي رفض ذلك، مما جعل الشاب يستقر في نواكشوط مع إخوته في مقاطعة تيارت.
وأفاد مصدر مقرب من ولد بزيد بأنه كان يعاني من مشاكل مادية حيث سبق وأن اقترض من البنك مبالغ مالية معولاً على راتبه الذي تم قطعه بعد ذلك، ليجد نفسه محاصراً ولا قدرة له على قضاء قرض البنك، حسب تعبير المصدر.
وأكد نفس المصدر بأن ولد بزيد أخذ من عند أحد إخوته مبلغ 2000 أوقية مساء اليوم، قبل أن يغادر المنزل، مؤكداً أنه كان موجودا معهم صباح يوم الخميس بشكل طبيعي ولم يلاحظوا أي تغير على مزاجه.
وقالت أخته معيدلهَ بنت بزيد، في تصريح لصحراء ميديا، إن أخاها لم يكن يعاني من أي مشاكل نفسية ولا أي اضطرابات تشير إلى أنه ينوي القيام بهذا الفعل، مؤكدة أنه “صلى المغرب في المسجد المجاور للبيت، وقبل أن يغادر سألني عن نوعية وجبة العشاء وطلب مني أن أحتفظ له بنصيبه لأنه سيعود في وقت متأخر”، حسب تعبيرها.
وأضافت معيدلهَ بنت بزيد، في تصريحها لصحراء ميديا، بأن رقماً خاصاً اتصل بها بعد ذلك، وكان يتحدث منه شخص عرف نفسه على أنه مفوض شرطة وأنه يريد أن يتحدث مع رجل، قبل أن يخبرها بأن أخوها عبد الرحمن تعرض لحادث طالبا منهم التوجه نحو المستشفى الوطني دون الإفصاح عن طبيعة الحادث، حسب تعبيرها.