هامد ـ محمد عبد الله بن غالي
هي الحرب لابد فيها من متضرر حتى وإن لم يكن له ضلع في إضرام نارها.. عشرات الأفراد بين النساء والأطفال تؤويهم هذه الأيام قرية هامد عاصمة مركز هامد الإداري التابع لمقاطعة كنكوصه والذي يبعد 120 كلم من العاصمة الاقتصادية لمالي ” خاي” بعد أن أرغمتهم الأحداث الدائرة في شمال مالي على النزوح حين لاحظوا ما يقولون إنه استهداف مباشر لهم بإحراق ممتلكاتهم وتهديدهم بالقتل على أساس إثني.
هي إذن موجة نزوح قد تشهدها الحدود مع مالي من هذه الجهة إذ يعمد بعض المنتمين لسلك العسكر المالي والمنحدرين من أزواد على محاولة تأمين أسرهم بطلب اللجوء لهم.
ظروف اللاجئين هنا صعبة في ظل غياب أي تدخل خارجي عدى عن قيام السلطات في هامد بتوفير مساكن للإيواء وهو أمر يثمنه اللاجئون ويعتبرونه من كرم الضيافة المعروف في موريتانيا.
عدد العسكريين الذين وصلوا هامد يبلغ في الجملة 13 لحد الآن مع احتمال كبير في الزيادة حسب بعضهم إلا أنهم ينفون جميعهم كونهم منشقين ويعتبرون الأمر مجرد تأمين للأطفال والنساء خوفا من عمليات انتقام قد يتعرضون لها كما هو حال العقيد “واري” الذي تعرض لإطلاق نار أمس بمدينة خاي تسبب في إصابة سائقه.
اللاجئون وخلال حديث مطول ذكروا أنهم لم يتعروا لاعتداءات مباشرة وإنما اقتصر الأمر لحد الآن على ما يرونه من تعامل بعض المواطنين في الشارع والمعلمين في المدارس حيث يتعرضون للتمييز على أساس اللون وهو ما راح ضحيته بعض العرب والموريتانيين خصوصا
وتبقى ألسنة اللاجئين تلهج بالدعاء لنصرة حركة التحرير كما يسمونها أملا كما يقولون في التحرر والإنفصال نظرا لما يعانيه إقليمهم من تهميش من طرف السلطات المالية كما يطرح المراقبون ألف استفهام حول الغياب غير المبرر للمنتخبين في مقاطعة كنكوصه عن مشهد اللجوء هنا ولو بلمسة حانية لطفل يهجر وطنا أحب البقاء فيه ويتركه اليوم غصبا عنه.