دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى الامتناع عن دفع الفديات من أجل تحرير الرهائن المحتجزين لدى الجماعات المتطرفة، وطالب بعدم التسامح في التعاطي مع الإرهاب والإرهابيين. وقال “إننا نمنحهم المزيد من القدرة على الاستمرار في مساعيهم الإرهابية”، في إشارة واضحة لقيام فرنسا بدفع فدى لتحرير رعاياها المختطفين.
وطالب ولد عبد العزيز خلال مؤتمر صحفي في العاصمة السنغالية داكار أمس الثلاثاء، بتعاون مكثف لمواجهة المخاطر المتعددة التي تواجه القارة الافريقية. وتكثيف التعاون مع الشركاء لتمكين أفريقيا من مواجهة المخاطر المحدقة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات.
وأجمع الزعماء أفارقة المجتمعون في منتدى داكار الدولي للأمن والسلام في أفريقيا، على دعوة الدول الغربية إلى العمل على حل الأزمة الليبية التي أرسلت موجات صدمة إلى منطقة الساحل القاحلة وهددت بزعزعة استقرار حكومات هشة بالمنطقة.
وكشف الرئيس الموريتاني والرئيس الدوري للاتحاد الافريقي أن الاتحاد بصدد تجهيز القوة الأفريقية للتدخل السريع لتكون جاهزة للقيام بالمهام المنوطة بها في أفق العام المقبل.
ولد عبد العزيز الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع نظرائه من مالي والسنغال وتشاد، وثمن الجهود التي بذلتها فرنسا لطرد الإرهابيين من شمال مالي، داعيا إلى قطع الطريق أمام أي فرصة لامتداد هذا الخطر إلى بلدان أخرى.
وأضاف ان ليبيا انجرت للأسف الشديد الى الفوضى وانعدام الأمن، بسبب عدم وجود الوقت الكافي للحل الافريقي، والتدخل الأجنبي وظهور جماعات مسلحة متضاربة المصالح.
وأوضح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان الذي شارك في المؤتمر رفقة عدد من وزراء الخارجية، أن المشكلات في جنوب ليبيا لن تجري تسويتها إلا بحل الأزمة السياسية في البلاد.
من جهته دعا الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كيتا المجتمع الدولي الى وضع حد لحالة الفوضى في الجنوب الليبي الذي تحول حسب قوله إلى “وكر للدبابير وسوق هائلة للسلاح الموجه الى بلداننا”.
وقال الرئيس كيتا في كلمة ألقاها في داكار أمام المنتدى الدولي حول السلام والأمن في افريقيا “ان اصل العلة هناك في الجنوب الليبي” مشيرا الى قوافل السلاح القادمة من هناك والتي يجري اعتراضها قبل ان يتساءل “كم من السلاح قد يكون عبر من دون علمنا، وكم كان سيمر لولا يقظة برخان؟” في إشارة الى القوة الفرنسية في منطقة الساحل.
وأضاف الرئيس المالي “لا بد أن يقتنع المجتمع الدولي ان هناك عملا لا بد من انجازه، وسنبقى ضحايا ما لم يجري إيجاد الحل المناسب لوكر الدبابير هذا”.
ودعا كيتا نظيره التشادي ادريس ديبي الى عرض الوضع في جنوب ليبيا على الامم المتحدة بما أن تشاد عضو في مجلس الأمن في الوقت الحاضر.
من جهته قال ديبي إن “الارهاب آفة لا وجه لها ولا توفر أي بلد”.
وقال ديبي للمنتدى “الآن ليبيا أرض خصبة للإرهاب وجميع أنواع المجرمين”. وأضاف أن حلف الاطلسي عليه التزام استكمال ما بدأه في ليبيا.
من جانبه قال الرئيس السنغالي ماكي صال ان جيوش المنطقة سيئة التجهيز بحاجة إلى المزيد من الدعم المادي من الغرب.