وقال ولد عبد العزيز خلال اجتماع عقده الليلة البارحة (الاثنين/الثلاثاء) مع مناديب عمال (سنيم)، إنه “ينبغي التعامل مع الشركة برفق حتى تتجاوز هذه الوضعية التي تمر بها”، في إشارة إلى تدني أسعار الحديد في الأسواق العالمية.
وهيمن الحديث عن وضعية الشركة على مجريات الاجتماع الذي تخللته مطالب عديدة تقدم بها بعض السكان، من ضمنها ما جاء في كلمة ألقاها عمدة مدينة ازويرات الشيخ ولد بايه.
إنقاذ سنيم..
ولد عبد العزيز خلال حديثه أمام أطر المدينة المنجمية، قال إنه تدخل بشكل شخصي على مرتين لإنقاذ شركة (سنيم) من الفشل، وأشار إلى أن المرة الأولى التي تدخل فيها عندما اتجه النظام السابق إلى بيع الشركة والثانية فيما يتعلق بتسوية وضعية عمالها غير الدائمين.
وأوضح أن هذا الاجتماع يدخل في نفس السياق، مؤكداً رغبته في “الاستماع إلى أطر الشركة ومعرفة رؤيتهم لأوضاعها بعيدا عن الإشاعات”؛ كما شدد على أهمية الحديث عن “علاقة إدارة الشركة مع العمال والوضعية التي تعيشها في ظل الانخفاض المذهل الذي تشهده عالميا خامات الحديد بشكل عام”، على حد تعبيره.
ودافع ولد عبد العزيز بشدة عن مساهمة شركة (سنيم) في بعض المشاريع التنموية، وقال إن “توجيه موارد الشركة إلى مجالات أخرى كما يقول بعض السياسيين، تتطلبه مجالات التنمية في البلاد حيث تم توجيه هذه الموارد بالفعل لحل مشاكل نقص المياه والكهرباء والصحة والتعليم في مختلف أنحاء موريتانيا”.
صفحة جديدة..
مناديب عمال الشركة المنجمية الأكبر في البلاد، أكدوا طيهم لصفحة الإضراب ودعوا إلى فتح صفحة جديدة مع إدارة الشركة، ولكنهم في نفس الوقت قدموا بعض المطالب إلى الرئيس.
من أبرز المطالب التي تقدم بها مناديب العمال دفع الرواتب الثلاثة المتأخرة وتقديم العلاوات التحفيزية ومساواتهم مع الأطر فيما هو متوفر من إمكانيات، بالإضافة إلى توفير السكن والصحة.
وأكدوا في نفس السياق رغبتهم في تحقيق أرقام قياسية من الإنتاج وذلك في إطار ما سمّوه “صفحة الإنتاج”، قبل أن يتقدموا بالشكر إلى من ساهموا في تسوية الإضراب الماضي.
الأسواق العالمية..
ولد عبد العزيز في سياق رده على مداخلات الأطر والمناديب، أكد حرص الدولة على استمرارية الشركة وعلى سعيها الدائم إلى توفير فرص العمل، داعياً إلى طي صفحة الإضراب.
وقال إن تراجع أسعار خامات الحديد عالميا يلقي بظلاله على الشركة التي لا تتحمل أي زيادة في ظل هذه الوضعية، خاصة أن الكثير من الدول أغلقت مصانع إنتاج خاماتها، بفعل الخسائر التي منيت بها جراء هذا الانخفاض، على حد تعبيره.
وأضاف ولد عبد العزيز أن سعر طن الحديد حاليا لا يتجاوز 44 دولارا، وهو سعر الإنتاج بخسارة تتجاوز الثلثين من السعر السابق الذي ظل في حدود 170 دولاراً.
وشدد ولد عبد العزيز على أهمية التضحية من أجل سمعة الشركة وتفادي توقف الاستثمارات في المعادن جراء هذه السمعة، مشيرا إلى أن أي تضحية من طرف العمال هي لمصلحة الشركة ومصلحة موريتانيا كما أن أي مطالبة بزيادة الأجور في ظل هذه الوضعية الحالية تنعكس سلبا على سمعة الشركة، وفق تعبيره.