امتدت الصفوف الطويلة منذ الصباح الباكر، جماعات وأفرادا، رجالا ونساءا وحتى أطفال، بعضهم على سطوح حافلات والبعض مشيا على الأقدام، غايتهم الوصول إلى « عرفة » حيث مأواهم حتى مساء الْيَوْمَ، يبتغون فضل الله ورحمته على أديمه وصعيده الطاهر.
رجال الأمن السعوديون بكماماتهم الزرقاء، الراجلين لحراسة ضيوف الرحمن، وسياراتهم المتأهبة عند مقاطع الطرق لتوفير الأمن لحجيج تملأ تكبيراته الأفق؛ وطائرات هليوكبتر تحوم حول مدينة الخيام التي انتصبت في تلك الأرض الجرداء إلا من رحمة الخالق.
يتحرك الحجيج متلمساً خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم، ليقف في « مسجد نمرة » الذي يعد أهم معالم مشعر عرفة ويوصف بأنه واحد من أكبر المساجد في العالم، من هنا خطب الرسول « خطبة الوداع » قبل أربعة عشر قرناً، اليوم ضاقت أرجاء المسجد على سعتها بالمصلين الذين أقاموا صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً، قبل أن يواصلوا رحلة تلمس خطى الحبيب.
على أديم منىً الطاهر، أقامت رابطة العالم الإسلامي مخيمات عديدة ضمت نخبة من جميع بلدان العالم الإسلامي تقريبا، جمعتهم الرابطة في فرصة نادرة للعبادة والتدبر، ولكن أيضاً لتبادل الرأي والمشورة فيما يشهده العالم الاسلامي من أحداث.
المتحدث الرسمي باسم رابطة العالم الإسلامي عادل الحربي، قال إن الهدف من انعقاد المؤتمر هو « بث الوعي في وجدان الأمة، وتفعيل الحلول للمشكلات التي تواجهها، في إطارٍ علمي وفكري واعٍ ومسؤول »، وهو ما أكد أنه سيتم عبر نقاش محورين بارزين: « الرَّحمة والسَّعة.. معانٍ ومعالم » و « الرَّحمة والسَّعة .. شواهد وآثار ».
وكان قد اكتمل يوم أمس (الأحد) وصول مليوني حاج إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، قبيل الوقوف على صعيد عرفة، الركن الأعظم للحج.