وكان فابيوس التقى أول أمس السبت، رئيس تشاد إدريس دبي إتنو. وتبادل الرجلان الرؤى حول الصيغة العسكرية المناسبة لدحر عناصر “بوكو حرام” من مناطق إفريقية عدة، وحول طبيعة المساعدات العسكرية الجديدة التي يمكن أن تقدمها فرنسا لهذه الدول الثلاث التي نشرت قواتها على الميدان.
كما زار فابيوس أيضا القاعدة العسكرية الفرنسية المتواجدة في منطقة “كوساي” بتشاد التي تقدم مساعدات تقنية و”لوجستية” لتشاد.
وقال لوران فابيوس عقب محادثاته مع رئيس تشاد “لقد عبرت للرئيس دبي إتنو عن تضامن فرنسا مع بلاده التي تبذل جهودا معتبرة من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة التي أصبحت للأسف تفتقد لهذين العنصرين”، فيما حيا شجاعة الجيش التشادي الذي فقد 20 من عناصره خلال حربه ضد جماعة “بوكو حرام” بداية الشهر الجاري.
وأضاف فابيوس قائلا “جماعة (بوكو حرام) تمثل خطرا كبيرا بالنسبة لاقتصاد تشاد. ينبغي أن يكون الطريق الرابط بين العاصمة نجامينا وميناء دوالا الكاميروني مفتوحا”، كون غالبية واردات تشاد تأتي عبر هذا الميناء ويتم إيصالها عبر هذا الطريق الذي تعرض في الآونة الأخيرة إلى هجمات متكررة من قبل “بوكو حرام”.
ورغم كل هذه المخاطر التي تهدد تشاد والكاميرون والنيجر، إلا أن لوران فابيوس أكد من جديد رفض بلاده التدخل عسكريا ضد “بوكو حرام”، مشيرا إلى أن كل ما يمكن أن تقدمه فرنسا هي مساعدات عسكرية واستخباراتية، إضافة إلى إرسال طائرات تجسس على مستوى حدود نيجيريا حيث يتمركز مقاتلو “بوكو حرام”.
هذا، ودعا فابيوس إلى تفعيل القوة العسكرية الأفريقية المشتركة في أسرع وقت لمواجهة الأخطار الأمنية التي تحدق بالعديد من الدول الأفريقية، مؤكدا أن فرنسا مستعدة أن تلعب دور التنسيق داخل هذه القوة.
وللحد من تأثير “بوكو حرام”، قرر الرئيس التشادي إدريس دبي إتنو في 16 فبراير الجاري إرسال قوات عسكرية تشادية إلى الكاميرون في عملية استباقية ضد “بوكو حرام”. ودارت معارك طاحنة بين الجانبين قتل خلالها 20 جنديا تشادي وعشرات من عناصر “بوكو حرام”.
لكن رغم هذه العملية النوعية، إلا أن التهديد لا يزال قائما على تشاد، لا سيما على مستوى حدودها مع الكاميرون.
وفي ياوندي، أكد لوران فابيوس الذي استقبل من طرف الرئيس بول بيا، تضامن فرنسا مع الكاميرون في حربها ضد “بوكو حرام” فيما رد على بعض الانتقادات المتداولة في الصحافة الكاميرونية والتي تقول بأن فرنسا تدعم بشكل غير مباشر “بوكو حرام” وتسعى إلى “إضعاف الكاميرون”.
ونفى وزير الخارجية الفرنسية نفيا قاطعا هذه الأقوال مؤكدا من جديد وبكل قوة أن فرنسا لا تدعم ولن تدعم أبدا وبأي شكل من الأشكال جماعة “بوكو حرام” واصفا إياها بالجماعة “الإرهابية” التي “تذبح” أبرياء.
وكرر فابيوس من ياوندي أن فرنسا لن ترسل أي عسكري إلى الميدان، لكنها ستقدم مساعدات عسكرية وتقنية للكاميرون وستطلب أيضا من الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية تقديم مساعدات مالية للدول الأربع (تشاد، الكاميرون والنيجر ونيجيريا) لمواصلة حربها ضد “بوكو حرام”.
وينهي فابيوس مساء اليوم زيارته الأفريقية في النيجر حيث سيلتقي رئيس البلاد محمد يوسوفو الذي أكد أمس خلال زيارة ميدانية أن بلاده ستتفوق على “بوكو حرام”.
وقال يوسوفو “سنفوز بهذه المعركة لأننا لا نحارب هذه الجماعة الإرهابية بمفردنا، بل لدينا أصدقاء مثل التشاديين الذين يقومون بعمل بارز ومهم على الميدان، إضافة إلى فرنسا التي تقدم لنا الدعم التقني الذي نحتاجه”. وهذا ما سيعيد تأكيده اليوم الأحد لوران فابيوس لرئيس النيجر.
يذكر أن الحرب الدائرة منذ 2009 بين جماعة “بوكو حرام” والجيش النيجيري أودت بحياة 13 ألف شخص ونزوح أكثر من مليون.
وأمام تردي الوضع الأمني، قرر غودلاك جوناثان رئيس نيجيريا تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في 28 مارس المقبل.