وأكدت المصادر تسجيل عمليات تخريب استهدفت أماكن العبادة، كما حصل الجمعة الماضي في جزيرة كورسيكا الفرنسية، بتعليق رؤوس خنازير على أبواب مساجد وإلقاء زجاجات حارقة أو إطلاق النار.
وقال المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إن ترديد مئات المتظاهرين فى الجزيرة شعار”العرب، ارحلوا”، يكشف عن مشاعر عداء ضد المسلمين والعرب تنتشر بشكل متزايد في فرنسا.
وأفاد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الهيئة التمثيلية لمسلمي فرنسا البالغ عددهم 5 إلى 6 ملايين مسلم، أن عدد الأعمال المعادية للمسلمين سجلت ارتفاعا غير مسبوق.
وفي الأيام الـ12 التي تلت الاعتداء على “شارلي إيبدو”، أحصت الشرطة وقوات الدرك 128 عملا معاديا للمسلمين، وهو ما يوازي عدد هذه الأعمال طوال العام 2014، وفق “المرصد الوطني ضد معاداة الإسلام” التابع للمجلس.
وتواصلت طوال العام، ولو بوتيرة أقل، أعمال التخريب وكتابة الشعارات ضد أكبر مجموعة من المسلمين في أوروبا، في وقت تواصلت الأحداث الدامية حيث قام موظف بقطع رأس رئيس شركته في يونيو، وصولا إلى اعتداءات باريس الدامية التي نفذتها مجموعات من الانتحاريين وأوقعت 130 قتيلا فى نوفمبر الماضي.
وقال المرصد إن اعتداءات نوفمبر أسقطت جميع الحواجز التي كانت تمنع الخطاب المعادي للمسلمين، فبات يجتاح بشكل صريح مواقع التواصل الاجتماعي.
وندد “المرصد ” بـ”الكراهية إلكترونية”، داعيا “المواطنين إلى عدم الخلط بين الغالبية الكبرى من مسلمي فرنسا الذين يعيشون بسلام، وأقلية صغرى تدعو إلى العنف وحتى إلى القتل باسم ديانتنا”.
وظهرت الكراهية للمسلمين في صناديق الاقتراع مع تسجيل تقدم لحزب “الجبهة الوطنية” اليميني المتطرف الذي يندد بموجة الهجرة وبوجود المسلمين الذي يعتبره ظاهرا أكثر مما ينبغي.
وقالت ماريون ماريشال لوبن، ابنة شقيقة رئيسة الحزب، “لا نعيش في بلادنا بالجلباب”.
وقالت السياسية الشابة في الحزب، الذي حصل على حوالى 30% من الأصوات في انتخابات المناطق خلال هذا الشهر، “لسنا في أرض إسلام، وإن كان بعض الفرنسيين من أتباع الإسلام، فذلك بشرط أن يلتزموا بنمط العيش والعادات المطبوعة بتأثيرات إغريقية ورومانية وبـ16 قرنا من الديانة المسيحية”.
وإزاء هذه التوترات، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هذا الأسبوع إلى “التضامن” والأخوة
وقال هولاند “نحن بحاجة إلى التفاؤل، حتى عندما تحل بنا مآس، لأن ما يريده الذين يعتدون علينا هو التفرقة والفصل بيننا”.
وفي المقابل، تتخذ الحكومة تدابير حازمة مع إغلاق ثلاثة مساجد تتهمها بنشر التطرف، ووضعت مشروعا لإسقاط الجنسية عن حملة الجنسيتين المولودين في فرنسا في حال اتهامهم بالإرهاب.