احتضن المركز الثقافي المغربي مساء الأربعاء محاضرة علمية تحت عنوان : تطور الأساليب النثرية في بلاد شنقيط،قراءة في فن الترسل والأقفال،قدمها كل من الشيخ محمد عبد الرحمن ولد الشيخ محمد أستاذ بالمعهد العالى وعضو بالمجلي الإسلامي الأعلى سابقا والدكتور محمذن ولد المحبوبي.
وفي بداية المحاضرة قال الشيخ محمد عبد الرحمن إن فن الأقفاف يعد أسلوبا جديدا في الثقافة الشنقيطية،باعتباره أسلوبا نثريا بديعا اعتمده طلاب المحظرة في كتابة الرسائل ولذا يضيف المحاضر إن هذا الصنف من الكتابة يجعل من الثقافة الشنقيطية مركز اشعاع للثقافة العربية في القارة السمراء
وجاء في حديث المحاضر إن هذا الموضوع مازال بكرا نظرا لقلة نشره بين رواد العلم والثقافة في العالم الاسلامى وحتى في موريتانيا التي سيطر عليها الشعر،أما النثر فمازال محصورا في صدور بعض المراجع في بلد يعتمد على الحفظ.
واعتبر أن الاقفاف هي موضوع يتعلق بمحاكات الموريتانيين لمختصر خليل وتذليلهم لبعض الأساليب الصعبة وبالتالي فإن الاقفاف عمل قام به مشايخ البلد لمعالجة الظواهر الاجتماعية بطريقة توجيهية لأن القف مشتق من فعل الأمر قف لتحديد الموضوع الذي يجب ان يقف عنده المبتدأ في القراءة،لأن المقررات في المحظرة لا تتيح الحرية في الكمية وان كانت محررة في الاختيار.
وقال المحاضر إن العلماء حصروا الاقفاف في 340 قفا توزعت بين رصد الواقع بطريقة مباشرة أو وصفية أو نقدية أو بطريقة ساخرة.
واختتم بالقول إن مجال النشر في الثقافة الشنقيطية يشمل كذلك المقامات المحلية الشنقيطية والرسائل الاخوانية.
أما الدكتور المحبوبي محمدن ولد المحبوبي فقد ركز على فن رسائل التلاميذ باعتباره موضوعا خاصا يحتاج ان يثار.
وأضاف المحاضر أن فن الاقفاف لم نجد له حضورا في بلاد أخرى أما رسائل التلاميذ فقد تكون خصوصية محظرية،والرسالة هي نبذة مختصرة في موضوع محدد،أوعبارة عن مدونات كان التلاميذ يستعطفون بها النساء والرجال لاستمالتهم بلطف لمساعدتهم في بعض الحاجات.
وقال المحاضر إن فن الرسائل يعود إلى عهد النبي صلى الله وسلم ،حيث راسل الملوك كما فعل الخلفاء كذلك ،فضلا عن انتشارها في عهود الحضارة العربية الاسلامية كرسائل الجاحظ وابن المقفع واخوان الصفا وعبد الحميد الكاتب وغيهم.
وأضاف إن الرسائل التي تم تداولها في موريتانيا عبارة رسائل ودية ولعل من أكثرها طرافة رسالة محمد ولد احمد فال التي ينصح فيها صديق له ورسالة سيدي عبد الله بن رازكة التي تمتاز بالطرافة.
واختتم المحاضر بالقول إن تلك الرسائل عبارة عن شكليات ثابتة تملأ ببعض المواضيع التي يتطرق لها الطلاب.