التنظيم قال في وثيقة أصدرها بالمناسبة إن أكثر من مائة سيارة للجيش واجهت 9 مسلحين
مساء الجمعة 24 يونيو من العام المنصرم، دارت رحى معركة شرسة بين وحدة من الجيش الموريتاني ومجموعة مسلحة تابعة لما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، كان مسرح المواجهة هو غابة وقادو التي يبلغ طولها حوالي 80 كيلومتر جنوب خط الحدود الشرقية الجنوبية بين مالي وموريتانيا.
أكد الجيش أنه حقق خلالها انتصارا كبيرا على المتحصنين في الغابة ونشر الصور والفيديوهات التي تؤكد ذلك، وتحدث عن تفاصيل العملية وكيف شكلت مفاجئة للقاعدة، وجعلتها تتراجع وتخرج نهائيا من الغابة التي تحصنت فيها لفترة من الوقت.
اليوم الأحد؛ وبعد عام على المعركة التي أعطت شهرة واسعة لغابة مجهولة، خرج تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عن صمته، وتوصلت “صحراء ميديا” بوثيقة خاصة من التنظيم يشرح فيها رؤيته للمعركة، وروايته للأحداث، ويقدم فيها شرحا لما جرى قبل وبعد المعركة.
وثيقة حملت توقيع شخص يسمى الربيع بن عبد الصمد، وتحمل عنوان :” قصة معركة وقادو”، ويشير إلى أنها كتبت أو نشرت على الأصح بمناسبة الذكرى الأولى للمعركة.
بداية الاحتكاك
تضمنت الوثيقة في ثناياها العديد من القصائد والأبيات الشعرية في محل الاستشهاد أو من إنتاج بعض عناصر القاعدة.
وقال الربيع بن عبد الصمد في بداية الوثيقة إن الله تبارك وتعالى “وفق المجاهدين بمنه وفضله لدراسة غابة وقادو، والتعرف عليها، فتمركزت فيها سرية الأندلس” التي قال إنها كانت تحت إمارة من وصفه بـ”البطل المجاهد القائد الشهيد خالد أبي ذاكر الشنقيطي“.
وأكاد بن عبد الصمد أن الحدث المتمثل في سيطرة القاعدة على الغابة “أزعج الطاغوت الموريتاني” مرجعا ذلك لأسباب عديدة.
تحدث عن وصول الخبر بسرعة للحكومة الموريتاني، لكن الجهاز الأمني الموريتاني كان يعتقد أن المسلحين قدموا إلى وقادو لأجل ضرب “الطاغوت الموريتاني” في عقر داره، ” مما دفعه إلى استنفار عسكره فترة من الزمن” حسب نص الوثيقة.
وتشير وثيقة بن عبد الصمد إلى أنه وبعد أن تأكد من يصفهم بـ”أعداء الله” أن “المجاهدين” تمركزوا في الغابة بدؤوا بإعداد أنفسهم لمعركة فاصلة يطهرون بها الغابة.
وتحدثت الوثيقة التي وقعها الربيع بن عبد الصمد عن ما سبق المعركة، خاصة رؤية القاعدة لما دار في الجانب الموريتاني، حيث قال إن النظام الحاكم في نواكشوط “بدأ في إطلاق التهديدات والتصريحات العنترية”. ويضيف :”ثم دخلوا بقوة كبيرة أكثر من مائة سيارة مدججة بأنواع العتاد وأشباه الرجال، واتفقوا مع الجيش المالي على أن يؤمن لهم ظهرهم من الجنوب وفعل“.
وتقول الوثيقة إنما زاد من “غرور وصلف” عناصر الجيش الموريتاني هو يقينهم بعدد من يصفهم بالمجاهدين قليل، والذي أقر أنه لم يكن يتجاوز 16 مسلحاً.
وأشار بن عبد الصمد إلى أن زملائه في وقادو توصلوا بالخبر، وكانوا قد اتخذوا الاحتياطات اللازمة لأي مواجهة مع الجيش الموريتاني في معسكر الغابة الذي أطلقوا عليه “مركز النصر“
وقال إنهم قرروا أنه بناء على نتيجة الاشتباك يكون القرار الموالي، وتعاهدوا وعقدوا العزم على أن “لا يدخل المرتدون إلا على دماءهم وأشلاءهم والله المستعان“.
وأضاف أن من يصفهم بالمجاهدين زادوا بعض الإجراءات العسكرية وبعض التكتيكات، وبعد ذلك توزعوا على بعض المهام حتى لم يبق في المعسكر إلا 9 “هم من أدار هذه المعركة الفاصلة مع أعداء الله تعالى” يقول معد الوثيقة الربيع بن عبد الصمد.
وبحسب الوثيقة فإن التسعة الذين ورد أنهم بقوا في معسكر الغابة و واجهوا الجيش الموريتاني ـ حسب رواية القاعدة ـ هم : خالد أبو ذاكر الشنقيطي ، أبو بكر الشنقيطي، أبو البراء الصحراوي، قتيبة أبو النعمان الشنقيطي ، أبو الدرداء الأنصاري ، خبيب الشنقيطي ، أبو بصير الأنصاري، أبو جابر الصحراوي ، وسليمان الأنصاري.
ويبدو من خلال أسمائهم أنهم موريتانيون وأزواديون (طوارق) وصحراويون، غير أن الوثيقة لم تحدد جنسياتهم الأصلية.
صلاة الخوف..
تقول وثيقة القاعدة التي حصلت عليها صحراء ميديا إنه وفي مساء يوم الجمعة 24 يونيو 2011 وبعد سلام آخر مجموعة من “المجاهدين” كانت تصلي العصر صلاة الخوف سمعوا أصوات السيارات القادمة.
وتضيف الوثيقة إن “أعداء الله بلغوا من الغباء الغاية القصوى، فسلكوا طريق المجاهدين، ولما لم يعد يفصلهم عن المجاهدين إلا أقل من عشرة أمتار فجر عليهم المجاهدون اللغم الذي زرعوه على الطريق ليسقط كل من في سيارة القائد بين قتيل وجريح وطار قميص أحدهم حتى تعلق بشجرة وبقي علامة شاهدة عليهم“.
وأشارت الوثيقة إلى أنه ومع انفجار اللغم بدأ المسلحون المتحصنون في الغابة بفتح نيران أسلحتهم الخفيفة على الجيش الذي وصفه معد الوثيقة بأنه “مدجج بالسلاح والعتاد“.
وبحسب رواية القاعدة فقد استمرت المعركة ساعة ونصفا، استخدم فيها الجيش “كل ما جلبوا من سلاح أسيادهم الصليبين لكنهم عجزوا والحمد لله عن اقتحام تسعة من جنود الله مالهم من سلاح إلا توكلهم على الله تعالى وثقتهم بنصره” يقول الربيع بن عبد الصمد.
ويضيف أن عناصر الجيش بعد أن أيقنوا أن مجرد التقدم إلى المعسكر فضلا عن اقتحامه “دونه الموت الزؤام” استنجدوا بطائرة تصوير (تسميها الوثيقة بالكاشفة) لتؤمن لهم هروبهم، “ثم ولوا الأدبار لا يلوون على شيء، يجرون أذيال الهزيمة بثلاثين قتيلا ومثلهم جرح”. بحسب وثيقة القاعدة.
وحول الحصيلة تقول وثيقة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إن الجنود الموريتانيين تركوا خلفهم 12 سيارة محملة بأنواع العتاد الثقيل والمؤن أخد منها عناصر القاعدة “ما خف حمله وعظمت قيمته ثم ألهبوا النار فيما بقي حتى ولى الليل نهارا وتنورت النار من بعيد كما شهد بدلك القاصي والداني وما تزال آثار ذلك باقية وإلى الآن“.
لينسحب المقاتلون التابعون للقاعة بسلام ودون إصابة أو مقتل أي منهم.
وختمت الوثيقة بنص قصيدة مطولة تحت عنوان “ما ذقتم الحرب” لمن وصفه بأنه “الأخ الشيخ المجاهد عبد الملك بن المختار بن سيدي” المعروف بـ “قتيبة أبو النعمان “، قد وردة مرفقة بملاحظة تقول :”وقد تأخر نشر القصيدة بسبب بعض الظروف”، حيث أنها رأت النور في 12رمضان 1432هـ في غابة وقادو.
وهي رد على قصيدة للشاعر الموريتاني الشاب المهندس الشيخ ولد بلعمش المعنونة بـ”مشاعر جندي في الغابة”.
{youtube}cHjOPV8srfs{/youtube}