أعلن قائد جيش بوركينا فاسو، الجنرال أونوري ترواري، تولي مهام رئيس الدولة، بعدما أعلن الرئيس، بليز كومباوري، الذي يواجه احتجاجات شعبية واسعة النطاق غير مسبوقة، اليوم الجمعة، التخلي عن الحكم بعد 27 عاما في سدة الرئاسة.
وقال تراوري “طبقا للأحكام الدستورية وبعد التأكد من شغور الحكم، ونظرا إلى الضرورة الملحة للحفاظ على الأمة.. أتحمل ابتداء من هذا اليوم مسؤولياتي رئيسا للدولة”، مشيرا إلى أنه “أخذ علما باستقالة” الرئيس كومباوري.
من جهة أخرى نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن رئيس كومباوري غادر العاصمة واغادوغو متوجها إلى جنوب البلاد.
وقال المصدر في باريس “لقد غادر نحو جنوب البلاد. هو لا يزال في البلاد, وتوجه نحو بو” المدينة القريبة من الحدود مع غانا لكن بدون تحديد ما اذا كان سيتوجه لاحقا الى دولة اخرى مثل غانا او ساحل العاج.
واضاف المصدر ان كومباوري لن يواجه صعوبة في دخول دولة اخرى لأنه لا يخضع لحظر سفر صادر عن المجموعة الدولية.
وتشير مصادر متطابقة إلى ترجيح إمكانية توجهه إلى غانا في انتظار تحديد الدولة التي سيستقر بها في ظل الحديث عن ساحل العاج حيث يرتبط بعلاقات خاصة مع الرئيس ألاسان واتارا.
وكان قائد الجيش قد تسلم السلطة بعد أن أعلن كومباوري في بيان، تنحيه عن الحكم، رغبة منه في الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية وعلى السلم الاجتماعي، وتمهيدا للبدء في فترة انتقالية.
وأضاف كومباوري، الذي لا يعرف مكان وجوده في الوقت الراهن، أن هذه الفترة الانتقالية يفترض أن “تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة اقصاها 90 يوما”.
وغداة تظاهرات شهدت أعمال عنف، نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع اليوم للمطالبة باستقالة كومباوري.
من جهتها، أكدت المعارضة البوركينابية أن “أي فترة انتقالية سياسية في المستقبل يجب ان تعد وتنظم …بمشاركة قوى المجتمع الاهلي واشراك جميع مكونات الامة … بما في ذلك الجيش”.
وقبل الاستقالة شدد زعيم المعارضة، زفيرين ديابري، على أن المعارضة “تدعو الناس الى مواصلة الضغط عبر احتلال الساحات العامة. رحيل بليز كومباوري غير المشروط شرط مسبق لأي نقاش بشأن أي انتقال سياسي، هكذا بوضوح وبكل بساطة”.
وكان الاعلان عن مشروع تعديل دستوري، كان سيتيح لكومباوري الذي وصل إلى الحكم بانقلاب في 1987، وانتخب لولايتين استمرت كل منهما سبع سنوات ولولايتين أخريين استمرت كل منهما خمس سنوات، أن يترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2016، هو الذي حمل مئات الآلاف من شعب بوركينا فاسو على النزول إلى الشارع للإعلان عن رفض “الرئيس مدى الحياة”.
وقد اشتعلت الاحتجاجات في بوركينا فاسو، أمس الخميس، فاضطر الجيش إلى التدخل على اثر احراق الجمعية الوطنية (البرلمان) وتعرض التلفزيون الرسمي لهجوم، واندلاع أعمال عنف في الاقاليم ودعوات الى استقالة الرئيس.