بسم الله الرحمن الرحيم
في الذكرى الأولى لمعركة وقادو
قصة معركة وقادو الربيع بن عبد الصمد
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ,وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد: فإن الله تبارك وتعالى وفق المجاهدين بمنه وفضله لدراسة “غابة وقادو” والتعرف عليها فتمركزت فيها سرية الأندلس بإمارة البطل المجاهد القائد الشهيد “خالد أبي ذاكر الشنقيطي “
ليث بعثر يصطاد الرجــــال إذا ما كذب الليث عن أقرانه صــــدقا
يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا اضارب حتى إذا ما ضاربوا اعتنقا
لو نال حي من الدنيا بمنزلة أفـــق السماء لنالت كفـــه الأفـــقا
هذا الحدث أزعج الطاغوت الموريتاني لأسباب عديدة ,وكان مجيء المجاهدين قد بلغه منذ الأيام الأولى, لكن الطاغوت ظن بادئ الحال أن المجاهدين يريدون ضربه في عقر داره مما دفعه إلى استنفار عسكره فترة من الزمن, وبعد أن تأكد أعداء الله أن المجاهدين تمركزوا في الغابة بدؤوا بإعداد أنفسهم لمعركة فاصلة يطهرون بها الغابة – زعموا –
إخَالُكَ مُوعِدِي بِبَني جُفَيْفٍ … وَهَالَةَ أنَّني أنْهاكِ هَالاَ
فَإِلاَّ تَنْتَهِي يَا هَالَ عَنِّي … أدَعْكِ لِمَنْ يُعادِيني نَكالاَ
ثم بدأوا في إطلاق التهديدات والتصريحات العنترية وكان لسان حال المجاهدين
روَيْدَ بَنِي شَيْبَانَ بَعْضَ وَعِيدِكُمْ … تُلاَقُوا غَداً خَيْلِي عَلَى سَفَوَانِ
تُلاَقوا جِيَاداً لاَ تَحِيدُ عَنِ الْوَغَى … إذَا مَا غَدَتْ فِي الْمَأْزِقِ الْمُتَدَانِي
عَلَيْها الْكُماةُ الْغُرُّ مِنْ آلِ مَازِنٍ … لُيُوثُ طِعَانٍ عِنْدَ كلِّ طِعَانِ
مَقَادِيمُ وَصَّالُونَ فِي الرَّوْعِ خَطْوَهُمْ … بِكُلِّ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ يَمانِ
ثم دخلوا بقوة كبيرة أكثر من مائة سيارة مدججة بأنواع العتاد وأشباه الرجال
واتفقوا مع الجيش المالي على أن يؤمن لهم ظهرهم من الجنوب وفعل .
وزاد من غرورهم وصلفهم يقينهم بعدد المجاهدين القليل والذي لا يتجاوز ستة عشر مجاهدا لكن ما دروا أن الله تعالى حكم في كتابه أن ” كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ”
بلغ المجاهدين الخبر وكانوا أصلا على استعداد لمثل هده الأحوال ولله الحمد , لكنهم اجتمعوا وقرروا متوكلين على الله تعالى أن يشتبكوا مع العدو في المعسكر الذي هم فيه والمسمى من قبل “مركز النصر”ّ- وهو تفاؤل صار حقيقة واقعة- ثم بناء على نتيجة الاشتباك يكون القرار الموالي, وتعاهد المجاهدون وعقدوا العزم على أن لا يدخل المرتدون إلا على دماءهم وأشلاءهم والله المستعان ,
ثم زاد المجاهدون بعض الإجراءات العسكرية وبعض التكتيكات امتثالا لقوله تعالى ” وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”
بعد ذلك توزع المجاهدون لبعض المهام حتى لم يبق في المعسكر إلا تسعة مجاهدين هم من أدار هذه المعركة الفاصلة مع أعداء الله تعالى
فَدَتْ نَفْسِ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينِي … فَوَارِسَ صَدَّقتْ فِيهِمْ ظُنُونِي
فوَارِسَ لاَ يَمَلَّونَ المنَايَا … إذا دَارَتْ رَحَى الْحَرْبِ الزَّبُونِ
وَلاَ يجَزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْئ … وَلاَ يَجزُونَ مِنْ غِلَظٍ بِلينِ
وَلاَ تَبْلَى بَسَالَتُهُمْ وَإنْ هُمْ … صلُوا بِالْحَرْبِ حِيناً بَعْدَ حِينِ
هُمُ مَنَعُوا حِمَى الْوَقْبَى بِضَرْبٍ … يُؤلِّفُ بَينَ أشْتاتِ المَنُونِ
فَنَكَّبَ عَنهُمُ دَرْء الأَعَادِي … وَدَاوَوْا بِالْجُنونِ مِنَ الجنونِ
وهؤلاء الإخوة التسعة هم – بحسب قربهم من العدو- :
البطل المجاهد القائد الشهيد “خالد أبو ذاكر الشنقيطي
الأخ أبو بكر الشنقيطي
الأخ أبو البراء الصحراوي
الأخ قتيبة أبو النعمان الشنقيطي
الأخ أبو الدرداء الأنصاري
الأخ خبيب الشنقيطي
الأ أبو بصير الأنصاري
الأخ أبو جابر الصحراوي
الأخ سليمان الأنصاري
مساء الجمعة 24/6/2011م وبعد سلام آخر مجموعة من المجاهدين كانت تصلي العصرصلاة الخوف سمع المجاهدون أصوات السيارات القادمة حيث أن أعداء الله بلغوا من الغباء الغاية القصوى فسلكوا طريق المجاهدين ولما لم يعد يفصلهم عن المجاهدين إلا أقل من عشرة أمتار فجر عليهم المجاهدون اللغم الذي زرعوه على الطريق ليسقط كل من في سيارة القائد بين قتيل وجريح وطار قميص أحدهم حتى تعلق بشجرة وبقي علامة شاهدة عليهم ومع انفجار اللغم على أعداء الله تعالى كبر المجاهدون وفتحوا نيران أسلحتهم الخفيفة على ذلك الجيش المدجج بالسلاح والعتاد و استمرت المعركة ساعة ونصفا استخدم فيها أعداء الله تعالى كل ما جلبوا من سلاح أسيادهم الصليبين لكنهم عجزوا والحمد لله عن اقتحام تسعة من جنود الله مالهم من سلاح إلا توكلهم على الله تعالى وثقتهم بنصره
وبعد أن أيقن أعداء الله تعالى أن مجرد التقدم إلى المعسكر فضلا عن اقتحامه دونه الموت الزؤام استنجدوا بالكاشفة “طائرة تصوير” لتؤمن لهم هروبهم ثم ولوا الأدبار لا يلوون على شيء ” وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) “
يجرون أذيال الهزيمة بثلاثين قتيلا ومثلهم جرحى
وتركوا خلفهم اثنتي عشرة سيارة محملة بأنواع العتاد الثقيل والمؤن أخد منها المجاهدون ما خف حمله وعظمت قيمته ثم ألهبوا النار فيما بقي حتى ولى الليل نهارا وتنورت النار من بعيد كما شهد بدلك القاصي والداني وما تزال آثارذلك باقية وإلى الآن , ثم انسحب المجاهدون بسلام لم يقتل أحد ولم يجرح تحفهم عناية الله تعالى” فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ “
وهذه قصيدة قالها الأخ الشيخ المجاهد عبد الملك بن المختار بن سيدي المعروف في الجهاد ب “قتيبة أبو النعمان ” وقد تأخر نشر القصيدة بسبب بعض الظروف
“ما ذقتم الحرب”ردا على قصيدة “مشاعر جندي في الغابة”
12رمضان 1432هـ غابة وقادو
دخلـت على الأسد آجامها فعدت كما اعتدت قدامــــــها
تهرول في كل وجه وأطلــــــــــقــت الجــند للـــريح أقدامـــــــها
ولا عجب ذاك ديدنـــكـــم فسل “حاسي سيدي” وأقوامها
تركت ب”وقاد” ما قد جــلبــت ووليـــــــــــت تســبــق آرامـــها
وضاقت عليك بما رحبـــت وخلــــت عدوك آجــــامـــــــــها
وهبت المنون ودرب الردى ونكـــأ الجـــــــراح وآلامــــــها
قتــــلنا ثلاثين من جنـــدكم وأخـــرى تكــــابد أســـقامـــها
وأطعمــــت النار من فيئكم وصــدقت الأســد أقســـامـــها
وأهدت لنفـس الكفورطعانا وضـــربا تقصـــد أوهـــامـــها
لتعلــم أن عنـــاد الكــــلام وإقـــدامـــه ليــس إقــدامـــها
(وعي الفعال كعي المقال) ومــا كان أحســـن إلجــامــــها
وإن كتمت دولة الكفر ذاك وبـــالزور أنطـــقت إعــلامها
فإن خـــسائركــم جمـــــــة نزيــــد مدى الدهــر أرقامها
وما ذقتم الحرب فانتظروا سنين الحروب وأعوامــــها
أنعل فرنسا ورثت سجاحا وجددت في الناس أيامـــــها
وأحييــت عــــهد مسيلمـة وردتــــه حطـــت آطــــامها
وذكر البراء كدعوى الهدى نقضـــت بفعـــــلك إبرامها
وكم أبطل الحال دعوى اللسان وزيـــف بهتان من رامــها
تكابد نعل فرنسا وتشــقى لتدفن بالأرض إسلامــــها
وتبذل نفسك دون الــذي تولـــى فرنسا وأصنامـــــها
وحكم في الناس قانونها وأعلى بشــــنقيط أزلامـــــــها
وألقى الشريعة من خلفه جــهارا وعطــل أحـــكامـــها
وينشر بين الأنام الفساد ويقتل في المــــــهد أحلامها
تقاتل دون اليهود وتعلي صليب النصارى وأعلامها
وقد حققت بك في المسلمين مناها ووطدت إجرامها
تقاتل من باع مهـــجته لمــولاه يأمل إكـــــرامها
وهاجر لم يلتفت خلفــه ولم تصغ نفس لمن لامها
يصبر أما رؤوما حنونا ويسأل مولاه إلهـــــامها
ولـولا الجهاد لما راعها فراق وقد كان خــدامها
يجاهد كي يستعيد بلادا أضاء الهدى قبل آكامها
ويحكم شرع الحكيم الدنى وتحني البرايا له هامها